لكم فى طبيب الغلابة حياة يا أولى الألباب

أحمد التايب
أحمد التايب
بقلم : أحمد التايب
رحل عنا عالمنا الدكتور محمد مشالى - طبيب الغلابة - بعد أن علمنا جميعا أن الرحمة الحقيقية بالفقراء والبسطاء، لا تتمثل فى مجرد تألم القلوب ودمع العيون، وإنما تلك الرحمة التى تدفع صاحبها إلى خطوات فعّالة لمساعدتهم، هذا الطبيب الذى قضى نصف قرن فى خدمة الغلابة لم يحرك سعر الفيزاتا أكثر من 10 جنيهات، فى زمن وصلت فيه هذه المهنة إلى بيزنس وتجارة فى لحوم البشر، لكن لسان حاله يقول "ماذا أفعل بالأموال والعمارات والسيارات، خدمة الإنسانية أغنى وأبقى وأعظم".
 
ليعيش عمره كله فى بساطة من الملبس والمأكل والمسكن، بعيدا عن الأموال والأضواء، إلا أن الله عز وجل أراد أن يكرمه فأحسن تكريمه، فقبل شهور معدودة من رحيله، فإذا بكاميرات الشاشات ومقدمو البرامج والصحافة الإعلام يتنافسون على محاورته أو التقاط صورة له، ليصبح حديث البلاد والعباد دون رغبة منه أو جهد، بل يصبح رمزا للعطاء، وأيقونة لصناعة الأمل، ومثالا أن الدنيا بخير.
 
وليذكرنا هذا التكريم الربانى لهذا الطبيب المتواضع، أن المحسنين يشعرون بطمأنينة لا يشعر بها غيرهم، ويكفي ما يقابلون به من الذين يحسنون إليهم من الود والمحبة والتقدير مما يدخل السعادة إلى نفوسهم،  وهذا ما أكده لنا الله تعالى فى كتابه العزيز حين قال، "وَمَا تُقَدِّمُوا لأنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ"، ولهذا فإنّ كلّ عمل نعمله في طريق الخير فهو لنا، حتى لو كان في مظهره من أجل الآخرين".
 
فمشهد حزن الناس أجمعين على رحيله والترحم عليه، والتسابق على تكريمه بعد وفاته، من المؤكد أنه جاء لحكمة يعلمها الله، لكنها فى نفس الوقت ترسم لنا دلالات رضى الله ومحبته، مطباقا لللحديث القدسى "إن الله إذا أحب عبدا نادى جبريل, يا جبريل إني أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض فيحبه كل أهل الأرض".
 
وأخيرا.. علمتنا حياة طبيب الغلابة العطرة، إنّ خدمة النّاس تنمّي روحيّة التواضع وتقمع الكبر، وتنمّي في الإنسان صفات كالسخاء والإيثار، بل تبني النفوس القويّة والمجتمعات المتضامنة التي تملك الحصانة لمواجهة الآفات.. فلكم فى طبيب الغلابة حياة يا أولى الألباب...
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بطل من ضهر بطل.. ابن الشهيد امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من الفداء بحريق رمسيس

ضبط 4 متهمين قتلوا شابا بسبب خلافات بينهم بالغربية

الحكومة: خدمات المحمول ستعود بكامل جودتها قبل عصر اليوم بالشبكات الأربعة

اتحاد الكرة: لا صحة لتحفظ النيابة العامة على عقود اللاعبين بسبب زيزو

الحكومة: نظام الثانوية العامة قائم ومستمر و"البكالوريا" بديل اختيارى


الحكومة: سنترال رمسيس سيظل خارج الخدمة أسبوع أو أكثر مع استمرار الخدمات

مجلس النواب يوافق نهائيا على تعديل قانون التعليم

وزارة النقل تغلق الدائرى الإقليمى فى هذه المناطق

القدر يمنع جوتا من تحقيق حلم العودة إلى بورتو

الحسابات الفلكية: الصيف يستمر 92 يوما و39 ساعة وهذا موعد بداية فصل الخريف


الزمالك يستعين بكهربا ومعتز إينو والشناوى فى شكوى زيزو لاتحاد الكرة

ترتيب الكرة الذهبية 2025.. صدارة فرنسية ومحمد صلاح رابعًا

النيابة العامة تأمر بحبس 11 سائقًا لسيرهم عكس الاتجاه بالطريق العام

فرص عمل فى الإمارات براتب يصل إلى 24 ألف جنيه شهريا.. التقديم لمدة 4 أيام

وزارة التموين: تشغيل المخابز لإنتاج الخبز المدعم منذ الساعة الخامسة صباحا

النيابة تصرح بدفن ضحايا حريق سنترال رمسيس

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 8 يوليو 1972.. إسرائيل ترتكب جريمة اغتيال المناضل والكاتب الفلسطينى غسان كنفانى الذى أخلص لمقولته: «كن رجلا تصل إلى عكا فى غمضة عين»

الجدول الزمنى لانتخابات مجلس الشيوخ مع رابع أيام تلقى أوراق الترشح

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

بدء غلق مؤقت للطريق الإقليمي لمدة أسبوع بدءا من اليوم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى