بالصوت.. كان صوتُ المؤذنِ أكثر حزنًا.. مذكرات كاتبة "يونانية" عن هزيمة 1967

هزيمة 1967
هزيمة 1967
كتب أحمد إبراهيم الشريف
 
"كان الإرسالُ ينقطع باستمرارً، فى التليفزيون، بسبب المسيرات والأغانى الوطنية، بينما صوت المؤذن كان يصدح أكثر حزنا، باعثا الهم والحزن فى قلوب المستمعين، لكن القلق الحقيقى لما هو قادم كان فى طريقه.. مأساة الحرب لم نشعر بها على نطاقها الواسع إلا عندما وصلت على بعد أنفاس من بيتنا، صوت انفجار القنابل كان يسمع بوضوح، يصم الآذان، كاد المرء يظن أن المعارك تدور على حدود القاهرة. بعد ذلك سنعرف أن المعارك بالفعل كانت قريبة جدا من المدينة، وأن خطر الحرب قد وصل على بعد عشرات الكيلومترات من القاهرة، رغم تأكيدات مذيع التلفاز على الفوز الوشيك.
 
الهزيمة
 
الخسائر كانت مفزعة، وكان لها أثر عظيم فى البلاد، حتى أنا، وكنت حينها طفلة صغيرة، شعرت بها كنت أرى والدىَّ منزعجين، وكذلك الأقارب والجيران والبسطاء الذين يمرون فى الشوارع شاردين مذعورين مرعوبين.
 
فى الحقيقة كان لها أثر فى كل حى فى مصر، ضحايا الحرب كانت أعدادهم مهولة، تقريبا على كل ناصية كان هناك عزاء لبطل شهيد من الشباب الصغار.
 
الموت بأسوأ وأكثر أشكاله عدائية لم يتأخر أن يدق أبواب منطقتنا، هذا الحى الهادئ فى شارع مراد، حيث إن شابين فى الحى سقطا شهيدين فى تلك الحرب، شابين فى مقتل العمر، لم ألحق أن أتعرف عليهما إلا من خلال صورهما الفوتوغرافية.
 
 
لم أعش حدثا فى حياتى أكثر حزنا من هذا، كان حدثا أيقظ بداخلى أحاسيس لم أكن أعرفها من قبل ولم أشعر بها، وكيف كان ممكنا، فى تلك السن الصغيرة؟
نزهة فى شوارع القاهرة
 
صوت المؤذن كان حزينا لمدة أسبوع، حتى إن الدموع كانت تغرق عينى وعيون الأطفال كان الحزن فى الأجواء عارما، لم أشعر بحزن كهذا بعد ذلك، كان يغطى الشارع من ضفته إلى الضفة الأخرى، لا منطقتنا ولا حتى فى الضواحى ولا كل أحياء مصر شعرت بمثل هذه الكآبة ولا عرفت حزنا كهذا من قبل، أنا شخصيا لم أنس هذا الشعور مطلقا طوال حياتي»
 
هكذا تحدثت الكاتبة اليونانية بيرسا كوموتسى عن هزيمة 1967 فى روايتها التى هى تقريبا سيرتُها الذاتية "فى شوارع القاهرة.. نزهة مع نجيب محفوظ" الصادرة عن سلسلة الجوائز فى الهيئة المصرية العامة للكتاب، ترجمة وتقديم الدكتور خالد رؤوف، وبيرسا كوموتسى ولدت وعاشت شبابها وتعلمت فى مصر وعاصرت الكثير من الأحداث.
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رئيس وزراء البرتغال ناعيًا جوتا: يوم حزين لرحيل من رفع اسم البلاد عاليًا

قانون الإيجار القديم.. إزاى تحسب إيجار شقتك حسب المنطقة؟ (إنفوجراف)

رحيل مفاجئ يهز عالم كرة القدم.. مصرع دييجو جوتا لاعب ليفربول وشقيقه فى حادث مأساوى بعد زفافه بـ 10 أيام.. دوري الأمم الأوروبية يرسم البسمة الأخيرة على وجه نجم الريدز.. والاتحاد البرتغالي ينعيه بكلمات مؤثرة

دهست 4 أسر داخل حديقة.. مأساة حى النرجس تبدأ بكارثة وتنتهى بتصالح مفاجئ

صدمة جديدة.. مصرع شقيق جوتا فى حادث لاعب ليفربول المروع


خسارة لا تعوض.. الاتحاد البرتغالى ينعى جوتا لاعب ليفربول

إيتمار بن غفير: علينا احتلال غزة وتشجيع الهجرة خارجها

"توكارا" اليابانية تسجل 900 زلزال فى أسبوعين.. وخبراء: لا نعرف متى سينتهى

قانون الإيجار القديم.. احسب إيجار شقتك حسب المنطقة والتصنيف

الأهلى يستقر على اصطحاب إمام عاشور فى معسكر إسبانيا


على أعتاب الرحيل.. نجوم فى عامهم الأخير من العقود بالدورى الإنجليزى

وزارة التعليم تحقق فى تداول أسئلة الكيمياء والجغرافيا على صفحات الغش

من الخليج للقلعة الحمراء.. محمد شريف حديث صحف السعودية بعد العودة للأهلى

عميد معهد القلب الأسبق يفسر أسباب وفاة المطرب أحمد عامر

نانت يعاقب مصطفى محمد بالبيع بعد رفض دعم المثلية

تفاصيل دهس تريلا لـ 7 سيارات على الطريق الدائرى بالمعادى.. صور

الثانوية العامة 2025.. الطلاب يؤدون اليوم امتحان مادتى الكيمياء والجغرافيا

السرقة.. جريمة تهدد المجتمع والداخلية تلاحق الجناة بلا هوادة

تريلا تحطم وتدهس 7 سيارات على الطريق الدائرى بالمعادى.. صور

مأساة فى المنيا.. أب يقتل أطفاله الثلاثة بسبب خلافات أسرية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى