"الأيام الثمانية الأخيرة لملاكة" بكائية عبد المنعم رمضان

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
لا يعرف الشوق إلا من يكابده، والحزن أيضا، لا يعرفه إلا الذين أصابهم نصل غدره، ولا غدر أقسى من الموت، ما أكثر ما التقيناه، وفى كل مرة يفاجئنا كأنها المرة الأولى، قاسيا هو الموت، لكنه إذا اقترب من" الشعراء" ومس أحبابهم يكون أكثر قسوة ووطأة، كأنه، ذلك اللئيم، يعرف أنهم سيخلدونه بالشعر، يعرف أن قلوبهم ستنزف، وأن أرواحهم ستبكى، وأن كلماتهم ستصبح "مغسولة" بدمع قلوبهم.
 
 
فعلها الموت، واقترب مثل جراح "غشيم" واقتطع جزءا مهما من روح الشاعر الكبير عبد المنعم رمضان، أخذ زوجته، وتحرك مبتعدا مختالا واثقا مراهنا على القصيدة، فهو يعرف أن الشاعر لن يتركه، أنه سينال منه بالكلمات، وهو يعرف أن هذه الكلمات بقدر ما تُعريه أمام "العالم"  فإنها تمنحه "مهابة" يحتاجها "الموت" دائما فى مواجهة ضحاياه.
 
واستطاع الموت أن يربح رهانه مع الشاعر، فقد صاغ عبد المنعم رمضان، واحدة من روائعه، أعتقد أننى أخطأت فى استخدام الفعل "صاغ" ففى ظنى أن قصيدة  "الأيام الثمانية الأخيرة لملاكة" التى نشرت مؤخرا لعبد المنعم رمضان، فى صحيفة أخبار الأدب، قد كتبت نفسها، لم يجلس "رمضان" ليبحث عن اللفظ المناسب والصورة المعبرة، هو فقط استمع إلى قلبه وكتبها:
 
بالطبع لن نستطيع أن نتوقف أمام القصيدة كلها لنقرأها، لكننا سنتوقف فقط أم جزء صغير جدا، لنتأمله:
يقول عبد المنعم رمضان فى القصيدة:
اليومُ الثامنُ كان اليومَ الثامنَ جدًا جدًا
بتنا محمولينَ على أحوالٍ لا نعرفُها
بتنا محمولينَ إلى أضرحةٍ
لا تنتظرُ صباحَ العيدْ
بتنا مثل رجالٍ جوفٍ
مثل دموعٍ مستعملةٍ
مثل الوقتِ الآخرِ
مثل عبيدْ
 
كان عبد المنعم رمضان يدرك أن الفراق آت، لكنه وجد نفسه يعيد اكتشف كل شيء من جديد من أول فعل الزمان "اليوم" الذى هو "اليوم الثامن" كأن الأسبوع أخذ دورته كلها ثم عاد ليتكرر مرة أخرى، لقد أغلقت دائرة الوقت تماما، لم يعد هناك أمل، العلامات واضحة جدا لا تحتاج تأويلا، لكننا من يحتاج إلى قراءة.
 
شعور الموت الذى يلف المكان، هذه المرة مختلف، حاله مختلف، وأحوالنا نحن الخائفين المترقبين مختلفة أيضا، كل شيء كأنه لا ينتمى إلينا، لقد أصبحنا "رجال جوف" فارغين من كل شيء، من كل معنى، لا معنى للزمن سوى أنه أشباح للفقد تحيط بنا، لقد فقدنا حتى الجِدة فى الأمر فكأننا دموع مستعملة، هذه الدموع المستعملة التى صرناها على خد الزمن حولتنا إلى عبيد لا نلمك من أمرنا شيئا، ولا نقوى على فعل شيء.
ليس للكلمات أن تنهى الحزن لكنها تجسده، تحوله إلى "كائن" يمكن لنا أن نلمسه بأطراف أصابعنا، ونتفس من خلاله روائح أحبابنا، فيمنحنا شيئا من "الصبر" بالطبع شيئا يسيرا، لكنه على كل حال شكرا للقصيدة صنيعها. 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزير الإتصالات: سنترال رمسيس لم يعد صالحا فى الوقت الحالى حتى تتم أعمال التبريد

فيفا يرد علي استفسار الاسماعيلي بشأن أزمة القيد

محافظة القاهرة: تركيب 4 كبائن أمام سنترال رمسيس لربطها بالسنترالات المجاورة

وزير الخارجية البريطاني: سنتخذ مزيد من الإجراءات ضد إسرائيل إذ لم يتغير الوضع في غزة

إيلون ماسك يخسر 15.3 مليار دولار من ثروته بعد إعلان تأسيس حزب أمريكا


تحريات المباحث لكشف ملابسات حريق سنترال رمسيس

شاهد محمد سيحا حارس الأهلي "يستجم" على الشاطئ رفقة أسرته

"روسأتوم" توقع خلال زيارة "ليخاتشوف" لمصر على الاتفاق التكميلى لمحطة الضبعة

وزارة النقل تغلق الدائرى الإقليمى فى هذه المناطق

5 فئات لتذاكر حفل تامر حسنى بمهرجان العلمين فى دورته الثالثة


الحسابات الفلكية: الصيف يستمر 92 يوما و39 ساعة وهذا موعد بداية فصل الخريف

الزمالك يستعين بكهربا ومعتز إينو والشناوى فى شكوى زيزو لاتحاد الكرة

طلب خاص من وسام أبو على للأهلى لإنهاء شرط العشرة ملايين دولار

معركة الحلم العالمى.. تشيلسى يتحدى فلومينينسى فى سباق التأهل إلى نهائى مونديال الأندية.. "البلوز" يستهدفون استعادة أمجاد البطولات.. نجوم السامبا يحلمون بكتابة التاريخ.. وريال مدريد وباريس يترقبان الفائز

أجمل أهداف كأس العالم للأندية بكاميرا الحكم قبل نصف النهائى.. فيديو

وزارة التموين: تشغيل المخابز لإنتاج الخبز المدعم منذ الساعة الخامسة صباحا

موعد مباراة فلومينينسى وتشيلسى فى كأس العالم للأندية والقناة الناقلة

مواعيد مباريات اليوم.. فلومينينسي مع تشيلسي فى كأس العالم للأندية

الأهلى يطارد مصطفى محمد.. ونانت يضع شرطًا مكلفًا لبيعه

الجدول الزمنى لانتخابات مجلس الشيوخ مع رابع أيام تلقى أوراق الترشح

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى