اقرأ مع عباس العقاد.. "المهاتما غاندى" هل كان رجلا صالحا بالفعل؟

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف
نواصل مع المفكر العربى الكبير عباس محمود العقاد (1889 – 1964) قراءة تراثه المهم الذى كان له كبير الأثر على مثقفى القرن العشرين وحتى الآن، واليوم نتوقف مع كتابه المهم "المهاتما غاندي.. روح عظيم".
روح عظيم
 
 يقول الكتاب إن عقيدة غاندى هى أهم شيء فى بنيان شخصيته، وصلاة غاندى هى أهم شيء فى بنيان عقيدته، فنحن لهذا نقترب من فهمه كلما اقتربنا من فهم صلاته؛ لأن الصلاة عنده لا تنبعث عن طلب أو استغاثة أو ابتهال، ولكنها تنبعث إلى حس فوق الحس، وفوق التفكير، وفوق الطلب والابتهال.
وهى عنده،  كما هى عند الجينيين عامة، أعلى مراتب الوعى الذى يتاح للكائن الموجود، فالروح الإلهى فى اعتقادهم سارٍ فى جميع هذه الموجودات، مبثوث فى جميع الأجسام والأجساد، ولا يزال الإنسان محصورًا فى أوهاق الجسد أو فى أوهاق المادة على العموم، ما دام معتمدًا على الحواس، أو على العواطف أو على التفكير فى إدراك ما حوله، ولكنه يرتقى إلى مرتبة من الوعى أعلى من مراتب التفكير، عندما يدرك الروح خالصًا منزهًا من هذه الأوهاق.
 
فهو لا يصل بالحس إلى شيء أرفع من المادة أو المحسوسات المادية، وقد يرتقى بالتفكير إلى شيء أرفع مما يدركه الحس، ولكنه لا يتجاوز به حدود المحسوسات، وهناك مرتبة من التفكير أعلى من مرتبة "التعقل المنطقى" وهى مرتبة "التأمل" والانقطاع بالوجدان عن كل ما يحيط بالإنسان.
 
ففى هذه المرتبة يستطيع الإنسان أن يسيطر على جسده ويسيطر على الطبيعة، ويرتقى إلى الحالة التى يقهر بها المادة ويصنع الخوارق، ويخالف العادات، وهى تسمى عندهم حالة "السديهى" Siddhis  أو الصديقية إذا كان للفظ صلة باللغات السامية. ولكن هذه الحالة لا تزال دون حالة الخلاص المطلق بكثير، وهى التى يسمونها كيڨاليا Kaivalya أو التجلى الأعظم، بل ربما خيف على صانع الخوارق أن يفسد كل ما صنع إذا أعجبته قدرته على تسخير الطبيعة فاغترَّ بها واسترسل فيها؛ لأنه لا يزال محصورًا فى "أنانيته" الباطلة، كلما أعجبته السيطرة وأحب المزيد منها، وإنما ينفعه صنع الخوارق لسبب واحد، وهو تثبيت يقينه بالسير على الهدى فى طريق الخلاص، وأنه قد بلغ إلى مرتبة ينتقل منها إلى المرتبة التى تليها، وهى غاية الغايات التى تسمو إليها قداسة الإنسان.
 
ومتى ترقَّى القديس إلى مرتبة الخلاص فهنالك يلتقى بالروح الإلهى خالصًا مجردًا من علاقات كل مادة وكل محسوس، ويلمح الحقيقة المجردة التى تضل عنها الحواس والعقول، وينتقل إلى سماء من السعادة المطلقة لا توصف، ولا تقبل الوصف بالكلمات ولا بالأفكار؛ لأن الكلام مقيد بالفكر، والفكر لا ينطلق من جميع القيود، ويطيب للقديس أن يستعيد هذه اللحظات كلما استطاع، وهو لا يستطيعها فى كل حين.
 
وقد كان غاندى يصلى ليستعيد هذه السعادة، ولا ينتظر شيئًا غيرها من الصلاة، ولم يعنه قط أن يصنع الخوارق أو يسيطر على قوانين الطبيعة؛ لأن الخوارق لا تقصد لذاتها، ولا تراد إلا على سبيل البرهان، ولا حاجة بالمتثبت إلى برهان.
وكان يود لو ينقطع للصلاة مدى حياته، ولكنه كان يعلم أن لقاء الروح الإلهى مدى الحياة أمر يفوق الطاقة الإنسانية، فكان يتزود منها بغاية ما يطيق، ويؤثر هذا الزاد على كل زاد فيه غذاء للجسد، أو غذاء للعقل، أو غذاء للروح.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أيمن الشريعى: عبد الناصر محمد رغبته الاستمرار معنا.. وهنلعب بـ11 ناشئا

ضبط سائق نقل تناثرت حمولة السيارة على الطريق الدائري بالقاهرة.. فيديو

الاتحاد السكندرى يترقب رد الأهلى على طلب استعارة عبد الله ضمن صفقة مروان عطية

أشرف حكيمي ورويز يثيران القلق قبل مواجهة باريس ضد الريال في مونديال الأندية

الأحزاب تستكمل مشاورات القائمة الوطنية من أجل مصر لانتخابات الشيوخ غدًا.. مصادر: حسم التفاصيل الثلاثاء.. والخميس موعد التقدم.. والمشاركون: توافق واسع وترتيبات حاسمة للمشهد النهائي.. واللجنة القانونية تستعد


عبد الناصر محمد: أعمل بكامل طاقتى مع الزمالك ولا أعلم مغزى تصريحات رئيس إنبى

العثور على جثة طافية فى ترعة الإسماعيلية بالقنطرة غرب

الطلائع يعلن التعاقد مع التونسي حسام السويسي موسمين

مصر تفوز على الجزائر وتتأهل لنهائي البطولة العربية لسيدات السلة

أحمد السقا ضيف برنامج كلام كبير مع مها الصغير على قناة ON E.. فيديو


بشائر خير فى الزمالك خلال 24 ساعة

غلق اتجاه القادم من تقاطع الإقليمي مع إسكندرية الصحراوي حتي طريق السويس أسبوعا

بالمواعيد..الخريطة الكاملة لحفلات الدورة 3 من مهرجان العلمين الجديدة.. أنغام تفتتح الفعاليات وتامر حسنى يشارك للمرة الثالثة.. عمرو دياب فى سهرة غنائية أول أغسطس.. تامر عاشور على مسرح يو أرينا.. وكايروكى بالختام

"مخدر الزومبى" يثير قلق المكسيك ودول أمريكا اللاتينية لانتشاره بشدة

مفاجآت الميركاتو الصيفي.. عودة العلاقات بين الأهلي والمصري رسميا فى صفقة عمر الساعي.. محمد شريف يعود إلى القلعة الحمراء بعد اقترابه من البيت الأبيض.. ووسام أبو علي ودغموم يشاغلان الجماهير عبر السوشيال ميديا

التضامن تصرف غدا 38 مليون جنيه لأسر ضحايا حادث الإقليمى بتبرع من رجل أعمال

"مدارسنا أجمل".. مبادرة لصيانة وتجميل أسوار ومحيط المدارس فى القليوبية .. وكيل وزارة التعليم: تفعيلها خلال فترة الإجازة الصيفية.. ويؤكد: التنسيق مع مجالس المدن والوحدات المحلية لرفع تراكمات القمامة.. صور

موعد مباراة مصر وكرواتيا فى بطولة العالم لناشئات الكرة الطائرة

الحكومة تستعرض بالإنفوجراف خطوات الدولة لتوطين وتعزيز صناعة السيارات

حزب أمريكا.. إيلون ماسك يستهدف عددا قليلا من المقاعد فى الكونجرس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى