الجامعات الخاصة وفنكوش التوأمة مع الخواجة

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

بالأمس بدأت فتح ملف الجامعات الخاصة فى مصر، وتأثيرها على التعليم الجامعى، بالتزامن مع انتهاء امتحانات الثانوية العامة 2020، وبداية مرحلة جديدة فى حياة كل طالب، يحاول رسم مستقبله القادم بصورة أفضل، وحتى يتسنى لأولياء الأمور مشاركة أبنائهم فى الاختيار، باعتبارهم الممول الرئيسى لمصروفات هذه الجامعات، التى غالبا ما تحتاج إلى أموال طائلة، علينا أن نستكمل الحديث، ونتناول كل النقاط الإيجابية والسلبية في هذا الملف.

وحتى نتعرف أكثر على قضية الجامعات الخاصة علينا أولا أن نتوقف عند أسمائها التي يغلب عليها الطابع التجارى أو الدعائى، دون النظر إلى المضمون أو حقيقة ما تقدمه للطالب أو الخريج فيما بعد، فهناك الجامعة البريطانية، والجامعة الروسية والجامعة الألمانية والجامعة الفرنسية، وكأن هذه الجامعات منشأها الأصلى هذه الدول، أو كأنها تقدم فرصة مختلفة أو ميزة نسبية للطالب، مع العلم أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا لا يوجد بها جامعات مهمة ولها تاريخ تحت هذه المسميات.

فرنسا يعرفها الجميع بـ "السربون"، وبريطانيا مشهورة بـ "أكسفورد" و"كامبريدج"، أما ألمانيا فأهم جامعاتها ميونخ وبرلين الحرة، بينما أمريكا يعرفها الجميع بـ "هارفارد" و "ييل" و"جونز هوبكنز"، فهذه الجامعات يعرفها العالم جيدا ولا تخطئها القلوب والأبصار، ولها سمعة وتاريخ طويل من الريادة والتميز، وخرجت علماء وأساتذة وخبراء فى مختلف أنحاء العالم، وقدمت للبشرية ميراث علمى وثقافى وحضارى غير محدود، لذلك على الطلاب المصريين وأولياء أمورهم أن يتفهموا جيدا أن الأسماء التجارية للجامعات الخاصة فى مصر لا تعبر من قريب أو بعيد عن هذه الجامعات التى ذكرتها أو حتى جامعات الدرجة الثالثة فى بعض دول أوروبا الشرقية.

يجب أن يعلم خريج الثانوية العامة أن فكرة "التوأمة" مع الجامعات الأجنبية ما هي إلا "فنكوش" ووهم يتم شراؤه مقابل حفنة دولارات دون أن يكون هناك تعاون علمى حقيقى أو تبادل ثقافى وتعليمى وفكرى معها، بالإضافة إلى أن أغلب هذه الجامعات غير معروفة، وليس لها جذور أو تاريخ أو أدوات تمكن من فيها أو من يتعاونون معها في تقديم خريج متميز يخدم المجتمع ويرتقى به.

أتصور أن الجامعات الخاصة فى مصر لو لجأت لعقد برامج توأمة مع جامعة القاهرة أو عين شمس أو المنصورة والإسكندرية وأسيوط سيكون أجدى وأنفع لها وللطلاب، حيث يوجد لدى هذه الجامعات مراكز تدريب وهيئة تدريس محترفة وإمكانيات فنية وعلمية كبيرة، بالإضافة إلى أنها قدمت للمجتمع علماء وعباقرة كانت لهم بصمات كبيرة فى كل دول العالم وتقلدوا أرفع وأهم المناصب، لذلك علينا أن ندرك جيدا أن الشراكة مع الجامعات الأجنبية ما هى إلا حبر على ورق، ولوجو وشهادة مكتوبة باللغة الإنجليزية، لا تمنح الخريج أى ميزة نسبية، فى الداخل أو الخارج، خاصة إن كان مستواه العلمى ضعيف ولم يحصل على التأهيل الفنى المناسب.

يجب أن يكون لوزارة التعليم العالى دور رقابى واضح على التوأمات الوهمية التى تعلن عنها الجامعات الخاصة، ويتم إصدار تقارير دورية عن نشاط هذه الجامعات وجدوى ما تقدمه للطلاب، حتى يتم ضبط أدائها وتقويم مسارها خلال الفترة المقبلة، فالهدف ليس التشويه أو الهجوم أو النقد السلبى، بل يجب أن يكون تقديم خريج يسهم فى بناء المجتمع النامى الذى يحتاج إلى الكثير من جهود الإصلاح والبناء.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

قطار الثانوية العامة يصل محطته الأخيرة.. الطلاب يؤدون غدًا امتحان الأحياء والإحصاء والرياضيات التطبيقية.. و"التعليم" توجه بتدقيق البيانات بورقة الإجابة.. وتطمئن طلبة علمى بتسليمهم مفاهيم اختبار الأحياء باللجان

قمة إفريقية أمريكية مصغرة.. ترامب يستضيف قادة 5 دول أفارقة فى البيت الأبيض.. واهتمام متزايد لواشنطن بمنطقة الساحل الإفريقى.. وقانون النمو والفرص مطروح للنقاش.. والأولويات هى الحد من التطرف والهجرة غير الشرعية

سجل سلبي يطارد مبابي أمام باريس سان جيرمان قبل موقعة مونديال الأندية

322 مليون دولار عالميا لفيلم Jurassic World: Rebirth

تفاصيل اتفاق الزمالك مع شيكو بانزا لاعب امادورا البرتغالى


للأزواج.. إجراء بمحكمة الأسرة لو زوجتك طالبتك بنفقات غير مستحقة

مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 9-7-2025 والقنوات الناقلة

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

الزمالك يكرم أيمن الرمادى بعد التتويج بكأس مصر


بتروجت: علاقتنا قوية مع الزمالك ولكننا متمسكون باستمرار حامد حمدان

السجن 10 سنوات لـ7 متهمين بدفن شاب حيا داخل ماسورة مياه فى المحلة

المعمل الجنائى يعاين موقع حريق سنترال رمسيس

القومي للاتصالات: خدمات كثيرة رجعت وتعمل بكفاءة وسنترال رمسيس ليس الوحيد المعتمد عليه

المعبوث الأمريكي يأمل في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بـ غزة بنهاية الأسبوع

الحماية المدنية تواصل عمليات تبريد حريق سنترال رمسيس

وزارة الصحة بغزة: ارتفاع مقلق في حالات الإصابة بالحمى الشوكية

مصر تفوز على تونس وتتوج بالبطولة العربية للسيدات لكرة السلة

3 شهداء فى قصف على مواصى خان يونس

وزيرا خارجية السعودية وإيران يبحثان جهود تحقيق الاستقرار في المنطقة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى