سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 16 يوليو 1950.. مصطفى الحفناوى ينجح فى كسب ود رئيس شركة قناة السويس فى باريس ويواصل البحث عن الوثائق السرية فى أرشيفها

مصطفى الحفناوى
مصطفى الحفناوى
فوجئ رئيس شركة قناة السويس باهتمام المحامى مصطفى الحفناوى بقناة السويس وأخبارها والمعلومات الجديدة بشأنها، وذلك فى اللقاء الذى تم فى مقر الشركة بباريس، حيث كان الحفناوى بصحبة وزير التجارة المصرى محمود سليمان غنام تلبية لدعوة من رئيس الشركة الفرنسى «شارل رو»، ويكشف «الحفناوي» أسرار هذا اللقاء الفريد فى مذكراته عن «دار ميريت، القاهرة 2019».. «راجع، ذات يوم، 15 يوليو 2020».
 
يؤكد «الحفناوى» أنه بعد انتهاء زيارة الضيوف، طلب رئيس الشركة منه الانتظار واجتمع به منفردا، وسأله عما يخفيه، فأجابه الحفناوي: «أنا صحفى وكاتب وأحاول أن أستعين بعمل إضافى فوق راتبى بأن أضع كتابا باللغة العربية فى موضوع غير مطروق فى مصر، فاخترت موضوع قناة السويس»، أجابه شارل: «نحن هنا فى الشركة قررنا وضع كتاب باللغة العربية عن قناة السويس لنقول لمواطنيك إننا لسنا مستعمرين كما يتهموننا، ما رأيك لو اشتركت معنا فى وضع هذا الكتاب باللغة العربية».. وافق الحفناوى، فهز شارل يده محييا ومودعا.
كانت خطة «الحفناوى» السرية هى الوصول بأى طريقة إلى الأرشيف السرى لقناة السويس، الذى تحتفظ به إدارة الشركة فى مبناها ليستعين به فى إنجاز رسالته للدكتوراه حول القناة التى سيقدمها إلى جامعة باريس، كما أوضحنا فى حلقة أمس.
 
بعد عدة أيام اتصل رئيس الشركة بالحفناوى ودعاه إلى مكتبه.. يتذكر أن رئيس الشركة سأله عما يمكن أن يقدمه من مساعدات فى كتابه بالعربية عن القناة، رد الحفناوي: «أريد أن أعرف ما تريدوننى أن أدافع عنه من وجهات نظر فى الكتاب، ويجب أن يكون كلاما مؤيدا بمستندات لا تقبل الشك، ولم يسبق نشرها، رد شارل: «لدينا أغنى أرشيف فى العالم عن قناة السويس، سنضعه تحت تصرفك لتختار منه ما تريد، ونحن نريد أن تقول لمواطنيك إننا معمرون، أوجدنا مدنا وحياة فى الصحراء، ولسنا مستعمرين، وشركتنا هذه سفارة أخرى لمصر فى باريس».. تظاهر الحفناوى بالموافقة وقال: «سأطلب منكم طبع الكتاب على نفقاتكم لأنى رجل فقير»..رد شارل: «سنطبع الكتاب طبعة فاخرة بشرط أن يترجم قبل الطبع بمعرفتنا إلى اللغة الفرنسية لنطمئن إلى أنه يوافق وجهة نظرنا».
 
يكشف الحفناوى: «استدعى شارل رئيس المحفوظات بالشركة، وقدمنى له فخصصوا لى غرفة صغيرة للاطلاع فى الطابق الأول على مقربة من غرفة رئيس مجلس الإدارة، وتوثقت العلاقة بينى وبين موظفى المحفوظات».. يؤكد، أنه حصل فى سهولة ويسر على ملفات ووثائق بالغة أقصى درجات الخطورة.. يقول: «عرفت حقيقة تكوين الشركة وأنها ستار فى باريس يخفى السلطة الحقيقية التى تدير قناة السويس، هذه السلطة هى حكومة إنجلترا، فوزارة الحرب البريطانية تهيمن على قسم الأشغال بالشركة، وهى التى تشرف على المشروعات الجديدة وتراقبها، والبحرية البريطانية هى التى تهيمن هيمنة تامة على قسم الملاحة بقناة السويس، ولها فيه عيون بعضهم بدرجة أميرال، ووظائفهم الظاهرة وظائف إدارية بقسم الملاحة، أما الإدارة العامة للقناة فكانت تخضع للإشراف الأعلى للجنة متواضعة فى لندن سمتها حكومة إنجلترا اللجنة الاستشارية لقناة السويس».
 
توصل الحفناوى إلى أسرار كثيرة حول تحكم إنجلترا فى حركة الملاحة بالقناة لكى تكون لصالحها وحلفائها فقط، ففى الحربين العالميتين الأولى والثانية، حرمت ألمانيا وحلفائها من عبور القناة، مما رجح كفة الحلفاء، كما أن الوثائق أثبتت أن بريطانيا بنت اقتصادها فى أوقات السلم على أساس مزايا مستترة تحصل عليها بسيطرتها على القناة، وكانت هذه المزايا سرية، تتمثل فى غش قياس السفن التى تحمل بضائع لحساب إنجلترا من الجنوب إلى الشمال بالنسبة للمواد الخام، ومن الشمال إلى الجنوب للسلع المصنوعة فى إنجلترا، وفى ترتيب السفن فى القوافل، وتسيير السفن البريطانية التى تحمل بضائع لحساب بريطانيا وغيرها.
 
توصل الحفناوى إلى خطر أكبر، حيث وجد أن عقد امتياز الشركة المطبوع الذى تتعامل من خلاله حكومة مصر مزيف وملفق منذ احتلال إنجلترا لمصر عام 1882، وأن العقد الأصلى الذى صدق السلطان العثمانى عليه ونص على أن الشركة «مساهمة مصرية» تخضع للقوانين المصرية ولاختصاص القضاء المصرى.. يكشف: «هذا العقد تم سرقته من مصر، ووقعت نسخته المسروقة فى يدى، ووجدتها فى ملف بال من ملفات الشركة، فانتزعتها وسلمتها لوزارة الخارجية فى القاهرة».
 
وكانت خطة عدم تدويل القناة بعد انتهاء الامتياز عام 1968 هى أخطر ما كشفه الحفناوى، فماذا كان فيها؟
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

نسرين طافش عن إخفاء وجه زوجها بشكل دائم: مش حسد ولكنه لا يحب الأضواء

حصار ومجاعة.. أوضاع مأساوية للنازحين بالفاشر.. الأمم المتحدة: مئات الآلاف من المحاصرين يواجهون الموت جوعا والمدير الإقليمى للأغذية العالمى: أكبر أزمة جوع عالميا والنازحين يعانون من أجل البقاء على قيد الحياة

موعد مباراة الأهلي وغزل المحلة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

جثمان الراحل تيمور تيمور يغادر المستشفى متجها إلى القاهرة

تشييع جنازة الراحل تيمور تيمور بعد صلاة ظهر اليوم من مسجد المشير


أشرف زكى: انتهاء إجراءات تصريح دفن جثمان تيمور تيمور

من الصغر للكبر.. كريم عبد العزيز نجم صنع المجد فى السينما وحطم الأرقام القياسية

نقابة المهن السينمائية تنعى مدير التصوير تيمور تيمور

ابن الراحل تيمور تيمور بخير ويرافق والدته بالمستشفى

اللحظات الأخيرة فى حياة تيمور تيمور.. أنقذ ابنه من الغرق قبل وفاته غرقا


موعد آخر موجة حارة فى صيف 2025.. الأرصاد تكشف حقيقة بداية الخريف

قصة كفاح حقيقية.. "الشيخ عصام" يثبت أن الحلم لا يموت.. أكبر خريج بجامعة الزقازيق بتقدير جيدا جدا.. تطوع لتحفيظ الأطفال القرآن الكريم.. والتحق بكلية التربية بعد 20 عاما من حصوله على دبلوم تجارة.. فيديو

خسارة يد الأهلي أمام كييل الألماني 33 - 22 في تحديد برونزية كأس الأبطال الدولية

"الأونروا": مليون فتاة وامرأة في قطاع غزة يواجهن مجاعة جماعية

تعاون جديد بين أحمد سعد وياسمين عبد العزيز.. فيديو وصور

نانت يتمسك ببقاء مصطفى محمد ويستبعده من قائمة المعروضين للبيع

الراجل يقرب يا خونة.. مصريون يتصدون لتجاوزات الإخوان أمام سفارة مصر بهولندا.. فيديو

النقل تطلق البرنامج المجانى لتدريب وتأهيل سائقى الشاحنات والأتوبيسات

الداخلية تضبط 2 تيك توكرز تقدمان محتوى رقص بحوزتهما أقراص مخدرة.. فيديو

فيلم ريستارت يحتل المركز التاسع ضمن قائمة الأفلام الأكثر تحقيقًا للإيرادات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى