لجنة الفتوى: التصدق بقيمة الأضحية لمواجهة كورونا مقدم على الشراء والذبح

مجمع البحوث الاسلامية
مجمع البحوث الاسلامية
كتب لؤى على
حكم الأضحية، وفضلها، وعن أولوية الترتيب بينها وبين الصدقة على المحتاجين في ظل نازلة كورونا، وهل شراء الأضحية أولى أو التصدق بثمنها على المحتاجين إلى الدواء أو مصاريف العالج؟، سؤال ورد للجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، وجاء رد اللجنة كالآتى:
 
للأضحية فضل عظيم يدل عليه ما روته عائشة -رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: {مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، وَإِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلَافِهَا، وَأَنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا} رواه ابن ماجة والترمذي.
 
وقد أجمع الفقهاء على مشروعية الأضحية، لقوله- تعالى -: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ} [الحج: 36]، وقوله -تعالى -: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر: 2]. ولما رواه أنس -رضي الله عنه- {أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ، أَمْلَحَيْنِ، أَقْرَنَيْنِ، فَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صَفْحَتِهِمَا، وَذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى، وَكَبَّرَ.} متفق عليه.
 
والراجح فقها كونها سنة مؤكدة، ولا تجب إلا بالنذر، كما هو مذهب الجمهور استنادا لما رواه ابن عباس -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال {ثَلاثٌ هُنَّ عَلَيَّ فَرَائِضُ، وَهُنَّ لَكُمْ تَطَوُّعٌ: الْوَتْرُ، وَالنَّحْرُ، وَصَلاةُ الضُّحَى} رواه الحاكم والدارقطني. 
 
وبخصوص أولوية الترتيب بين الأضحية وبين الصدقة بقيمتها على المحتاجين في الظرف العادية، فالأضحية أفضل وفق قول الفقهاء؛ لأن جعل الأولوية للصدقة في الظروف العادية يميت سنة الأضحية، وهي من شعائر الإسلام، غير أنه في ظل الظروف غير العادية كحاجة الناس للوقاية والعلاج من فيروس كورونا، فإن التصدق بقيمتها لهذا الغرض يقدم على الأضحية عند التزاحم إعمالا لفقه الأولويات الذي يعرفه العز بن عبد السلام بأنه: {المواظبة على أفضل الأعمال فأفضلها بحيث لا يضيع بذلك ما هو أولى بالتقديم منه}. 
 
وبالاستقراء يمكن القول إن ثمة معايير وضوابط جامعة لفقه الموازنات والأولويات، يمكن الركون إليها تفيد بوضوح أنه عند التزاحم، وعدم القدرة على الجمع بين الصدقة لمواجهة الفيروس وبين الأضحية.
 
فإن الأولوية والأفضلية للصدقة على المحتاجين لمواجهة الفيروس تحصيلا للمصلحة الأعظم، فالقاعدة أنه حال اجتماع المصالح، فإن أمكن تحصيلها جميعا عملنا على هذا ، وإن تعذر تحصيل الجميع فوفقا لفقه الأولويات أن نعمل على تحصيل الأصلح فالأصلح ، والأفضل فالأفضل ، لقوله -تعالى-:  { فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} [الزمر: 17، 18] ، وقوله- تعال:  {وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا} [الأعراف: 145] ، مع ملاحظة أنه قد يختلف في التفاوت والتساوي ( قواعد الأحكام ج 1 ص 19 ) . 
 
وبتطبيق ما سبق على ما نحن بصدده، فإن الأضحية مصلحة، لكن التصدق بثمنها على المحتاجين والفقراء من أبناء الوطن الواحد مسلمين كانوا أو غير مسلمين  للوقاية والعلاج من الفيروس مصلحة أعظم لما فيه من حفظ البلاد والعباد.
 
وأخيرا، فإن الصدقة لمواجهة الفيروس تقدم على الأضحية إعمالا لمعيار الأولوية للعبادة متعدية النفع. وأصل هذا الضابط قاعدة: {المتعدي أفضل من القاصر}،ومعناها أن العبادة والعمل المتعدي نفعه للغير، وللأمة أفضل من العمل الذي يقتصر نفعه على صاحبه، فمواجهة الفيروس يتعدى نفعها المحتاج إلى المجتمع والأغنياء، بل والعالم أجمع، بينما الأضحية طعام نفعه قاصر على من حصله.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

تطبيق مهم من جوجل يختفى على ساعة أبل

تطبيق مهم من جوجل يختفى على ساعة أبل الأربعاء، 02 يوليو 2025 12:00 ص

الأكثر قراءة

227 مليار جنيه للمعاشات.. أضخم دعم حكومى للتأمينات فى موازنة 2026

التشكيل الرسمى لمباراة دورتموند ضد مونتيري فى كأس العالم للأندية

اليوجا فى مواجهة الفقر.. مبادرة لممارسة الرياضة التأملية بالأحياء الفقيرة فى زيمبابوى.. مدرب يساعد الناس فى إتقانها.. أحدث وسيلة للعناية بالصحة العقلية وسط تفاقم الأزمة المجتمعية وزيادة تعاطى المخدرات

غدًا.. إجازة رسمية للعاملين بالقطاع الخاص بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو

أعلى 10 أندية دخلًا من بيع اللاعبين فى آخر 10 سنوات.. تشيلسي يتصدر


قصة عاطلين ضربا مسن وتسببا في وفاته بسبب خلافات الجيرة فى الطالبية

فالفيردي يتوج بجائزة أفضل لاعب فى مباراة الريال ضد يوفنتوس

عاجل.. العثور على اثنين من المفقودين فى حادث حفار بترول البحر الأحمر

لميس الحديدي: "ارحموا شيرين وأنغام مش لازم ندعم فنان فنهرس التاني في الطريق"

أنغام تكشف تفاصيل أزمتها الصحية وتبكى: كفاية ظلم وكره.. مش عايزة مقارنة مع حد


تحديث عاجل من الأرصاد الجوية: سقوط أمطار رعدية على هذه المناطق

رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول فور ظهورها والاستعلام برقم الجلوس

فيديو صادم وتفاصيل مؤلمة.. نهاية مأساوية لقصة الطفلة التونسية مريم

استمرار حبس عاطلين لسرقتهما مبالغ مالية ومشغولات ذهبية من شقة بالخليفة

يزامل أحمد حجازي.. نيوم السعودى يضم الفرنسى ألكسندر لاكازيت

هدوء قبل بداية ذروة موسم الصيف بمطروح.. أجواء رائعة وطقس معتدل وانخفاض أسعار الإقامة.. جمال الكورنيش بعد التطوير يزيد المتعة.. وأجهزة المحافظة تستعد لاستقبال ملايين المصطافين عقب امتحانات الثانوية العامة.. صور

ريبيرو يستبعد مروان عطية من معسكر الأهلى فى إسبانيا.. اعرف السبب

وزارة التضامن: سيدة أعمال تتبرع بقيمة رحلات عمرة لأسر ضحايا حادث المنوفية

نصف مليون جنيه تعويض لأسرة عبدالحليم حافظ بسبب إعلان "دقوا الشماسى"

اعرف آلية تشكيل لجان فحص طلبات الترشح لانتخابات الشيوخ

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى