وائل السمري يكتب.. جريمة أيا صوفيا.. هكذا يسيء أردوغان إلى الإسلام..الرئيس التركي يضع دين الله الخاتم في مربع البرابرة ويعيد إلى الأذهان أخلاق العصور الوسطى وجريمته لا تختلف عن نسف طالبان لتماثيل بوذا

إذا أردت أن تعرف الفارق بين السياسي وقاطع الطريق فانظر إلى كمال الدين أتاتورك ورجب طيب أردوغان، الأول لا يشك أحد في وطنيته وحبه لبلده، والثاني لا يتشكك أحد في مدى حبه لنفسه فحسب، ولهذا حاول كمال أتاتورك أن يصحح خطأ تاريخيا كبيرا يصم الإسلام والمسلمين ويضعهم في زمرة البرابرة، فحول "جامع" أيا صوفيا" إلى متحف، لأن هذا الجامع لم يكن جامعا في الأساس، وإنما كان كنيسة بيزنطية بناها الأمبراطور البيزنطي جستنيان وجمع لها أمهر الحرفيين وأكبر المهندسين لتكون محلا لأهم الابتكارات المعمارية وأحدثها، ثم أمتى السلطان "محمد الثاني" المعروف باسم محمد الفاتح وحولها إلى مسجدا في تصرف أقل ما يوصف الآن بالبربرية والهمجية، وحينما وجد أتاتورك هذا المشهد البائس أراد أن يغيره ليزيل وصمة العار الأبدية عن تركيا فابتكر حلا سياسيا ذكيا وحول هذا المسجد إلى متحف وهو أمر حميد وسلوك متبع في كثير من المنشآت الدينية في العالم كله، لكن أردوغان لم يعجب بهذا الأمر وعلى غرار المراهقين المتطرفين أمر قضائه بإصدار حكم بتحويل هذا المتحف إلى مسجد مرة أخرى.

 كانت كنيسة فتحولت إلى مسجد ثم تحول المسجد إلى متحف، ثم تحول المتحف إلى مسجد، ولو نطقت أحجار "أيا صوفيا" لصرخت من هذه التحولات الهمجية الهوجاء، وفي الحقيقة لكي نفهم فداحة الجرم الذي ارتكبه أردوغان فلابد لنا أن نستعرض السياق التاريخي لهذه التحولات، وأني وإن كنت لا أستسيغ فكرة تحويل مكان عبادة من ديانة إلى أخرى فإني على الأقل أستطيع أن أفهم فكرة تحويل كنيسة أيا صوفيا إلى مسجد على يد محمد الفاتح، لأن المنشآت الدينية في هذا الوقت لم تكن تحمل قيمة روحية وتاريخية كبيرة هذا بالطبع إذا استثنينا المنشآت ذات الطبيعة المقدسة مثل المسجد الحرام والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة وغيرها، بالإضافة إلى هذا فقد كانت العلاقة بين الأديان وقت أن حول محمد الفاتح الكنيسة إلى مسجد علاقة "محو" كل أتباع ديانة يريدون محو كل مظاهر الأديان الأخرى في القلوب والعيون أيضا.

 لهذا أمر محمد الفاتح بتحويل هذه الكنيسة إلى مسجد رغبة منه في محو الديانة المسيحية من هذه الأرض التي كانت ذات يوم معقلا للديانة المسيحية، وهو أمر كان متبعا في كثير من الأوقات، ولنا أن نعرف أن العرب المسلمون فعلوا هذا الأمر كثيرا، والأنكى من هذا أنهم كثيرا ما كانوا يهدمون الكنائس والمعابد ليحصلوا على ما بها من كتل حجرية وأعمدة جرانيتية لأن جلب الأحجار والأعمدة من المحاجر يكلف كثيرا، ولهذا نرى الكثير من "الصلبان" على أعمدة المساجد في مصر كما في حال مسجد عمرو بن العاص، كما نرى أيضا الكثير من الأحجار المنزوعة من المعابد الفرعونية كما في حال مسجد الأشرف برسباي وأسوار القلعة وحتى المسجد الحسيني، بل والأهم والأغرب من هذا هو أن حجر رشيد الذي يعد أهم كشف أثري في العالم تم اكتشافه في قلعة رشيد بعدما استخدم كمادة بناء، كما يوجد في مصر الكثير من الكنائس المسيحية التي أستخدمت الأحجار الفرعونية كمادة بناء، وهو ما يؤكد أن الآثار في هذا العصر لم تكن تحظى بنفس العناية التي تحظى بها الآن لأن العقول كانت على قدر كبير من التخلف والرجعية، ولأن العلوم لم تكن في أحسن حالاتها.

بناء على ما ذكرت فإني قد أفهم فكرة تحويل محمد الفتاح كنيسة أيا صوفيا إلى جامع، وأستطيع أن أفهم بمزيد من التقدير أن يتم تحويل الجامع إلى متحف على يد أتاتورك، أما تحويل المتحف إلى جامع مرة أخرى فهو أمر يتسم بالكثير من البربرية والغباء في آن، فلن يسهم هذا القرار في شيء ولن يستطيع أن يمحو الديانة المسيحية، ولن يضيف شيئا إلى الإسلام ولا المسلمين، وسيظل هذا المكان حاملا لاسم القدسية المصرية "صوفيا" التي يقال إن هذه الكنيسة بنيت تمجيدا لها، كل ما هنالك أنه سيؤكد فكرة الغرب عن الإسلام والمسلمين باعتبارهم أهل جهل وتخلف تماما كما هدمت جماعة طالبان تماثيل بوذا منذ 19 عاما غير عابئة بمناشدات المجتمع الدولي ولا اعتبار لمشاعر البوذيين، وهو ما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن أردوغان لا يختلف كثير عن هؤلاء الإرهابيين في شيء وأنه أساء إلى الإسلام بتلك بهذه التصرفات العمياء التي لا يبغى من ورائها سوى الفرقعة الإعلامية ودغدغة مشاعر المتطرفين في العالم.

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

خلاصة مادة الجغرافيا لطلاب الثانوية العامة × سؤال وجواب

شبح التسريح فى يوليو يهيمن على الخارجية الأمريكية.. واشنطن بوست: غضب بين الموظفين بعد الاستعانة بهم ساعات إضافية عند ضرب إيران.. ومطالبة السفارات بمشاركة صور سعيدة لحفل عيد الاستقلال تكشف ازدواجية إدارة ترامب

إبراهيم عادل يحتفل بزفافه وسط نجوم الكرة.. صور

وزير الخارجية يزف بشرى للمصريين بالخارج: بحث تجديد مبادرة استيراد السيارات

محافظ الجيزة: 140 درجة حدا أدنى للقبول في أولى ثانوى عام بالمدارس الخاصة


ملخص وأهداف باريس سان جيرمان ضد إنتر ميامى 4-0 فى مونديال الأندية

وزير الخارجية يكشف للميس الحديدي بعضا من ملامح اتفاق غزة المرتقب

مصرع سيدة سقط عليها ونش أثناء تواجده داخل سيارته فى طريق الأوتوستراد.. صور

وزير الخارجية: "الاتزان الاستراتيجي" هو العقيدة الحاكمة للدبلوماسية المصرية

جواو نيفيس أفضل لاعب فى مباراة باريس سان جيرمان ضد إنتر ميامى فى كأس العالم


لجنة الشباب بالنواب توافق على تعديلات قانون الرياضة.. أبرزها: دعم وتشجيع الاستثمار الرياضى المحلى والأجنبى بمصر.. تأسيس شركات خدمات رياضية.. جواز الجمع بين عضوية مجلس إدارة الهيئة ومجلس إدارة شركة الخدمات

الزمالك يحدد شروط الصفقات الجديدة بالفريق

باريس سان جيرمان يهزم إنتر ميامى برباعية فى حضور ميسى بكأس العالم للأندية

سبب تأخر انضمام محمد شكري للأهلي رغم الاتفاق على تفاصيل الصفقة

وفاة والدة هشام إسماعيل وتشييع الجنازة من مسجد السيدة نفيسة

جيش الاحتلال يعلن مقتل رقيب في الكتيبة الهندسية 601 بمعارك شمال غزة

القبض على سائق نقل وراء حادث تصادم بالطريق الأوسطى

إصابة 8 أشخاص فى حادث تصادم سيارتين بمركز أبو المطامير بالبحيرة

كامل الوزير يتفقد موقع حادث المنوفية على الإقليمي: هذه المأساة لن تتكرر

الطقس غدا شديد الحرارة ورطوبة عالية وشبورة صباحا والعظمى بالقاهرة 37 درجة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى