هل تتغير خريطة الإنفاق على الصحة بعد كورونا؟

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى

الإجابة على هذا السؤال تحتاج إلى استعراض الموقف خلال الأشهر الأربعة الماضية، بعدما عاصر العالم أخطر وباء على مدار ما يزيد عن مائة عام، من حيث سرعة الانتشار وأعداد المصابين والمتوفين نتيجة العدوى التى يسببها كوفيد 19، أو كورونا المستجد كما تسميه وسائل الإعلام.

 

إن ما يجب الاتفاق عليه في كل بلاد العالم خلال الأشهر الماضية أن نسعى إلى تغيير خريطة الإنفاق، بل ترشيدها وتصويب مسارها، أو وضعها على الطريق الصحيح، بعدما كشف وباء كورونا مدى ما لحق بالأنظمة الصحية من ضعف وتهاوى ، تجلت نتيجته فى تكدس المستشفيات وغياب العلاج ونقصه فى بعض البلدان، وندرة المستلزمات الطبية والمواد الوقائية، إلى جانب المعقمات والكمامات وغيرها من وسائل مكافحة العدوى، التى لم نتنبه لتوفيرها بصورة دائمة إلا بعد مرورنا بهذه الأزمة الشرسة.

 

لقد كشفت أزمة الفيروس المستجد الحاجة الشديدة إلى الاهتمام بالمؤسسات الطبية والعلاجية بصورة فعالة، حتى نضمن الحفاظ على أرواح الشعوب، ونضمن مستوى رعاية صحية أفضل لهم، لذلك علينا أن نحدد أجندة مختلفة للإصلاح خلال الفترة المقبلة، تعتمد على فقه الأولويات، والوعى بين ما نريد وما نحتاج، فما نريده قد يكون من باب الرفاهية أو الترف، بينما ما نحتاج يجب أن ننظر إليه من باب الضرورة، فعلينا أن نختار بين المول أو المستشفى ؟، الفندق الضخم أم المركز الطبى ؟ المدينة الترفيهية أم مراكز العزل الطبى والنقاهة؟ خاصة بعدما فرضت علينا كورونا تداعيات جديدة وواقع مختلف يحتاج إلى التفكير خارج الصندوق وإعادة حساباتنا بصورة تتلاءم مع القادم، الذى لا نعرف نتائجه ولا نملك لمواجهته سوى الاستعداد الجيد والنظام عالى المستوى، مع الأخذ بكل وسائل وأساليب العلم الحديثة التى تنفع الناس وتمكث فى الأرض.

 

الفرصة سانحة أمام كل دول العالم لتعيد حساباتها وتغير خريطة إنفاقها بما يخدم مواطنيها وسكانها بالصورة اللائقة، حتى لا تتكرر مشاهد عدم قدرة المستشفيات على استقبال المواطنين، أو عجز الأنظمة الصحية عن توفير العلاج والرعاية اللازمة للمرضى، فالأمر يتطلب جهد منظم وتعاون كبير وتفكير جماعى وحلول عملية، حتى نجنى من هذه الأزمة ما ينفعنا ويحافظ على ثروتنا البشرية، التى تعد أغلى ما نملك، لذلك دعونا نفكر فى تغيير خريطة الإنفاق ونضع أجندة مختلفة للفترة المقبلة، تعتمد بصورة مباشرة على استراتيجية النهوض بالبشر على كل المستويات، وبذلك نضمن مستقبل أفضل لأطفالنا وشبابنا.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

الكمامة خطر على أطفالكم فاحذروها

الكمامة خطر على أطفالكم فاحذروها الثلاثاء، 30 يونيو 2020 11:50 ص

أدوية كورونا.. لم ينجح أحد!

أدوية كورونا.. لم ينجح أحد! الأربعاء، 24 يونيو 2020 01:35 م

كمامة يا وزير التموين

كمامة يا وزير التموين الثلاثاء، 23 يونيو 2020 11:54 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محمد رمضان: أصعب كلمة اتقالت لى فى بدايتى سيب التمثيل لناسه

تعطيل الدراسة غدًا بشمال سيناء لسوء الأحوال الجوية

دخل علينا غرفة النوم.. تفاصيل اقتحام أتوبيس مدارس شقة سكنية فى بدر.. صور

برونو فرنانديز يقود مانشستر يونايتد أمام بورنموث في الدوري الإنجليزي

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى


حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

شرط وحيد من الأهلى للموافقة على رحيل مصطفى شوبير للاحتراف الخارجى فى يناير

ملخص وأهداف المغرب ضد الإمارات 3-0 اليوم فى نصف نهائى كأس العرب

صور الأقمار الصناعية.. تدفق السحب وتوقعات أمطار بهذه المحافظات تصل للسيول

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة


رسالة غضب من ترامب إلى نتنياهو بسبب غزة وسوريا.. ماذا قال البيت الأبيض؟

الطقس غدا.. أجواء شتوية وأمطار واضطراب بالملاحة والصغرى بالقاهرة 13

الأهلى يعلن التنازل عن مقاضاة مصطفى يونس

الأرصاد تحذر هذه المحافظات من أمطار خلال ساعات وتتوقع وصولها إلى القاهرة

الأهلي يترقب وصول يوسف بلعمري للقاهرة لإجراء الكشف الطبي

أليو ديانج يرفض طريقة زيزو في الرحيل عن الأهلى

أحكام سجن بالجملة ضد أهالى شبراهور بسبب إيصالات أمانة.. اعرف القصة

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا

باب الالتماسات يعيد الفرصة لطلاب لم يحالفهم الحظ فى القبول بكلية الشرطة

التشكيل المتوقع لمنتخب مصر أمام نيجيريا.. الشناوي في حراسة المرمى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى