قرأت لك .. "تأمل يوما بعد يوم" كيف تصبح رؤيتك أكثر وضوحا

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف
نقرأ مع كتاب "تأمل يوما بعد يوم.. 25 درسًا للعيش بوعى كامل" تأليف كريستوف أندريه، ترجمة سامح عبد الكريم صالح.
 
يقول الكتاب:
أن نتأمل هذا يعنى أن نتوقف عن الفعل، عن الحركة، عن البلبلة، ننسحِب قليلًا، نبتعِد منفردين عن العالم، فى البداية سيبدو لنا الأمر غريبًا، هناك فراغ (فراغ الحركة والفعل)، وانشغال (اضطراب الأفكار والأحاسيس التى نعى فجأة وجودها)، هناك شيء ما ينقصنا؛ معاييرنا، و"الأشياء التى يجِب القيام بها" لكن، فيما بعد، يظهر ارتياح آت من هذا الفراغ، هنا لا تجرى الأمور كما فى "الخارج" حيث تتمسَّك رُوحنا بعدد من الأشياء أو المشاريع، أو ربما القيام بفعل ما، أو التفكير بموضوع مُعيَّن، حيث يبقى انتباهُنا مُنشغِلًا بمسألة ما. 
 
تأمل يوما بعد يوم
 
فى هذه التجربة التأمُّلية الخالية من الفعل الظاهري، نحتاج إلى وقتٍ كى نعتادَها، لتكون رؤيتُنا أكثر وضوحًا؛ كما هى الحال فى اللوحة، عند مرورنا من الضوء إلى العتمة، نكون حينها قد وصلْنا إلى دواخِلنا الحقيقية بالفعل. لقد كانت قريبة جدًّا منَّا، لكنَّنا لم نُجرِّب الذهاب إليها. كنا نتسكَّع فى الخارج؛ فى زمن الضغوط الحثيثة والتنبيهات المُتعِبة، حيث يبقى التواصل بذواتنا بورًا، ودواخلنا مهجورة، بينما كلُّ ما هو خارجنا كان أسهلَ فى الوصول إليه وأكثرَ وضوحًا. فى التجربة التأمُّلية، سنجِد فى دواخلنا غالبًا أرضًا بلا طُرق مُعبَّدة. فى البهو الذى يتأمَّل فيه الفيلسوف نجد قليلًا من الضوء، علينا إذن أن نفتح عيونَنا أكثر. فى دواخِلِنا أيضًا، يُوجد قليل من الوضوح والطمأنينة، علينا إذن أن نفتح عيونَ رُوحِنا على اتِّساعها. 
 
إننا نتوقع أو نأمُل أن نجد هدوءً وفراغًا، لكننا نجد أنفسنا فى سوقٍ كبيرة، صخَب، وفوضى. نتُوق إلى الوضوح، لكننا نجد الارتباك. وأحيانًا يُعرِّضنا التأمُّل للقلق والمعاناة؛ إنه يُعرِّضنا لما يجعلنا نتألم ونُحاوِل تجاهُله بالتفكير بشيءٍ آخر، بالانشغال بمكان آخَر. 
 
وقال الكتاب عن "تهيئة الاضطراب":
يبدو الأمر يسيرًا ظاهريًّا، نظنُّ أنه يكفينا أن نجلس ونُغلِق عيوننا، لكن الأمر ليس كذلك. إنها البداية فقط. بداية لا بدَّ منها، لكنها ليست كافية. 
إذن؟ … إذن يجِب البَدء بالعمل، أن نتعلم كيف ننظر، وكيف نبقى حاضرين هنا، لكن على بُعد خطوةٍ من العالم. هكذا، ونحن جالسون، وعيوننا مُغمَضة، نتعلَّم كيف نُصفِّى اختلاجاتنا. 
 
إنها أول خطوة علينا تجاوُزها؛ أن نبقى صامِتِين، دون حركةٍ ما يكفى من الوقت إلى أن يأتى نوع من الهدوء يُغطِّى ثرثرة روحنا الداخلية، ما يكفى كى نرى بوضوحٍ أكثر، دون إصرار، أو رغبة بأن يتحقَّق الأمر فورًا؛ لأن ذلك قد يدفعنا إلى الفوضى. إذن؛ علينا ترْك كل شيء كى يأتى تلقائيًّا من دواخلنا. 
 
أحيانًا يجب الانتظار طويلًا؛ لأنَّنا لا نستطيع استعجال هذه العملية. نودُّ ذلك، لكن لا نستطيع. فالتأمُّل يأخذ وقتَه، وقد تمضى أيام لا يتراءى لنا فيها شيء. هذا فظيع، أليس كذلك؟! خصوصًا فى زمننا هذا المليء بالوعود الآنية، والنتائج المضمونة. يروى لنا حكماء فلسفة الزن قصصًا بهذا الشأن. ومثال على ذلك هذه القصة التى يسأل فيها تلميذ مُعلِّمه: «سيدي، كم من الوقت يلزمنى كى أصِل إلى حالة صفاء الرُّوح؟» بعد فترة صمت، يُجيبه الفيلسوف: «"ثلاثون سنة" يقول التلميذ: "أوه … هذا وقتٌ طويل. ماذا إذا ضاعفتُ جهودي، إذا عملتُ بجهدٍ أكثر، نهارًا وليلًا، إذا لم أفعل شيئًا آخر؟" بقى الحكيم فترة طويلةً صامتًا، وقال فى النهاية: "إذن، خمسون سنة ".
 
نكون حينها قد وصلْنا إلى دواخلنا الحقيقية بالفعل. لقد كانت قريبة جدًّا منَّا، لكننا لم نُجرِّب الذهاب إليها.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مصدر بالزمالك يفند شائعات عقد جون إدوارد: كلام فارغ وبنود خيالية وغير منطقية

واشنطن تضغط وحزب الله يتمهل.. رئيس لبنان يعقد اجتماعات لمناقشة "الورقة الأمريكية" المطروحة.. "السلاح" و"الخطوة مقابل خطوة" أهم البنود.. زيارة خلال أيام لمبعوث ترامب إلى بيروت والداخل اللبنانى يترقب النتائج

اندلاع حريق بالقرب من قصر الشعب فى العاصمة السورية دمشق

بسبب موقفها من الطاقة النووية.. تحذيرات من عزلة عالمية لاسكتلندا

أرواح تحت الأنقاض وجرحى بلا دواء ونازحون دون مأوى.. مجازر إسرائيل تلاحق المجوّعين بغزة.. الاحتلال يواصل تدمير القطاع.. الأمم المتحدة: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة تنقطع.. الأونروا: كل شيء ينفد من المدينة


الطقس شديد الحرارة غدا وشبورة ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 36 درجة

وفاة سائق قطار 43 سنة تعرض لنوبة قلبية بعد توقفه بمحطة التحرير بالبحيرة

وسام أبو على لصفقة الزمالك المنتظرة من المطار: أراك قريباً

موجة شراء إسرائيلية لعقارات قبرص تثير القلق.. والأحزاب تحذر: قد نفقد بلادنا

غدا.. فتح باب الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ حتى الخميس 10 يوليو


شيكابالا أحدث الراحلين.. غرفة ملابس الزمالك تودع 4 نجوم قبل الموسم الجديد

إخلاء سبيل المتهمة فى دهس 4 أسر بالتجمع بعد إتمام التصالح

غدا.. المحكمة الدستورية تفصل فى دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم

ياسر إبراهيم يقترب من إنهاء برنامج التأهيل قبل السفر مع الأهلى لتونس

رابطة الأندية تُحدد موعد قرعة الدورى المصرى الجديد

بعد 34 يوماً من الرحيل عن الأهلى.. غموض مصير على معلول

بالتصفيق.. استقبال مؤثر لجثمانى جوتا وشقيقه فى البرتغال.. صور

جنوب سيناء جنة البحر والصحراء.. رأس سدر والطور واحات هادئة لعشاق الاسترخاء.. شرم الشيخ ورأس محمد وجهتان عالميتان للغوص.. ودهب ونويبع وطابا لآلئ خليج العقبة.. ووادى فيران واحة خضراء بين الجبال.. صور

رابطة الأندية تجرى تعديلات جديدة على مرحلة التتويج بالدورى فى الموسم الجديد

طقس اليوم الجمعة 4-7-2025.. أجواء شديدة الحرارة وشبورة ورطوبة مرتفعة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى