من ينتصر فى معركة "مقعد المنتصف"؟.. خلافات بين شركات الطيران الأمريكية وخبراء الصحة بسبب "قواعد التباعد".. الملاك يرفضون تخفيض عدد الركاب.. و"فاوتشى" وأطباء أمريكيين: موقف مخيب للآمال سيتبعه زيادة إصابات كورونا

 بعد أشهر من الخسائر غير المسبوقة فى تاريخ صناعة السفر الجوى، تستعد شركات الطيران الأمريكية لتعويض جزء مما فقدته خلال الفترة السابقة بعد العودة لتسيير الرحلات، وإن كان ذلك دون مراعاة كاملة لتوصيات الهيئات الصحية بضرورة التباعد الجسدى بين الركاب منعا لانتشار فيروس كورونا.

وانتقد أبرز خبراء مكافحة الأمراض الوبائية فى الولايات المتحدة شركات الطيران التى تخطط لرحلات كاملة، على الرغم من أن الولايات المتحدة سجلت الثلاثاء أعلى معدل إصابات يومية بفيروس كورونا منذ بداية الجائحة.

وقالت صحيفة "نيويورك بوست" إن شركة يونايتد إيرلاينز لم تعد تترك مقاعد فارغة، بينما أعلنت شركة أمريكان إيرلاينز الأسبوع الماضى إنها ستتخلى عن هذه الإجراءات وتبدأ فى ملء رحلاتها بدءا من اليوم الأربعاء، مع محاولة الشركات زيادة العائدات.

وقال أنتونى فااوتشى، مدير المعهد الوطنى للحساسة والأمراض المعدية وأبرز خبراء مكافحة كورونا بالولايات المتحدة، إن هذا الأمر يبعث على القلق، مضيفا إنه لا يعلم كيف تم اتخاذ القرار بهذا الشأن.

وأضاف فاوتشى خلال شهادته أمام مجلس الشيوخ أمس، الأربعاء، إنه يعتقد أنه فى حدود الطائرة يصبح هذا الأمر أكثر إشكالية.

 كما أعرب روبرت ريدفيلد ، مدير المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها  عن خيبة أمله من قرار الشركة، وقال إنه لا يعتقد أن هذه هى الرسالة الصحيحة فى ضوء المراجعة الحالية لمراكز الوقاية من الأمراض.

شركات الطيران من جانبها حاولت الدفاع عن نفسها، وقالت إنها تتبع الحماية اللازمة، فقال متحدث باسم أمريكان إيرلاينز روز فينستين إن الشركة لديها طبقات متعددة من الحماية مطبقة بالفعلة على من يحلقون على رحلاتها بما فى ذلك تغطية الوجه وتعزيز إجراءات التطهير وفحص أعراض كوفيد 19 قبل الطيران، مضيفا أن ركاب الطائرات لديهم خيار تغيير الرحلات لو شعروا أنها ممتلئة للغاية.

 وبعد تقارير عديدة بأن شركات الطيران لا تفرض متطلبات ارتداء الكمامة، أعلنت شركتى يونايتد أمريكا ودلتا  أنهما سيمنعان الركاب الذين يرفضون تغطية أنوفهم وأفواههم من الركوب.

 يأتى هذا فى الوقت الذى بدأ فيه حجز المقاعد فى منتصف الطائرة بين الجانبين الأيمن والأيسر يعود مرة أخرى،  حيث قالت شبكة "سى إن إن" الأمريكية فى تقرير لها إن شركات الطيران كانت قد توقفت عن بيع تذكار هذه المقاعد لأشهر سواء لضمان التباعد الاجتماعى أو لغياب الركاب، حيث خسر قطاع الطيران العالمى خلال الأشهر الثلاثة الماضية أكثر من 95% من طاقته بسبب الجائحة.

لكن مع عودة أغلب شركات الطيران للعمل بعد فتح الحدود ورفع قيود الإغلاق، تغير الأمر مرة أخرى،  فأعلنت شركة أمريكان إيرلاينز، أكبر الخطوط الجوية فى العالم يوم الجمعة الماضى، أن العملاء ربما يلاحظون أن الطائرات محجوزة بالكامل بدءا من الأول من يوليو. بينما تريد شركة يونايتد إيرلاينز بيع كل المقاعد الممكنة خلال الوباء، وقالت إنها ستبلغ الركاب عندما تكون أكثر من 70% من مقاعد الطائرة محجوزة.

ونقلت "سى إن إن" عن فيبيب باجالى، المحلل فى شئون الطيران فى ستاندرد أند بورز، قوله إنه ليس من الواضح ما إذا كانت شركات الطيران تخاطر بخسارة الركاب المترددين بقرارها بيع المقاعد المتوسطة. لكن لو  استمر التعافى فى الطيران، سيكون هناك خطر بيع المقاعد التى تقع بالمنتصف.

من ناحية أخرى، قال محلل شئون الطيران جون جرانت إن شركات الطيران فى أماكن أخرى فى العالم لم تطبق سياسات لترك مقاعد فارغة، وكانت القاعدة الوحيدة على متن لطائرة هى تلك التى وضعتها السلطات الصينية بألا تبيع الرحلات الدولية من وإلى البلاد أكثر من 75% من مقاعدها.

ويقول جرانت أن المشكلة بالنسبة لشركات الطيران أنهم فى الأوقات العادية يحتاجون لبيع ما بين 60 غلى 73% من المقاعد لتحقيق التعادل حسب هيكل التكلفة، وعادة ما يكون لدى الشركات الأمريكية والأوروبية نقطة تعادل أعلى.