حملة قومية لترشيد استهلاك القمح

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم : محمد أحمد طنطاوى
 
واحدة من الحقائق المهمة التي تحتاج إلى شرح وتوضيح، أن مصر أكبر مستورد للقمح فى العالم، ارتباطا بنسب الاستهلاك المرتفعة جدا فى الدقيق، إلى جانب الأنماط الغذائية غير السليمة، التى تعتمد بصورة أساسية على الخبز، الذى يطلق عليه المصريون " العيش"، نظرا لقيمته الكبيرة في حياتهم كمصدر للبقاء، لدرجة أن جملة " بياكل عيش" صار  لها مدلول أكبر وأعقد من فكرة الطعام.
 
الأرقام الخاصة بواردات مصر من القمح عديدة ومختلفة من مصدر لآخر، سواء كان وزارة المالية التى تتولى تدبير الموارد اللازمة، أو هيئة السلع التموينية، التى تتحمل مسؤولية الشراء، بالإضافة إلى القطاع الخاص، الذى يتحمل جزء من استيراد الذهب الأصفر، إلا أن الحقيقة الثابتة في كل ما سبق أن مصر هى الأكثر استيرادا للقمح فى العالم، مع العلم أن حجم الإنتاج المحلى يجعلها في مرتبة الخامسة أو السادسة عالمياً، إلا أن فاتورة دعم الخبز وإنتاجه بواقع 250 مليون رغيف يوميا، وضعها دون منافس على قمة الهرم الاستهلاكى للقمح فى العالم، فالمواطن المصري يستهلك نحو 100 كيلو جرام من القمح سنوياً، وهذا يشكل ضعفي النسبة في الاتحاد الاوروبي وثلاثة اضعافها في سائر مناطق العالم، وفقاً لما ذكرته دراسة فرنسية.
 
مصر الدولة رقم 13 من حيث عدد السكان في العالم،  بما يزيد عن المائة مليون نسمة، إلا أن النمط الغذائي الذى يعتمد على استهلاك معدلات غير مسبوقة من الدقيق في الطعام جعلها في المرتبة الأولى عالميا، وهذا بطبيعة الحال لم يكلفنا عملة صعبة وأعباء كبيرة على الموازنة العامة للدولة فحسب، بل ساهم بصورة مباشرة وغير مباشرة فى انتشار العديد من الأمراض المزمنة، أو السارية كما يطلق عليها الأطباء، مثل السكر والضغط والسمنة، حيث وصلت معدلات هذه الأمراض فى مصر إلى معدلات كبيرة جعلت الدولة تتدخل لعمل حملات قومية للكشف عنها وتوفير العلاج لها، نظرا لخطورتها وتهديدها لصحة المواطنين.
 
إذن النظام الغذائى لشريحة كبيرة جدا من أبناء الشعب المصرى فى حاجة إلى مراجعة وتوعية، تستوجب تصميم حملات إعلامية من نوع خاص، لتخفيض استهلاك المواطن من الدقيق، واتباع أساليب وأنماط غذائية أكثر حفاظاً على صحة المصريين، وبالطبع هذا سيستغرق شهورا طويلة، بل سنوات حتى نتمكن من تغيير هذه الثقافة التى ترى الخبز عيشا، والدقيق طعاما.
 
فكرة تغيير النمط الغذائى للمصريين تحتاج لجهود تسويقية وحملات قومية مدروسة، حتى نتمكن من تقليل حجم استيراد القمح والحفاظ على صحة المصريين ووقايتهم من الأمراض السارية، ولو نجحنا في هذه الخطة سنتمكن خلال وقت قصير من توفير نفقات وأموال يمكن استخدامها في تطوير التعليم وتحسين البنية الصحية، بالإضافة إلى الحفاظ على العملة الصعبة ودعم العملة الوطنية.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إبراهيم عبد الجواد: عبد الله السعيد خارج نهائى الكأس واقتربت نهاية مسيرته مع الزمالك

غزل المحلة: الجزار تلقى عرضا من الأهلي

جوميز يشكو الزمالك فى الفيفا بسبب 120 ألف دولار

مسلم يكشف كواليس إطلالته فى ليلة زفافه: أحب أكون مختلف ويا رب يكتر من أفراحنا

الأهلى يستقر على تسديد راتب يونيو لـ مارسيل كولر انتظارا لحل الأزمة


الإسماعيلي يفوز على الطلائع ويتأهل إلى نصف نهائى كأس عاصمة مصر

عمر مرموش يسجل هدفا صاروخيا ويفتتح أهداف مان سيتي ضد بورنموث "فيديو"

فرص عمل فى الأردن بمرتبات تصل إلى 22 ألف جنيه شهريا

أول صورة من حفل زفاف المطرب مسلم

حقائب غامضة.. تداول فيديو يوثق لحظة السرقة من منزل نوال الدجوى


أسرة عبد الحليم حافظ تصدر بيانا بخصوص زواجه من سعاد حسنى

الرمادى يمنح لاعبى الزمالك راحة من التدريبات غدًا

البيت الأبيض: ترامب يشعر بالإحباط من معاناة الأطفال ويريد إنهاء الأمر فى غزة

اليابان تؤكد موقفها الرافض لجميع الرسوم الجمركية الجديدة لـ ترامب

مصرع ربة منزل على يد نجلها فى قنا

الجيش السوداني يعلن تطهير الخرطوم من المتمردين

رئيس الوزراء يشهد توقيع اتفاقية لتجميع طرازات جيتور T1 وT2 محليًا

صرف بوسى شلبى من النيابة بعد التحقيق معها فى اتهام أسرة محمود عبد العزيز لها بالتزوير

نيللى كريم وشريف سلامة يحتفلان بانطلاق تصوير فيلم بروفة فرح

بيراميدز يؤدى تدريبين فى بريتوريا استعدادا لمواجهة صنداونز

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى