"العيون الخمس" يواجه "التنين الصينى".. أقدم تحالف استخباراتى يضع خططا للاكتفاء الذاتى للغرب بعد تفوق بكين في أزمة كورونا.. جارديان: اتجاه لضم اليابان ودراسة توفير المعادن المستخدمة فى التسليح والإمدادات الطبية

أثار الصعود الصيني اللافت في التعامل مع أزمة وباء كورونا واستطاعتها السيطرة على انتشاره في وقت قياسي، فضلاً عن جاهزيتها طبياً وصناعياً في التعامل مع التحديات التي فرضها الوباء، مخاوف الكثير من الدول الغربية التي فشلت في اختبار كورونا، وهو ما دفع تحالف "العيون الخمسة" لاتخاذ إجراءات مستقبلية تضمن للغرب القدرة على المنافسة، بحسب تقرير نشرته الجارديان البريطانية.

و"العيون الخمس" هو تحالف استخباراتي يعود إلى فترة الحرب العالمية ، ويضم كلاً من الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا، وبحسب صحيفة جارديان البريطانية، فهناك مساع لتوسعة هذا التحالف ليضم اليابان بهدف خلق مساحات تعاون وتنسيق على صعيد الاقتصاد والحد من الاعتماد على الصين في الحصول على الإمدادات والصادرات خاصة المعادن والإمدادات الطبية كما جري في أزمة كورونا.

وبحسب تقرير جارديان المنشور اليوم الأربعاء، سيتم الإعلان عن الخطط قريبًا تحت رعاية ‏Five Eyes‏ لزيادة كبيرة في إنتاج المعادن النادرة ‏وشبه النادرة من أستراليا وكندا وأمريكا من أجل تقليل الاعتماد على المخازن الصينية.‏

والمعادن النادرة، والمعروفة باسم العناصر الأرضية النادرة ، هي المكونات الرئيسية في ‏مجموعة واسعة من المنتجات الاستهلاكية بما في ذلك الهواتف المحمولة وأجهزة ‏الكمبيوتر ولها تطبيقات دفاعية واسعة النطاق في المحركات والأقمار الصناعية والليزر ‏والصواريخ. ‏

وبحسب التقرير، استحوذت الصين على أكثر من 90 % من الإنتاج العالمي خلال العقد ‏الماضي، وفقًا للمسح الجيولوجي الأمريكي.‏

وتأتي إمكانية توسيع دور تحالف ‏Five Eyes‏ كجزء من اهتمام متزايد بين المشرعين ‏الديمقراطيين المحافظين لتشكيل تحالف سياسي واقتصادي متماسك للتنافس مع الصين، ‏وللمقترحات جاذبية إضافية لأعضاء البرلمان الذين يبحثون عن علاقات تجارية أعمق خارج ‏الاتحاد الأوروبي والصين. ‏

ودعم أندرو هاسيتي رئيس اللجنة المشتركة للاستخبارات التابعة للبرلمان الأسترالي فكرة كتلة ‏التجارة الحرة برعاية العيون الخمسة، وقال: "بمجرد أن نراجع سلاسل التوريد لدينا ونثبت ‏نقاط الضعف سيكون لدينا الأساس لفهم اين يمكننا التخفيف" وأكد أن هناك إمكانية لبناء ‏كتلة تجارية حرة. ‏

وعلى الجانب الآخر، قدم وزير الدفاع الياباني تارو كونو الاقتراح الموازي لتصبح اليابان ‏الشريك السادس في علاقة تبادل المعلومات الاستخبارية في ندوة مجموعة الأبحاث ‏الصينية الأسبوع الماضي، وقال كونو إنه سيرحب بانضمام المملكة المتحدة إلى مجموعة ‏التجارة الإقليمية الجديدة في المحيط الهادئ في شراكة ‏CPTPP‏.‏

وقال رئيس المحافظين للجنة اختيار الشؤون الخارجية توم توجيندات وهو أيضًا مؤسس ‏مجموعة الأبحاث الصينية ، إن تحالف العيون الخمسة كانت جوهر هندسة الذكاء والدفاع ‏منذ عقود، ويجب النظر الى شركاء يمكن الوثوق بهم لتعميق التحالفات، مؤكدا أن اليابان ‏شريكًا استراتيجيًا مهمًا لأسباب كثيرة.‏

وقال إن اليابان سترحب بدعوة للانضمام إلى مجموعة ‏Five Eyes‏، وحذر من أن نمو الاقتصاد الصيني سمح للصين بشراء شركات التكنولوجيا الأجنبية، ‏وأضاف: "هذا تطور يجب علينا مراقبته عن كثب.. ستكون الشراكات التقنية مع دول مثل ‏المملكة المتحدة حاسمة في مواجهة الصين"‏.

وتابع أن الصين تحاول أن تصبح مستقلة عن اقتصاد الدولار الأمريكي من خلال خدمات ‏إرسال الأموال السريع ، وإدخال الإنترنت الخاصة بها وإدخال نظام دولي صيني.‏

ومنذ ظهور وباء كورونا، استطاعت الصين التعامل بقدر عالي من الحسم والاحترافية في احتواء انتشاره، بخلاف دول أوروبية كانت على مشارف انهيار أنظمتها الطبية كما هو الحال في إيطاليا وغيرها من الدول، فضلاً عن استمرار تفشي الوباء وخروجه عن السيطرة في الولايات المتحدة الأمريكية.