جوارى ووصيفات وصلن إلى كرسى السلطان.. شغب وشجرة الدر والسلطانة هورم الأبرز

جوارى على كرسى السلطان
جوارى على كرسى السلطان
كتب محمد عبد الرحمن

يمتلئ التاريخ الإسلامى بالغرائب والحكايات، حول كرسى الخلافة والسلطنة، فمنذ وفاة النبى محمد "صلى الله عليه وسلم" وبداية دولة الخلافة الإسلامية مع الصحابى أبى بكر الصديق، وصولا إلى آخر سلطان عبد الحميد الثانى، آخر سلاطين الدولة العثمانية، تولى أمر الممالك الإسلامية مئات الخلفاء والملوك والسلاطين، بعضهم كانوا من أبناء الجوارى، والآخر جاء من عامة الشعب، وليس من آل البيت فقط.

وتبدو المرأة على مدار التاريخ الإسلامى غير موجودة فى أروقة السلطنة واكتفت بدور السيدة الأولى زوجة الملك أو السلطان، لكن بعضهن كانت طموحاته أكبر من ذلك، وربما الظروف أجبرتهن على تولى السلطة لإنقاذ البلاد، كان منهن جوارى ومحظيات ووصيفات للملوك والسلاطين، تزوجهم السلطان، وبعد وفاته شاءت الأقدار والظروف والطموحات أحيانا لتقودهم إلى كرسى الحكم.

ومن السيدات اللواتى استطعن الجلوس على مقعد السلطان وقيادة البلاد أو إحدى الممالك الإسلامية:

شغب


من الشخصيات العجيبة التي مرت عليّ في تاريخ الدولة العباسية: الجارية (شغب) والمتوفاة سنة 321 هـ، وهي أم الخليفة العباسي وأم أمير المؤمنين المقتدر بالله، والملقبة بالسيدة، تولى ابنها الخلافة العباسية فى الثالثة عشرة من عمره، فسار الحكم فى يد أمه "شغب" ، فظلت تحكمه وتحكم الخلافة إلى مقتل ابنها سنة 320هجرية أى ربع قرن من الزمان.

وبحسب دراسة للكاتب أحمد صبحى منصور، بسبب فساد "شغب" واحتقارها للأئمة والفقهاء حتى إنها عينت نفسها قاضى القضاة فى بغداد، حيكت المؤامرت ضدها وضد ابنها، ونجحت إحدى الثورات بقيادة القائد التركى مؤنس الخادم، وتولى الخليفة القاهر الذى قام بتعذيب السيدة شغب بيديه وقام بتعلقها من قدميها ويتركها، حتى الموت.

شجرة الدر


شجرة الدر

جارية مملوكية، لم يتفق المؤرخون على أصلها قيل إنها تركية، وقيل بدوية، وقيل من خوارزم، وقال البعض: لا بل أرمينية، ومع ذلك فقد اتفق الجميع أنها لعبت دورا مشهودا، حيث تولت عرش مصر لمدة ثمانين يوماً بمبايعة من المماليك وأعيان الدولة بعد وفاة السلطان الصالح أيوب، ثم تنازلت عن العرش لزوجها المعز أيبك التركماني سنة 648 هـ (1250م)، وبحسب الباحثين تولت شجرة الدر ترتيب أمور الدولة، وإدارة شئون الجيش في ميدان القتال، وعهدت للأمير "فخر الدين" بقيادة الجيش، وفي الوقت نفسه أرسلت إلى توران شاه ابن الصالح أيوب تحثه على القدوم ومغادرة حصن كيفا إلى مصر، ليتولى السلطنة بعد أبيه.

ويرى الدكتور ممدوح الدماطى، وزير الآثار الأسبق، أن شجرة الدر لم تكن أبدا حاكم معترف بشرعية حكمه، إلا أنها كانت صاحبة التغييرات الهيكلية فى الجهاز الحاكم للدولة الأيوبية، ويقال أنها شاركت لمدة 10 سنوات كاملة فى الحكم، وكان لها دور فعال فى السلطة مع زوجها، مشددا فى الوقت ذاته على إنها امرأة غيرت الأحداث التاريخية لمصر، وارتبطت ارتباطا مباشرا بعملية التغيير والانتقال من عصر الأسرة الأيوبية إلى عصر سلطنة المماليك، ولولا التقاليد والأعراف لكان شجرة شأن آخر، وربما كانت من أفضل حكام مصر.

السلطانة كوسم


السلطانة كوسم

في كتابه الدولة العثمانية في التاريخ الإسلامي الحديث، استعرض الكاتب إسماعيل أحمد ياغي تاريخ السلطانة "كوسم مهبيكر" أشهر النساء في التاريخ العثماني، والتي جاءت للقصر جارية للسلطان العثماني أحمد خان الأول، فوقع في حبها وتزوجها، وتمكنت من الوصول إلى الحكم عام 1603 حتى عام 1617 من الميلاد.

أنجبت السلطانة "كوسم" العديد من الأبناء، مثل مراد الرابع الذي تولى حكم السلطنة منذ 1623 إلى 1640 ميلادية، وإبراهيم الثاني الذي تولى الحكم 1640 إلى 1648 ميلادية، وبالتبعية تولت منصب "السلطانة الأم".

وصلت كوسم إلى نيابة السلطنة العثمانية بعد وصول حفيدها السلطان محمد خان الرابع إلى عرش السلطنة العثمانية، وكان يبلغ حينها ست سنوات، بعد عزل وقتل والده، ويشار إلى أن "كوسم" قدمت كوسم مجموعة كبيرة من الأعمال الخيرية التي لم تقم أي سلطانة أخرى بتقديمها.

السلطانة هورم


السلطانة هورم

بحسب كتاب السلطان العاشق، تناول منصور عبد الحكيم قصة الحب الأسطورية التي نشأت بين السلطان سليمان القانوني والجارية ألكسندرا روكسلانا، التي اختلف على أصلها بين يونانية أو إيطالية، وإن استقر الرأي على كونها أوكرانية، ولدت لأب يعمل قسا أرثوذكسيا، ووقع السلطان في حبها من أول نظرة وتزوجها.

كان العرف السائد قبل سليمان القانوني، وتمسك به السلاطين العثمانيون، أنهم لا يتزوجون من الجواري، لكن القانوني كسر كل التقاليد وتزوج من ألكسندرا؛ مما أثار غضب أمه السلطانة "عائشة حفصة".

أطلق عليها السلطان "هورم" وتعني الباسمة، ومنحها صلاحيات واسعة لإدارة شؤون الحرملك، فأدخلت عليه إصلاحات كبيرة.

ويقال إنها السبب في إعدام الأمير مصطفى وريث العرش وابن السلطان من زوجته الأولى "مهد فران"، لتزيحه من طريق ابنها سليم، الذي تولى العرش، كما قيل إنها السبب الرئيسي في تخلص السلطان من الصدر الأعظم إبراهيم باشا، وإن كان البعض يرى أن أطماعه كانت السبب المباشر للحكم بإعدامه.

ويقول الكتاب إنها وأبناءها كانوا محط بغض الجيش والبلاط، وأطلقوا عليها لقب "الساحرة"، حيث كانت تزور الدجالين والسحرة، كما جرت العادة في عصرها، فقالوا بسحرها للسلطان، حيث كانت طلباتها مجابة دون قيد أو شرط.

قدمت العديد من الأوقاف الخيرية، وأنشأت المساجد والمدارس القرآنية، وبنت حماما لخدمة المصلين في آية صوفيا.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

شاهد بوسترات مسلسل أزمة ثقة قبل عرضه على قناة ON الأحد المقبل

متحدث الخارجية الأمريكية السابق: نتنياهو أخبرنا أنه سيواصل الحرب لعقود

التنظيم والإدارة يعلن توقف امتحانات مركز تقييم القدرات غدا بسبب حريق بالجراج

الطقس غدا.. ارتفاع طفيف ومؤقت فى درجات الحرارة والعظمى بالقاهرة 38 درجة

الداخلية تضبط عصابة "الثقب السوداء" للتسول بالأطفال أسفل كوبرى بالهرم.. فيديو


حقيقة "الثقب الأسود" فى الهرم.. مصدر بـ"محافظة الجيزة" يكشف تفاصيل جديدة

أحمد عبد القادر ميدو لـ"اليوم السابع": نحن درع السفارات ضد إرهاب الإخوان.. وهندافع عن سفارتنا ولو فيها موتنا.. الإخوان تسعى لصرف الأنظار عن جرائم الاحتلال.. وفى رسالة للمصريين: انتبهوا للمؤامرات التى تحاك ضدنا

زيارة الرئيس السيسى للسعودية فى عيون إعلام المملكة.. حفاوة الاستقبال والود بين قيادات الدولتين فى الصدارة.. رهان على تنسيق عالى المستوى لحل أزمة غزة ووأد مخططات الاحتلال.. الرياض: العلاقات الثنائية محور التوازن

إدانة دولية واسعة لقرار إسرائيل بالموافقة على بناء مستوطنات بمنطقة E1 شرق القدس

كوكا يغيب عن افتتاح الدوري السعودي لأسباب غير فنية.. تعرف عليها


البكالوريا أم الثانوية العامة.. تفاصيل الاختلافات الكاملة فى المواد والمجموع

الكيس تحول لخراج.. قلق جمهور أنغام على حالتها الصحية بعد التطورات الأخيرة

وزير الدولة للإنتاج الحربى يكشف عن إنتاج أحدث منظومات المدفعية بالعالم فى مصر

القاهرة تدرس غلق شوارع بوسط البلد ومصر الجديدة وتخصيصها للمشاة فقط.. المحافظ: شارع إبراهيم باشا بالكوربة الأبرز وإنشاء اتحاد شاغلى الشوارع للحفاظ على العقارات التراثية.. و"الخديوية" تشهد تكرار نماذج شارع الألفى

هل يستحق المستأجر تعويض حال انتهاء المدة الانتقالية بقانون الإيجار القديم؟

الطقس اليوم.. شديد الحرارة ونشاط للرياح وسحب والعظمى بالقاهرة 36 درجة

الإمارات تنفذ الإنزال الجوى الـ77 للمساعدات فى غزة

محمود جهاد يستفسر عن سر استبعاده من حسابات فيريرا

بوليانسكى: سوريا على مفترق طرق صعب والمصالحة الوطنية التحدى الأكبر

"إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها".. موضوع خطبة الجمعة اليوم بمساجد مصر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى