اقرأ مع عباس العقاد.. "عبقرية الصديق" تقدم مفتاح شخصية سيدنا أبى بكر

عبقرية الصديق
عبقرية الصديق
كتب أحمد إبراهيم الشريف
نواصل مع المفكر العربي الكبير عباس محمود العقاد (1889 – 1964) قراءة مشروعه الفكرى الذي حقق صدى كبيرا فى الأوساط الثقافية والدينية فى القرن العشرين ولا يزال، ويأتى على رأس هذه الكتب العبقريات، واليوم نتوقف مع "عبقرية الصديق".
عبقرية الصديق
 
يقول الكتاب تحت عنوان "مفتاح شخصيته" فشخصية الصديق لها مفتاح قريب المتناول وهو هذا المفتاح، مفتاح الإعجاب بالبطولة.
وهذا الإعجاب بالبطولة هو الوَسْم الذي يتسم به كل عمل من أعماله وكل نية من نياته، وهو السر الذي نراه كامنًا في كل رأي يرتئيه وكل قرار حاسم يستقر عليه.
 
والإعجاب بالبطولة في التاريخ الإنساني شيء عظيم، ليس بعد البطولة منزلة يشرف بها الإنسان أشرف من منزلة الإعجاب بها والركون إليها، لأن الفضيلتين معًا لازمتان جنبًا إلى جنب في كل أمر جليل تم في تاريخ الإنسان، وكل طور من أطوار التقدم ارتقى إليه.
وليقل أصحاب التحليل العلمي ما يشاءون.
وليقل أصحاب القياس المنطقي ما يحبون.
فشاءوا أو لم يشاءوا، وأحبوا أو لم يحبوا، لقد تم بغير التحليل العلمي وبغير القياس المنطقي كثير من العظائم في تاريخ الإنسان، ولم يتم قط — ولن يتم فيما نرى — أمر عظيم واحد بغير البطولة وبغير الإعجاب بالأبطال.
لها برهانها من الواقع كبرهان الأقيسة المنطقية والتجارب العلمية. فالرجل الذي ينهض له البرهان النفساني على الثقة ببطل من الأبطال فيثق به ويعينه على عمله ليس بالرجل الذاهب على غير هدى أو الآخذ بغير دليل. كلا، فعمله ونتيجة عمله كلاهما برهان يغنيه عن مصنع التحليل، وعن قضايا المنطق، ويغني العالم كذلك عنهما إذا نظرنا إلى العمل ثم نظرنا إلى النتيجة، ونظرنا قبل هذا وبعد هذا إلى طبائع الإنسان.
......
وهو إعجابه بالبطولة التي تستحق الإعجاب؛ لأن الإعجاب طبقات تتفاوت، كما أن البطولة نفسها طبقات تتفاوت. وقد كان هو من طبقات هذا الإعجاب في أرفع مكان؛ لأنه لم يعجب ببطل تروعه منه سطوة العُتاة المتجبرين، ولم يعجب ببطل تروعه منه مظاهر الزخرف والخيلاء، ولم يعجب ببطل تروعه منه جلبة الصيت الفارغ والمواكب الجوفاء، ولم يعجب ببطل يزدهي بالوفر والثروة أو بالعُصْبة أولي القوة.
 
لا. لم يكن شيء من هذا هو الذي راعه من بطولة محمد عليه السلام؛ لأن محمدًا عليه السلام لم يكن ذا سطوة، بل كان عرضة للأذى من المسلطين عليه، ولم يكن من أصحاب الزخرف والخيلاء؛ بل كان أعداؤه هم أصحاب الزخرف والخيلاء. ولم يكن وراءه أحد يتبعه ولا معه مال يصل به من يصل إليه، بل كان وحيدًا يطرده الأكثرون، فقيرًا يعينه الموسرون، وأولهم أول صدِّيقيه والمقبلين عليه.
 
إنما البطولة التي أعجب بها أبو بكر هي البطولة التي ليس أشرف منها؛ بطولة تعرفها النفس الإنسانية، هي بطولة الحق، وبطولة الخير، بطولة الاستقامة، وهي بعد هذا، وفوق هذا، بطولة الفداء يقبل عليها من أقبل وهو عالم بما سيلقاه من عنت الأقوياء والجهلاء.
تلك هي بطولة محمد.
وذلك هو إعجاب الصديق. خير لبني آدم أن يبقى لهم هذا الإعجاب من أن يزول ويبقى بعده كل شيء، وأي شيء!
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

سعد الصغير وعمر كمال ومصطفى حجاج فى عزاء أحمد عامر.. صور

تحويلات مرورية بالدائرى الأقليمى لتنفيذ أعمال تطوير ورفع كفاءة الطريق

الداخلية تضبط سائق سيارة عرض حياة المواطنين للخطر باستعراضات فى شوارع الجيزة

بسبب امسحوه لما أموت.. فيلم عليا الطرب بالتلاتة يتصدر الترند بعد 18 عاما

أحمد السقا ضيف برنامج كلام كبير مع مها الصغير على قناة ON E.. فيديو


جيش الاحتلال يعلن البدء في تجنيد 54 ألفا من الحريديم للقتال في صفوفه

تفاصيل مفاوضات الأهلي مع مصطفى محمد.. زيزو وعاشور يُعرقلان الصفقة

هبة عبد الغني تنعى والدتها بكلمات مؤثرة: "حبيبتي وأمي وبنتي وصاحبتي مشيت"

الداخلية تكشف تفاصيل تعدي أولياء أمور على مراقبة بالثانوية العامة

كريم عبد العزيز ينفرد بصدارة نادى الـ 100 فى إيرادات السينما المصرية


اتحاد الكرة يخطر الأندية بشروط احتراف اللاعبين ذوى الموقف التجنيدى خارج مصر

أندية سيتى كلوب تعلن انطلاق المرحلة الثانية من اختبارات الناشئين

كيم كارداشيان تلوم كاني ويست على فشل حياتها العاطفية.. اعرف السبب

"فيفا" يخفض أسعار تذاكر تشيلسي بـ13 دولار.. وموقعة الريال وباريس بـ200 دولار

التحقيق مع المتهم بقتل شاب طعنا بسلاح أبيض

دفن جثمان والدة هبة عبد الغني فى المنوفية والعزاء بالحامدية الشاذلية

تعرف على الأغنية الأكثر استماعا من ألبوم عمرو دياب بعد 3 أيام من طرحه

فيلم أحمد وأحمد يحصد 14 مليون جنيه فى 4 أيام عرض بشباك التذاكر

عواصف وفيضانات فى إيطاليا وتأجيل 13 رحلة جوية بعد موجة حر شديدة

مجلس الوزراء الإسرائيلى يوافق على توزيع المساعدات الإنسانية فى غزة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى