أسرة وأصدقاء يشيعون عمدة سيئول إلى مثواه الأخير.. وصدمه بسبب اتهامه بالتحرش

 تجمع أفراد أسرة وأصدقاء وأنصار عمدة سيئول الراحل بارك وون-سون، تحت المطر اليوم الاثنين لتوديعه، وكان الراحل محاميا بارزا في مجال حقوق الإنسان و ناشطا مدنيا ومرشحا محتملا بارزا في السباق الرئاسي المقبل.

وبحسب وكالة "يونهاب" بثت مراسم الجنازة على الهواء كإجراء احترازي ضد فيروس كورونا المستجد.

ووجد العمدة الذي كان في منتصف ولايته الثالثة ميتا في جبل بوكاك بقلب العاصمة سيئول يوم الجمعة، بعد ساعات من عمليات بحث شارك فيها مئات من أفراد الشرطة ومسؤولو الإنقاذ. ومن ثم كشفت حكومة المدينة عن خطاب مكتوبا بخط يده يقول فيه إنه "يعتذر" للجميع.

وتسببت وفاته في صدمة لسكان المدينة البالغ عددهم 10 ملايين ولكوريا بأكملها.

وفي الوقت الذي يعبر فيه مؤيدوه عن حزنهم الشديد، تسبب الحادث في جدال بعد الكشف عن تقارير تفيد بأن مساعدته السابقة بارك قدمت شكوى رسمية ضده للشرطة قبل يومين من وفاته، تتهمه فيها بالتحرش بها جنسيا.

وقد وقع أكثر من نصف مليون شخص عريضة عبر الإنترنت مطالبين فيها بألا تتم إجراءات الجنازة كـ"جنازة عمدة" مشيرين إلى مزاعم التحرش الجنسي ضده، كما اشتعل الصراع السياسي حول القضية، واعتبرت بعض الحالات تهديدا للمساعدة السابقة.

وقدم البعض التماسا لمحكمة سيئول مطالبين بمنع الحكومة من عقد مراسم الجنازة العامة لمدة 5 أيام. بيد أن المحكمة رفضت الالتماس مساء الأحد، وسمحت بعقد الجنازة كما كان مخططا لها.

وعقدت جنازة الفقيد صباح الاثنين على نحو رسمي نسبيا ونطاق ضيق في مبنى مدينة سيئول بقلب المدينة على الرغم من الجدل السياسي المثار حولها. وشارك في الجنازة التي بدأت في الساعة 8:30 صباحا حوالي 100 شخص بما يشمل أفراد الأسرة وأصدقاء ومسؤولي المدينة وسياسيين.

وحمل الأنصار المظلات ووقفوا خارج مبنى المدينة أثناء مشاهدة الجنازة عبر الإنترنت.

وقد صرحت لجنة التحضير للجنازة يوم أمس الأحد بأنه سيتم بث الجنازة عبر الإنترنت "بشكل يتماشى مع مجهودات التحكم في تفشي كوفيد-19 وستعقد على نطاق ضيق".

وقال رئيس الحزب الديمقراطي الحاكم ليه هيه-تشان في خطاب تأبين الفقيد صباح اليوم "صديقي بارك وون -سون كان معي طوال الأربعين عاما الماضية. وقبل يوم واحد (من وفاته) ناقشنا سويا تدابير خاصة بسوق العقارات... (أنا) في حالة من الحزن والبؤس الشديدين"، ووصف رئيس الحزب "بارك" بـ"رمز للنشاط المدني في كوريا الجنوبية".

وعبر مسؤولو المدينة عن أسفهم على العمدة الراحل الذي قاد شؤون المدينة لما يقرب من العقد منذ انتخابه ليشغل هذا المنصب في 2011. وقد أُعيد انتخابه مرتين متتاليتين في 2014 و2018، وكان من المقرر أن تنتهي ولايته الحالية في عام 2022.

وقال عمدة المدينة بالوكالة الحالي سيو جيونغ-هيوب "كان طلبه الأخير هو حماية الشعب من كوفيد-19 وإيجاد طرق رائدة لتصبح سيئول مدينة مثالية في عصر ما بعد كورونا"، وتعهد بأن يستمر موظفو المدينة البالغ عددهم 75 ألف موظف في العمل.

وتوجهت ابنه الفقيد "ديه -إين" نيابة عن أسرتها بالشكر لجميع من زاروا مراسم العزاء للتعبير عن حزنهم وحثت شعب سيئول "الذين تكدسوا لتقديم واجب العزاء" على المساعدة لتصبح سيئول مكانا أفضل.

وستحرق جثة بارك في حديقة سيئول التذكارية بجنوب سيئول، وستدفن في مسقط رأسه تشانغ نيونغ، إقليم كيونغ شانغ الجنوبي.