اقرأ مع محمد حسين هيكل.. "ولدى" ما قاله إلى طفله الراحل

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

نواصل مع الكاتب المصرى محمد حسين هيكل قراءة مشروعه المهم فى عملية النهضة المصرية، حيث شارك بعدد من الكتب المهمة عملت على تنوير العقل المصرى  والعربى، ونتوقف اليوم مع كتابه المهم "ولدى".

شكلت كلمة "الموت" المفصل فى تعامل المؤلف مع كتابه، فجعلته يُهديه إلى ولده "ممدوح" الذى اختَطفه الموت، كما جعلته يُبدل عنوانه إلى "ولدى" بدلًا من "خلال أوروبا" الذى كان يعتزِم تسمية الكتاب به أملًا فى تقديمه ككتاب سياحى يُهديه إلى زوجته احتفَاءً بزيارتهما لأقطار أوروبا شرقًا وغربًا.

ولدى
 

 وقد تجلت ملكات محمد حسين هيكل الإبداعية حينما أشرك البلدان التى زارها فى استحضار مأساة ولده، فيذكر مدينة ميلانو التى اسْتَرعَت انتباهه قبورها التى عُدَّت معلمًا فنيًا يبرهن على وجهٍ من وجوه الإبداع الإيطالى، ثم يعرض لنا مشاهد أخرى لبلدانٍ زارها وكأنه يتجول بعين السائح المستكشف، وقلب الأب الجريح، وقلم الأديب المبدع.

يقول محمد حسين هيكل فى الكتاب:

 

ما أعجب لعب الحوادث بنا، وتوجيهها إيانا! فلو أن هذا الكتاب نشر من عام مضى لنشر باسم غير اسمه، ولنظمت مواده غير نظامها الحاضر، فإلى عام مضى كان عزمى أن أجعل عنوانه "خلال أوربا"، وأن أرتب مواده على أنه كتاب سياحة، وأن أجعل إهداءه إلى زوجى أن كان من أجلها اجتيازنا أوربا شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا، ولم يكن عنوان "ولدى" ليدور يومئذ بخاطرى أو لتجرؤ أن تخطه يدى، أن كانت كلمة "ولدى" جديرة بأن تثير فى نفسى وفى نفوس أحب الناس إلى آلم الذكرى وأفجع الأثر، لكن رحمة الله بنا وعطف القدر علينا وما عوضنا عما احتسبنا، خفف من لوعة هذه الذكرى الأليمة التى يثير خيال ورودها إلى النفس عبرات من مآق يعز على أن تنهل منها دمعة ألم واحدة.

واليوم وإن بقيت فى القلب ندوبه فإن الثغر ليفترُّ عن ابتسامة لهذه الطفلة التى رزقنا، والتى نرجو لها ما يرجوه أبر الآباء لأحب البنين، ونرجو بها فى الحياة متاعًا حرمناه مدى سنوات أربع كنا نمد النظر نحو صيف كل واحدة منها بصبر ذاهب لنفرَّ من بلاد الذكرى المحزونة، آملين فى فسحة بلاد الله عنها عوضًا.

وهيهات أن تعوض بلاد الله جميعًا نفسًا كليمة، وقلبًا كسيرًا، وفؤادًا يتنزى ألمًا، إلا ما فى تنوع مظاهرها واختلاف الليل والنهار فيها مما يصرف القلب إلى الجديد الذى يقع عليه، فينسيه من حر لوعته، ويسكن من نيران جراحه.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد انطلاق الدورى المصرى في الموسم الجديد 2025- 2026

محمد إمام وهشام ماجد ومعتز التونى فى حفل زفاف حفيد عادل إمام (صور)

زيزو والشحات ومحمد شريف أبرز أبطال فيلم "صفقات برعاية بر الوالدين".. فيديو وصور

رامى إمام يحتفل بزفاف حفيد عادل إمام بحضور المقربين

مصرع طفل صدمته سيارة والده أثناء لهوه فى البدرشين


مصادر للقاهرة الإخبارية: مصر وقطر تواصلان جهودهما للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة

محمد فؤاد يغنى "أنا بين إيديك" لابنته وزوجها فى حفل زفافهما (صور)

العالم هذا المساء.. كمين يستهدف 30 جنديا إسرائيليا فى الشجاعية بقطاع غزة.. إصابات فى انفجار هائل بمحطة وقود بروما.. وترامب يجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأوكرانى فلوديمير زيلينسكى

إبراهيم عادل يتلقى عرضا من الدورى الفرنسى

موعد مباراة فلومينينسي ضد الهلال فى ربع نهائى كأس العالم للأندية


احنا الملوك.. شاهد كيف قدم الزمالك فارسه الجديد يانيك فيريرا مديرا فنيا

أسرار السقوط.. كتاب جديد يكشف كواليس فوز ترامب وخلافات أوباما وبايدن

انقطاع التيار الكهربائى فى التشيك والمترو يتوقف بالعاصمة براغ

فات الميعاد الحلقة 16.. هل ستقع أسماء أبو اليزيد فى حب أحمد صفوت؟

يوم الذهب.. الهلال السعودى فى مواجهة نارية مع فلومينينسى البرازيلى من أجل المجد العربى بمونديال الأندية 2025.. إنزاجى بين كتابة التاريخ وكسر هيمنة السامبا.. وبالميراس ضد تشيلسى فى ليلة الثأر الكروى

مصدر بالزمالك يفند شائعات عقد جون إدوارد: كلام فارغ وبنود خيالية وغير منطقية

اندلاع حريق بالقرب من قصر الشعب فى العاصمة السورية دمشق

مصرع شاب صعقا بالكهرباء وسيدة تحت عجلات القطار بأسوان

وسام أبو على لصفقة الزمالك المنتظرة من المطار: أراك قريباً

موجة شراء إسرائيلية لعقارات قبرص تثير القلق.. والأحزاب تحذر: قد نفقد بلادنا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى