ابن الهيثم فى مصر.. لماذا لم تتحقق أحلامه فى القاهرة؟

ابن الهيثم
ابن الهيثم
كتب أحمد منصور
يقول على يوسف فى مقدمة كتاب "فلسفة الضوء" لابن الهيثم هو  الحسن بن الحسين، نشأ بالبصرة فى أواخر القرن الثالث الهجرى، وهو كغيره من بعض نوادر النوابغ لم يعلم عن نشأته شيئًا فى التاريخ سوى أنه تلقى ببلده علوم الأوائل، فبرع فى الفلسفة الطبيعية والهندسة التى تميز من بين علماء عصره، بل علماء العرب جملةً، بإتقانها، وبصر بفنونها حتى فاق إقليدس وأبولونيوس، ولا شك أنه أربى عليهم بكثير، حيث استخدم قوانين المنطق وطبَّق علم الهندسة عليها.
 
ولم تقف همته عند ذلك الحد، بل استحدث هندسة جديدة لم تعهد عن المتقدمين بوضعه مقالته فى "المعلومات" على أنه أدخل فى الجبر والحساب أساليب جديدة فى استخراج المسائل الحسابية وعدَّل فى أوضاع الجبريين واصطلاحاتهم.
 
اشتغل مدة بتدريس صناعة الهندسة ببلده، ولما اشتهر أمره فى الآفاق، وبلغ خبره وشأنه وما يُحكى عنه من الإبداع فى فنون الهندسة أحدَ الخلفاء العلويين بمصر وهو "الحاكم" الذى كان يميل إلى علوم الحكمة، تاقت نفسه لرؤيا هذا الفيلسوف الرياضى، وقد نُقل إلى هذا الأمير بعدئذٍ أن ابن الهيثم قال: "لو كنت بمصر لعملت فى نيلها عملًا يحصل به النفع فى كل حالة من حالاته من زيادة ونقص، فقد بلغنى أنه ينحدر من موضعٍ عالٍ فى طرف الإقليم المصرى (يعنى جهة أسوان)"، فازداد الأمير شوقًا إليه وأرسل إليه جملة من المال وأرغبه فى الحضور إلى مصر.
 
فسافر ابن الهيثم إلى مصر، ولما حضر قرب مدينة القاهرة خرج إليه حاكم مصر للقائه والتقيا بقرية على باب المدينة تُعرف "بالخندق" وأمر بإنزاله وإكرامه وأقام ريثما استراح، ثم طالبه "الحاكم" بما وعد به وهو فى البصرة من النظر فى أمر النيل وهندسته للانتفاع بمائه فى حالتى الفيضان والتحاريق، فطلب منه أن يمده بالصناع والمعماريين، ليستعين بهم على هندسته التى خطرت له، فأمده الأمير بذلك، وسَار على طول الإقليم المصرى حتى وصل إلى موضع يُقال له "الجنادل" قبلى مدينة أسوان، وهو موضع الشلال المعروف الآن بشلال أسوان، فعاينه وباشره واختبره من جانبيه، ثم عاد إلى مصر وعرض رأيه على "الحاكم" معتذرًا إليه بخطارة المشروع وصعوبة إخراج ما خطر له وفكَّر فيه من القوة إلى الفعل، فقبل الحاكم اعتذاره ووافقه على ما أبداه من الآراء.
 
 قال القفطى صاحب كتاب "تاريخ الحكماء" وهو الذى نقلنا عنه حياة هذا المهندس الإيدروليكى البارع الذى هو بالحقيقة أول مَن فكر فى ابتناء خزانٍ عامٍّ لهندسة النيل: إن ابن الهيثم لما سار فى إقليم مصر "ورأى آثار مَن تقدَّم من ساكنيه من الأمم الحالية، وهى على غاية من إحكام الصنعة وجودة الهندسة، وما اشتملت عليه من أشكال سماوية ومثالات هندسية وتصوير معجز، تحقق أن الذى يقصده ليس بممكن، فإن مَن تقدمه لم يعزب عنهم علم ما علمه ولو أمكن لفعلوا، فانكسرت همته ووقف خاطره.".
عاد ابن الهيثم إلى القاهرة ومكث بها قريبًا من "الجامع الأزهر"، وأخذ فى التدريس لطلبته وتأليف الرسائل والكتب المبتكرة فى الطبيعيات والهندسة، وعاش يرتزق من علمه وقلمه إلى أن تُوفى حوالى سنة 432.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

24 عاما على أصحاب ولا بيزنس.. إضافة الانتفاضة الفلسطينية بعد التأثر بالحلم العربى

ترتيب الكرة الذهبية بعد السوبر الأوروبي.. محمد صلاح يطارد ثنائي باريس

من البطاطس إلى القهوة.. موجة الغلاء تضرب موائد العالم.. الأرز والكاكاو وزيت الزيتون ضحايا جديدة للتغير المناخى.. ارتفاع الأسعار تصل حتى 280%.. سعر القهوة يزيد 100%.. والزيتون يواصل الصعود بنسبة 50% سنويا

39 عاما على البرىء.. عندما قال نور الشريف "السيناريو ده مايعملوش إلا أحمد زكى"

غدا.. النقل تبدأ برنامج التدريب المجانى لتأهيل سائقى الأتوبيسات والنقل الثقيل


قناة إسرائيلية: جهات إيرانية اخترقت هاتف وزيرة الداخلية الإسرائيلية السابقة

أشرف زكى يصدر قرارا بمنع الفنانين الحديث عن أزمة بدرية طلبة بأى وسيلة إعلامية

محمود سعد: أرقام تحاليل أنغام تتحسن لكن موصلتش لمرحلة الخروج من المستشفى

أعظم العسكريين بالتاريخ الفرعونى.. تمثال الملك تحتمس الثالث بمتحف الغردقة

شواطئ مطروح والساحل الشمالى مقصد الباحثين عن المتعة داخل وخارج مصر.. إقبال على الشواطئ والقرى والمنتجعات السياحية.. أفواج مصايف الشركات والأندية والنقابات تزيد زخم المصيف.. وتزايد كبير لرحلات اليوم الواحد.. صور


رادار المرور يلتقط 1131 سيارة تسير بسرعات جنونية خلال 24 ساعة

مواعيد قطارات خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الجمعة 15- 8 - 2025

داكر مونتجمرى يكشف سبب ابتعاده عن النجومية وهوليوود

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 15-8-2025 في ملاعب العالم والقنوات الناقلة

وادى دجلة يدخل معسكرا مغلقا اليوم استعدادا لمواجهة إنبى في الدورى

مفتى الجمهورية: إسرائيل الكبرى أكذوبة لا أساس لها وخرافة قديمة يعاد إحياؤها

غدا.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة للدور الثانى 2025

بالرغم من وداع المونديال.. مواهب مُبشرة فى صفوف منتخب ناشئى اليد

أحمد فؤاد سليم يكشف تأثير معلمه في ابتدائي على مشواره الفني في "معكم"

ريبيرو في حيرة بسبب مركز الجناح الأيسر في الأهلي.. اعرف التفاصيل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى