الجامعات الخاصة.. تعليم ولا بيزنس

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

انطلق موسم الرسائل المزعجة من الجامعات الخاصة مبكرا، فقد بدأت شركات المحمول سريعا فى بيع بيانات عملائها مع قرب بدء موسم تنسيق القبول بالجامعات، الذى ينطلق فعليا بعد ظهور نتيجة امتحانات الثانوية العامة، عقب إجازة عيد الأضحى، فقد اعتمدت الجامعات الخاصة على نفس أسلوب شركات إبادة الحشرات، التى تلاحقنا برسائلها بصورة مستفزة لإقناعنا بمنتجاتها التى لا يعرفها أحد.

فى الصباح الباكر استيقظت على نغمة رسائل الهاتف، وإذ برسالة تقول: " انضم إلى جامعة إسلسكا الأوروبية لبكالوريوس إدارة الأعمال، أو بكالوريوس الحوسبة والتكنولوجيا الرقمية لتتخرج فى 3 سنوات فقط"، الحقيقة لم أسمع عن هذه الجامعة من قبل، ولا أعرف إن كان هناك جامعة أو كلية فى مصر تمنح طلابها البكالوريوس فى 3 سنوات فقط، ولا أعرف مدى تطابق ما تعلنه هذه الجامعة مع معايير وزارة التعليم العالى، ومواصفات التعليم الجامعى الصحيحة التى حددها القانون وتنظمها اللوائح.

الأصل أن الجامعات الخاصة مشروعات غير هادفة للربح، تقدم خدمة للمجتمع من خلال توفير تعليم جاد، يتوافق مع المعايير التى تضعها وزارة التعليم العالى، وتخفف العبء والضغط على الجامعات الحكومية، وتتيح للطلاب فرصا أوسع فى الدراسة بالمجالات التى يرغبونها أو يهتمون بها، إلا أن الواقع العملى لهذه التجربة يؤكد أنها تحولت إلى تجارة بامتياز، ومشروع ضخم أرباحه مضمونة وبالمليارات، فلا يشترط أن يعمل أصحابها فى مجال التعليم أو التدريب، أو يكونوا من رواد التنمية البشرية، فكل الجامعات الخاصة بمصر يمتلكها رجال أعمال يعملون فى مجالات مختلفة، بداية من المواد الغذائية، حتى السجاد والمفروشات، وماخفى كان أعظم.

الجامعات الخاصة فى مصر ملف كبير يحتاج إلى دراسة جادة ورقابة فعالة، للتأكد من جودة التعليم الذى تقدمه للطالب، وحجم ما لديها من تجهيزات واستعدادات تخدم الدراسة الجامعية، بالإضافة إلى مستوى تأهيل الأساتذة الذين يعملون بها، وخبراتهم، وهل تساهم فى تفريغ الجامعات الحكومية من الكوادر العلمية، أم أنها تعمل بلغة السوق وتتعاقد مع الأساتذة الأقل فى القيمة والمكانة العلمية، الذين فقدوا حظهم فى جامعتهم، ولم يتقلدوا درجاتهم العلمية أو مناصبهم المناسبة، ليصبحوا نماذج مثالية وفى مواقع قيادية داخل الجامعات الخاصة.

ملف الجامعات الخاصة فى مصر كبير ويحتاج إلى شرح ودراسة، وحتى نتمكن من تقديم خدمة لطلاب الثانوية العامة وأولياء أمورهم قبل ظهور نتيجة الامتحانات، سنحاول أن نضعهم على الطريق الصحيح، ونتعرف معهم على الإمكانيات المتاحة لدى كل جامعة خاصة ونقاط القوة والضعف فيها، من خلال سلسلة مقالات وموضوعات خلال الأيام المقبلة.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

"شغالين يافندم"

"شغالين يافندم" الأحد، 19 يوليو 2020 01:57 م

الكمامة خطر على أطفالكم فاحذروها

الكمامة خطر على أطفالكم فاحذروها الثلاثاء، 30 يونيو 2020 11:50 ص

أدوية كورونا.. لم ينجح أحد!

أدوية كورونا.. لم ينجح أحد! الأربعاء، 24 يونيو 2020 01:35 م

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يستطلع رأي ريبيرو بشأن عروض الإعارة لـ محمد عبد الله

مسيرة فنية كبيرة.. 19 عاما على رحيل النجم عبد المنعم مدبولى

متى يتم طرد المستأجر .. شروط قانونية يجب توافرها

الطقس اليوم الأربعاء 9-7-2025.. أجواء شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء

انطلاق خامس أيام الترشح لمجلس الشيوخ.. اعرف المستندات المطلوبة


محاولات أهلاوية لإعارة محمد ياسر في الدوري المحلي ..اعرف التفاصيل

منة القيعى بين "يا بخته" مع الهضبة و"كلام فارغ" مع أصالة

قمة إفريقية أمريكية مصغرة.. ترامب يستضيف قادة 5 دول أفارقة فى البيت الأبيض.. واهتمام متزايد لواشنطن بمنطقة الساحل الإفريقى.. وقانون النمو والفرص مطروح للنقاش.. والأولويات هى الحد من التطرف والهجرة غير الشرعية

بعد ملاحقة إبراهيم سعيد للحجز على ممتلكاته.. اعرف المستندات اللازمة للدعوى؟

قبل ما تشغل التكييف.. 9 نصائح تحميك من كارثة حريق مفاجئة


بيلينجهام: مواجهة سان جيرمان صعبة.. وفخور بالمائة مباراة مع ريال مدريد

اعترافات المتهم بقتل زميله داخل مطعم فى كرداسة

ترامب يعلن حضور نهائى كأس العالم للأندية 2025

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

رادار المرور يلتقط 1109 سيارة تسير بسرعات جنونية فى 24 ساعة

الحرارة تصل 42 درجة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025

ترك أعمالا مميزة واعتزل التمثيل فى الستينيات.. ذكرى ميلاد حسين صدقى

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

المعمل الجنائى يعاين موقع حريق سنترال رمسيس

"فتش فى دفاترك القديمة" شعار صفقات الأهلى فى الميركاتو الصيفى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى