تونس.. سيناريوهات صعبة أمام الإخوان بعد تكليف المشيشي بتشكيل الحكومة

راشد الغنوشى ومحمد بديع - صورة أرشيفية
راشد الغنوشى ومحمد بديع - صورة أرشيفية
كتب كامل كامل

لم يتوقف الجدل في تونس منذ إعلان الرئيس قيس سعيد، عن تكليف وزير الداخلية هشام المشيشي، بتشكيل حكومة جديدة، خلفا لحكومة إلياس الفخفاخ، خاصة وأن المشيشي لم يكن من بين الأسماء التي رشحتها الأحزاب والكتل البرلمانية إلى الرئيس، ليشكل اختياره مفاجأة لم تكن متوقعة.

 

هشام المشيشي الذي شغل لفترة قصيرة منصب مستشار قانوني لدى قيس سعيد، والذي لا ينتمي إلى أي حزب ويعرف أكثر بأنه "تكنوقراط"، يحمل تكوينا قانونيا وإداريا، قال خلال مراسم تكليفه: "سأعمل جاهدا على تكوين حكومة تستجيب لتطلعات كل التونسيين، وتعمل على تحقيق مطالبهم المشروعة التي طال انتظارهم لها."

 

وفيما رحبت أغلب الأحزاب الممثلة في البرلمان باختيار المشيشي لتشكيل الحكومة الجديدة، انتظرت حركة النهضة يومين كاملين لتقدم موقفها من التكليف.

واليوم الإثنين، نقلت وكالة الأناضول التركية عن مصدر مطلع بالمكتب التنفيذي للنهضة، قوله إن "الحركة تتمنى النجاح للمشيشي في مهمته"، مضيفا أن الحركة تريد تشكيل "حكومة وحدة وطنية سياسية".

 

غير أن الموقف الرسمي للحركة وإن بدا دبلوماسيا، فإنه لا يعكس مواقف أنصارها وحلفائها، الذين شنوا هجوما واسعا على الرئيس التونسي على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

في المقابل انتقد "ائتلاف الكرامة"، التشكيل السياسي الإسلامي المقرب من حركة النهضة، بشدة سياسة سعيد واختيار للمشيشي.

وقال رئيس الإئتلاف، سيف مخلوف، عبر صفحته في فيسبوك: "مصير الاستشارات الورقية بخصوص رئيس الحكومة كان في سلة مهملات القصر"، معتبرا أن "رئيس الجمهورية تحّول إلى عبء حقيقي على الانتقال الديمقراطي في تونس، وينكر فعليا الدستور والنواب والأحزاب".

ويرى الكاتب والباحث التونسي، هادي يحمد، في تصريحات أن ''تكليف سعيّد للمشيشي يؤكد حالة شبه القطيعة، بين الرئاسة وحركة النهضة، لكنه، وهذا الأهم، وضع الحركة في وضعية من الصعب التنبؤ بآثارها السلبية على المستوى البعيد، كون هذا الاختيار أفقدها كل أوراق المناورة". وفقا لتصريحات لـ"سكاي نيوز عربية".

 

وأضاف: "اليوم نجد النهضة مدفوعة دفعا إلى تقبل أنها لم تعد الحزب المحدد في البلاد، ولم تعد المتحكم الرئيسي في المشهد. في أفضل حالاتها ستكون النهضة شريكا ضعيفا في الحكومة القادمة، وربما إذا رجحت تأويلات تصريحات المواجهة مع قصر قرطاج، ستدفع إلى الخروج من الحكومة والتحول إلى المعارضة".

 

من جانب آخر، يرى الأكاديمي وأستاذ الأنثروبولوجيا السياسية، رافع الطبيب، في تصريحات  أنه "لأول مرة منذ انتخابات المجلس التأسيسي (2011)، تبدو حركة النهضة عاجزة عن ضبط الحركة الحكومية، ولا تمتلك جل أوراق اللعبة فيما يخص تعيين وزراء من قياداتها في المراكز الحساسة".

 

وبدأ العديد من المتابعين لسير الحراك السياسي، يلاحظون جليا "فقدان النهضة للمبادرة في نحت الواقع في تونس، على مستويات ومجالات مختلفة منذ اليوم الذي قرر فيه الرئيس سعيد لعب دور خارج الحدود، التي كان الإسلاميون يعتقدون أنه محكوم برسمها"، وفق الطبيب.

 

وتابع: "تسمية المشيشي تجسد بوضوح السبق في المبادرة لدى سعيد وقدرته على تجاوز الأحزاب والبرلمان وفرض تصوره للحكم، وإن حاولت النهضة التريث على المستوى الرسمي، فإن الهوى القاعدي للحركة انبرى للتنديد باختيار الرئيس للمشيشي، وامتلأت الصفحات الأكثر تمثيلا للقواعد الإسلامية بالمحتويات المسيئة للمشيشي إلى حد تكفير الرجل".

 

وأشار الأكاديمي التونسي إلى أن نفس هذه الصفحات "كانت تقود حملة ضد سعيد منذ أشهر، وتطعن في أحقيته لتفسير المواد الدستورية المختلف حولها".

 

وأضاف: "النهضة تدرك جيدا أن الانتخابات السابقة لأوانها وفي هذا الظرف، يمكن أن تمثل فرصة لمعارضيها لهزمها بشكل مذل، لذا ستحاول المناورة داخل البرلمان مع الكتل التي فقدت شعبيتها، ومع طيف واسع من المستقلين، الذين يدركون أن أي تحوير في قواعد الاقتراع واعتماد قانون انتخابي جديد يعني إزاحتهم من المشهد وفقدان المركز الذي وصلوا إليه".

 

وينص البند 99 من الدستور التونسي على أنه ''عند تجاوز الأجل المحدد دون تكوين الحكومة، أو في حالة عدم الحصول على ثقة مجلس نواب الشعب، لرئيس الجمهورية الحق في حل مجلس نواب الشعب (البرلمان) والدعوة إلى انتخابات تشريعية سابقة لأوانها في أجل أدناه خمسة وأربعون يوما وأقصاه تسعون يوما''.

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

نتيجة مباراة جوادالاخار ضد برشلونة فى كأس ملك إسبانيا

مواعيد إجازة نصف العام 2026 لصفوف النقل والثانوية والإعدادية

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى كأس عاصمة مصر والقنوات الناقلة

محمد عبد الله مطلوب فى الدوري البرتغالي.. واللاعب يحيل العروض للأهلي

ملياردير نيجيري يتبرع بـ20.7 مليون دولار لموظفي إمبراطوريته التجارية


إمام عاشور يوجه رسالة مؤثرة: مريت بمرحلة صعبة ومش مستنى آخد لقطة

نيجيريا تشكو الكونغو رسميا إلى فيفا وتطالب بعدم تأهلها لملحق كأس العالم

حمادة صدقى: أداء منتخب مصر أمام نيجيريا مطمئن.. وإمام عاشور يصنع الفارق

نجلاء بدر تتعرض لتسمم حاد وتعلق: أسوأ حاجة حصلت فى حياتى

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل بزفافه وسط أسرته فى الدقهلية.. فيديو وصور


أهداف مباراة مصر ونيجيريا الودية

22 قائدا للمنتخبات يدعمون محمد صلاح فى ذا بيست

منتخب مصر يهزم نيجيريا 2 - 1 فى البروفة الأخيرة قبل أمم أفريقيا.. صور

أسطورة ليفربول يوجه رسالة نارية إلى كاراجر: محمد صلاح لم يخطئ

تعرف على جميع الفائزين فى جوائز ذا بيست 2025

القبض على أب متهم بقتل ابنه 9 سنوات بسبب خلافات أسرية

كبيرة موظفى البيت الأبيض: ترامب لديه شخصية مدمن كحول وماسك يتعاطى كيتامين

الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة

تعرف على مهن الفنانين قبل الشهرة والنجومية

بعد إثارة جدل فى لقاء رئيسة وزراء إيطاليا.. كم يبلغ طول رئيس موزمبيق؟

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى