الكرامة يا فندم

خالد ناجح
خالد ناجح
بقلم خالد ناجح
عام 2005 وفي أحد المؤتمرات التي ينظمها الجيش لأفراده وضباطه، وقف ضابط برتبة ملازم أول أمام المشير محمد حسين طنطاوى وقال له: "يافندم نفسي نبقى أقوى تسليح في المنطقة وننافس الجيوش العظمى لأنه بيفرضوا سياستهم على الجميع.. نفسي نقدر نفرض سياستنا لأن القوي محدش بييجي على حقه".
 
وهنا ساد الصمت التام القاعة كلها، وكما يقول المثل "ترمى الإبره ترن" في القاعة التي بها ما يقرب من ألف ضابط.
فقال المشير للضابط: "جاوبنى الأول على السؤال ده إنت شايف إيه رغيف العيش ولا السلاح؟". 
 
وكان رد الضابط المصري صغير السن وقتها مغايراً للاختيارات التي طرحها سيادة المشير فرد الضابط: "الكرامة يا فندم"، وهنا ولا إرادياً ضجت القاعة بالتصفيق الذي استمر لأكثر من خمس دقائق.
 
المعروف أن المشير طنطاوى حازم ومنضبط جداً وملتزم بالتقاليد العسكرية للمؤتمرات، لكنه كان مسروراً بكلام الضابط الشاب، بل وظل مبتسماً طوال المؤتمر ورد بجملة واحدة ولم يعلق كثيراً: "كفاية اللى هى فيه مش هنبقى احنا كمان إوعوا تبقوا زيهم  اتفضل اقعد يا ابنى".. بل وكان حريصاً على التوصية بعدم مضايقة الضابط المتحمس من أي من قادته.
وعندما خرج الشعب المصري في 30 يونيو ينادي الفريق عبدالفتاح السيسي ليكلفه برئاسة الجمهورية وتحميله الأمانة الثقيلة والتي لا يستطيع أحد حملها إلا هذا البطل الذي كان قدره أن يتحمل المسئولية في هذا التوقيت.
كنا نحن الشعب المصري محظوظين بوجوده ونعتبر أن الله جاء به لينقذ مصر التي ذكرها في كتبه السماوية أكثر من أى مكان في العالم.
شاء الله أن يكون الرئيس عبدالفتاح السيسي في هذا المكان وفي هذا التوقيت ليحمي مصر من مصير لا يعلمه إلا هو سبحانه، وكأن الله استجاب لدعوات الضابط المتحمس وحقق أمنياته بتحديث الجيش المصري بكل فروعه حتى وصل ليكون من أفضل عشرة جيوش في العالم وفي قلب كل مصري وعربي الأفضل في العالم.
 
القارئ لتاريخ مصر يعلم أن بوابتها الشرقية هى مصدر الإزعاج الوحيد لها منذ قدوم الهكسوس عبرها وصولا لتحريرها عام 1973 من الاحتلال الاسرائيلي، كانت مصر مؤمنة من الشمال الذي لم يأت منه غازٍ سوى نابليون والإنجليز، ومؤمنة من الغرب حيث لم تحدث أى مشكلة سوى هجوم روميل الذي كان هدفه الإنجليز، والجنوب لم تأت منه المتاعب لمصر إطلاقاً.
لكن الآن وفي هذه الفترة التي اعتبرها الأدق والأصعب على مدار تاريخنا القديم والحديث نظراً لوجود المخاطر على كل الاتجاهات، فالشرقي غير آمن ولا يؤتمن، والغربي تدخل فيه الطمع التركى ويريد احتلال ليبيا، والجنوب إثيوبيا لا تتعاون وتتعنت في حل أزمة سد النهضة، ومن الشمال الأطماع التركية وغيرها في غاز شرق المتوسط.
 
كان الله في عون القيادة السياسية والجيش الذي كان يركز في اتجاه واحد وأصبح الآن يركز وبنفس الدرجة والاستعداد القتالي على كل الجبهات لحماية أمننا القومى.
 
وصون الكرامة لا يكون بالكلام ولكن بالأفعال، ومصر أصبحت دولة أفعال، وآخرها ما رأيناه في مقطع مصور انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي ظهر فيه مجموعة من العمال البسطاء المصريين تحت التعذيب من قبل ميليشيات حكومة الوفاق  في مدينة ترهونة.
 
وعلى الفور صدر تكليف رئاسي بتشكيل خلية لإدارة هذه الأزمة، وعلى رأسها رجال المخابرات العامة (الصقور)، منذ اليوم الأول كان تكليف السيد الرئيس "كل الخيارات متاحة لعودة أبنائنا إلى مصر"، وبالفعل مارست مصر حقها في عودة أبنائها لأرض الوطن وكانت النتيجة أن حكومة الوفاق ضبطت الميليشيا التي قامت بهذه الجريمة وتم عرضهم على النيابة، وتم تعاون الجيش الوطني الليبي الذي أمن موكب تحرك أبنائنا لنحو 700 كيلو متر داخل ليبيا حتى منفذ السلوم.
 
عودة المصريين بهذه الصورة المشرفة تضاف إلى إنجازات الرئيس السيسي ومواقفه الخارجية التي تخرج من قيادة حكيمة أدركت حماية المواطن وحفظت له كرامته وحقوقه ورفضت التهاون فيها، أو التقليل من شأنه، وإعادة العمال المصريين من ليبيا إلى أرض الوطن بهذه السرعة رفع معنويات الشعب المصري، وساد شعور اطمئنان داخل البلاد بأن هناك دولة قوية، وشعر المواطن بأن وراءه دولة تحميه حتى ولو كان عاملاً بسيطاً في ترهونة.
 
الدولة المصرية وأجهزتها المختلفة حريصة على الحفاظ على كرامة المواطن ووضعها فوق أي اعتبار، وعودة العمال البسطاء من ليبيا على هذا النحو المشرف رسالة واضحة للداخل والخارج بأن الدولة المصرية تضع المواطن المصري نصب أعينها، وأنها تتابع عن قرب أوضاعهم وأحوالهم من خلال التواصل المستمر بينهم وبين الحكومة وبين الدولة المصرية والدول الأخرى للاطمئنان على أوضاع المصريين والتأكيد على عدم التهاون في حقوق أى مصري خارج الحدود.
 
الآن أقول للضابط الشاب الذي وقف أمام سيادة المشير طنطاوى إن الله استجاب لك ولكل شباب مصر الذي حلم بـ"الكرامة" التي تحققت على يد بطل مصر الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي حمل الأمانة وكان أميناً في حملها.
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

التحقيق فى اتهام طالب بمحاولة الامتحان بدلا من رمضان صبحى

الرئيس السيسى يؤكد أولوية تطوير منظومة التعليم والاهتمام بالمعلمين

الرئيس السيسى يستعرض دعم وبناء قدرات ومهارات المعلمين

الداخلية تضبط سائق سيارة يسير عكس الاتجاه بالشروق

الرئيس السيسى يجتمع بوزير التعليم ومدير الأكاديمية العسكرية


زلزال مصر 2025.. البحوث الفلكية يكشف أسباب شعور المصريين بالزلزال.. معهد الفلك: لا يمكن التنبؤ بالزلازل والأوضاع فى مصر مستقرة.. تعليمات عاجلة للمواطنين وخط ساخن للإبلاغ عن حالات الطوارئ

مصر تدعو المواطنين المتواجدين فى ليبيا بتوخى أقصى درجات الحيطة

وزارة الداخلية تضبط قضية غسيل أموال بقيمة 280 مليون جنيه

أزمة مباراة القمة.. لجنة التظلمات تحسم غدا قرارها بشأن لقاء الأهلى والزمالك

ولى العهد السعودى: الولايات المتحدة الأمريكية وجهة رئيسية لصندوق الاستثمارات العامة


الحوثيون: استهدفنا مطار بن جوريون في تل أبيب بصاروخ فرط صوتي

زلزال بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر يضرب تونجا

الأهلي يترقب وصول ريفيرو إلى القاهرة لحسم عقود تدريب الفريق قبل المونديال

تقارير تكشف موعد وصول مدرب الأهلى الجديد جوزيه ريفيرو للقاهرة

اشتباكات مسلحة وفوضى أمنية فى ليبيا.. فرار أخطر السجناء من سجون طرابلس

تفاصيل ميلاد هلال ذو الحجة وموعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى 2025

زلزال جديد.. الشبكة القومية ترصد أول هزة ارتدادية بقوة 2.69 ريختر

ماذا تفعل إذا شعرت بهزة أرضية؟ دليل مبسط للتصرف الآمن

بيان عاجل خلال دقائق.. معهد الفلك يكشف تفاصيل زلزال القاهرة

عاجل.. زلزال يضرب القاهرة وعددا من المحافظات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى