هل اشترى بنو إسرائيل "البقرة ليذبحوها" ودفعوا بوزنها ذهبا.. ما قاله التراث الإسلامى

البداية والنهاية
البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف
من القصص التى تتعلق ببنى إسرائيل وقد ذكر القرآن الكريم بعض أطرافها قصة البقرة التى أمرهم الله بذبحها، لكن التفاصيل الصغيرة، التى لم يهتم القرآن بذكرها، اهتمت بها الكتب التراثية، فماذا قالت؟

يقول كتاب "البداية والنهاية" عن قصة البقرة:

قال ابن عباس، وعبيدة السلمانى، وأبو العالية، ومجاهد، والسدى، وغير واحد من السلف: كان رجل فى بنى إسرائيل كثير المال، وكان شيخًا كبيرًا وله بنو أخ، وكانوا يتمنون موته ليرثوه، فعمد أحدهم فقتله فى الليل، وطرحه فى مجمع الطرق، ويقال: على باب رجل منهم، فلما أصبح الناس اختصموا فيه، وجاء ابن أخيه فجعل يصرخ ويتظلم، فقالوا: ما لكم تختصمون ولا تأتون نبى الله.

 
فجاء ابن أخيه، فشكى أمر عمه إلى رسول الله موسى عليه السلام، فقال موسى عليه السلام: أنشد الله رجلًا عنده علم من أمر هذا القتيل إلا أعلمنا به، فلم يكن عند أحد منهم علم منه، وسألوه أن يسأل فى هذه القضية ربه عز وجل، فسأل ربه عز وجل فى ذلك، فأمره الله أن يأمرهم بذبح بقرة، فقال: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا" يعنون نحن نسألك عن أمر هذا القتيل، وأنت تقول هذا؟
 
"قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ" أى: أعوذ بالله أن أقول عنه غير ما أوحى إلى، وهذا هو الذى أجابنى حين سألته عما سألتمونى عنه أن أسأله فيه.
قال ابن عباس، وعبيدة، ومجاهد، وعكرمة، والسدى، وأبو العالية، وغير واحد: فلو أنهم عمدوا إلى أى بقرة فذبحوها لحصل المقصود منها، ولكنهم شددوا فشدد عليهم.
وقد ورد فيه حديث مرفوع، وفى إسناده ضعف، فسألوا عن صفتها، ثم عن لونها، ثم عن سنها، فأجيبوا بما عز وجوده عليهم، وقد ذكرنا فى تفسير ذلك كله فى التفسير.
 
والمقصود أنهم أمروا بذبح بقرة عوان: وهى الوسط بين النصف، الفارض: وهى الكبيرة، والبكر: وهى الصغيرة. قاله: ابن عباس، ومجاهد، وأبو العالية، وعكرمة، والحسن، وقتادة، وجماعة. ثم شددوا وضيقوا على أنفسهم فسألوا عن لونها، فأمروا بصفراء فاقع لونها أى: مشرب بحمرة تسر الناظرين، وهذا اللون عزيز.
 
ثم شددوا أيضًا، "قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِى إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ" ففى الحديث المرفوع الذى رواه ابن أبى حاتم، وابن مردويه:
"لولا أن بنى إسرائيل استثنوا لما أعطوا".
وفى صحته نظر، والله أعلم.
"قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِى الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ" وهذه الصفات أضيق مما تقدم، حيث أمروا بذبح بقرة ليست بالذلول: وهى المذللة بالحراثة، وسقى الأرض، بالسانية. مسلمة: وهى الصحيحة التى لا عيب فيها. قاله: أبو العالية، وقتادة.
وقوله: "لَا شِيَةَ فِيهَا" أى: ليس فيها لون يخالف لونها، بل هى مسلمة من العيوب، ومن مخالطة سائر الألوان غير لونها، فلما حددها بهذه الصفات، وحصرها بهذه النعوت والأوصاف "قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ".
ويقال: إنهم لم يجدوا هذه البقرة بهذه الصفة إلا عند رجل منهم كان بارًا بأبيه، فطلبوها منه فأبى عليهم، فأرغبوه فى ثمنها حتى أعطوه فيما ذكر السدى بوزنها ذهبا، فأبى عليهم حتى أعطوه بوزنها عشر مرات، فباعها منهم، فأمرهم نبى الله موسى بذبحها "فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ" أي: وهم يترددون فى أمرها.
ثم أمرهم عن الله أن يضربوا ذلك القتيل ببعضها.
قيل: بلحم فخذها، وقيل: بالعظم الذى يلى الغضروف.
وقيل: بالبضعة التى بين الكتفين، فلما ضربوه ببعضها أحياه الله تعالى، فقام وهو يشخب أوداجه، فسأله نبى الله من قتلك؟
قال: قتلنى ابن أخى، ثم عاد ميتًا كما كان.
قال الله تعالى: "كَذَلِكَ يُحْيِى اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" أى: كما شاهدتم إحياء هذا القتيل عن أمر الله له، كذلك أمره فى سائر الموتى إذا شاء إحياءهم أحياهم فى ساعة واحدة، كما قال: "مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ..." الآية [لقمان: 28] .

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ألمانيا ترحب بإعلان ترامب من الرياض رفع العقوبات عن سوريا

مصرع 3 أشخاص وإصابة 3 آخرين فى حريق هائل بمخزن خردة بالدقهلية

جدل هدية قطر لترامب مستمر.. الطائرة قيمتها 100 ضعف هدايا رئاسة أمريكا منذ 2001

الحكومة توافق على طلب الأوقاف لتنظيم مسابقات لاكتشاف المواهب فى تلاوة القرآن

حركة حماس تكشف عن كمين مركب ضد جنود جيش الاحتلال برفح الفلسطينية


مصر تتعرض لزلزال بقوة 6.3 ريختر.. البحوث الفلكية: مركزه جزيرة كريت النشطة زلزاليا بالبحر المتوسط.. عمقه ساهم فى شعور سكان الدلتا به.. والزلازل العميقة أقل ضررًا على سطح الأرض.. وتوابعه ضعيفة وغير مؤثرة

هيئة الأرصاد تكشف حقيقة تعرض مصر لـ العاصفة شيماء

أكرم يسرى أفضل لاعب فى لقاء الزمالك وفاب الكاميروني بالكؤوس الأفريقية لكرة اليد

وزير التعليم يعلن إعادة إطلاق اختبار "SAT" رسميًا فى مصر بداية من يونيو 2025

وزارة التعليم: إضافة 20% من درجات العربى والتاريخ بالثانوية الدولية للمجموع


التظلمات تصدر قرارها بشأن أزمة مباراة القمة غدا.. استبعاد إعادة المواجهة.. الأهلي يحمل الجبلاية والرابطة المسئولية.. الزمالك يطالب بتطبيق اللائحة أسوة بالموسم الماضي.. وبيراميدز يهدد باللجوء للمحكمة الرياضية

الإدارية العليا تلغى حكم أول درجة بشأن تابلت طلاب الثانوية: عهده ويجب إعادته

محمد نجيب يعود لقطاع الناشئين بعد تولي ريفيرو قيادة الأهلي

الضرائب تعلن إطلاق حزمة تسهيلات ضريبية لتحقيق عدالة وكفاءة وشفافية أكبر.. النظام يمنح المشروعات التى لا تتجاوز أعمالها 20 مليون جنيه فرصة بدء صفحة جديدة بدون أعباء.. ويتضمن ضريبة دخل مبسطة من حجم الأعمال السنوى

فرص عمل للأطباء فى السعودية براتب يصل إلى 13 ألف ريال شهريا

قائمة المنتخبات المتأهلة لكأس العالم للشباب في تشيلي..مصر الأبرز فى أفريقيا

البحوث الفلكية يكشف أسباب شعور المصريين بزلزال البحر المتوسط

مواعيد مباريات اليوم.. الريال ضد مايوركا وميلان أمام بولونيا بنهائي كأس إيطاليا

تقارير تكشف موعد وصول مدرب الأهلى الجديد جوزيه ريفيرو للقاهرة

أحمد الشناوى حارس عرين بيراميدز يحتفل بعيد ميلاده الـ"34" اليوم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى