عفو ترامب عن مستشاره السابق يثير عاصفة من الانتقادات.. ميت رومنى: تخفيف عقوبة روجر ستون فساد غير مسبوق.. والديمقراطيون يتعهدون بإجراءات لمنع الرأفة بشخص كذب لحماية الرئيس.. ومحقق التدخل الروسى يخرج عن صمته

 أثار قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بتخفيف الحكم الصادر على مستشاره السابق وصديقه روجر ستون عاصفة من الانتقادات والغضب بين معارضى الرئيس، لاسيما أن ستون أدين بعدة اتهامات من بينها الكذب على الكونجرس وعرقلة تحقيقات، وكان من المقرر أن يسلم ستون نفسه هذا الأسبوع لبدء تنفيذ عقوبة السجن لمدة 40 شهرا بعد إدانته بالكذب تحت القيم أمام نواب الكونجرس خلال التحقيقات حول مزاعم التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية، إلا أن ترامب أصدر قرارا بتخفيف العقوبة والذى من شأنه أن يمنحه عفوا كاملا لكنه لا يلغى الإدانة الجنائية.

وقالت رئيسة مجلس النواب الأمريكى نانسى بيلوسى إن قرار ترامب بتخفيف عقوبة كبير مستشارى الحملة روجر ستون، الذى يمكن أن يورطه مباشرة فى سوء سلوك إجرامى، هو شكل مذهل من أشكال الفساد.

وأضافت: "سوف يتخذ الكونجرس إجراءات لمنع هذا النوع من المخالفات..هناك حاجة إلى تشريع لضمان أنه لا يمكن لرئيس أن يعفو أو يخفف عقوبة فرد شارك فى حملة التستر لحماية ذلك الرئيس من الملاحقة الجنائية".

ولم تقتصر الإدانة على الديمقراطيين فقط، بل أدان السيناتوران الجمهوريان ميت رومنى وبات تومى قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لتخفيف حكم السجن الصادر بحق روجر ستون، صديق ترامب ومستشاره السابق، ليصبحا أول جمهوريين منتخبين ينتقدان الخطوة التى أعلنها ترامب مساء الجمعة.

وقال رومنى، سيناتور يوتاه، على تويتر إن القرار يعد فسادا تاريخيا غير مسبوق، انتهى إلى قيام رئيس أمريكى بتخفيف الحكم على شخص مدان من قبل هيئة محلفين بالكذب لحماية نفس الرئيس".

ورغم أن  أغلب المشرعين الجمهوريين التزموا الصمت إزاء قرار ترامب، قال السيناتور تومى فى بيان له إن الرئيس لديه بشكل واضح السلطة القانونية والدستورية لمنح الرأفة على الجرائم الفيدرالية، غلا أن تخفيف الحكم الصادر بحق ستون كان خطأ لسبب خطورة الجرائم الموجهة ضده.

 وأضاف أنه فى حين أنه يفهم الإحباط من تحقيق  التواطؤ الروسى المعيب بشدة، فإن تخفيف الحكم على روجر ستون من وجهة نظره خطأ، فقد تمت إدانته بالكذب على الكونجرس والتلاعب بالشهود وعرقلة تحقيق للكونجرس أجرته لجنة ديمقراطية.

وأشار تومى أيضا إلى أن وزير العدل ويليام بار وصف ملاحقة ستون الأسبوع الماضى بأنها صحيحة، وقال إن حكم السجن الصادر بحقه، 3 سنوات و4 أشهر، عادل.

وكان رومنى الجمهورى الوحيد الذى صوت لإدانة ترامب فى محاكمة عزله فى مجلس الشيوخ، وانتقد ترامب صراحة بعدة طرق تجنبها زملائه الجمهوريين. أما تومى فقد اختلف مع ترامب فى عدة مناسبات، لاسيما حول سياسات التجارة.

وفى خطوة وصفت بأنها نادرة للغاية، انتقد روبرت مولر، المحقق الخاص السابق فى قضية التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية، ضمنا قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بتخفيف الحكم الصادر ضد صديقه روجر ستون، ودافع عن قراره بملاحقة ستون قضائيا وقال إنه لا يزال مدانا وتمت إدانته بشكل صحيح.

وفى مقال بصحيفة "واشنطن بوست"، كتب مولر يقول إن الكونجرس أيضا قد قام بالتحقيق وسعى لمعلومات من ستون، وقررت لجنة محلفين فى النهاية أنه كذب مرارا على أعضاء الكونجرس، وكذب بشأن وسيطه مع ويكيليكس، وكذب بشأن وجود مراسلات مكتوبة مع وسيطه، وكذب بإنكار تواصله مع حملة ترامب بشأن توقيت نشر تسريبات ويكيليكس، بل إنه أخبر كبار مسئولى الحملة مرارا بشأن ويكليكس، وتلاعب بشاهد.

وأضاف مولر إن هيئة محلفين أقرت فى النهاية إدانة ستون لعرقلة تحقيق الكونجرس، وخمس شهادات أدلى فيها ببيانات كاذبة للكونجرس.

ومن بين الأمور التى ضلل فيها ستون الكونجرس تواصله مع مسئولى حملة ترامب، وهى الاتصالات التى قال الإدعاء إن ستون أخفاها رغبة فى حماية ترامب.