سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 5 يوليو 1977.. عثمان أحمد عثمان يعرض دفع فدية 200 ألف جنيه لـ«التكفير والهجرة» لعدم قتل «الشيخ الذهبى».. ووساطات للجماعة يقودها المحامى «شوكى التونى»

عثمان أحمد عثمان
عثمان أحمد عثمان
كان اللواء حسن باشا مدير جهاز أمن الدولة فى زيارة إلى ألمانيا، وقت وقوع الجريمة الإرهابية باختطاف «جماعة المسلمين» أو «التكفير والهجرة» بقيادة شكرى مصطفى للشيخ محمد حسين الذهبى وزير الأوقاف السابق يوم 3 يوليو 1977، وعاد إلى القاهرة يوم 5 يوليو، مثل هذا اليوم، 1977 وفقا لما يذكره اللواء فؤاد علام فى مذكراته «الإخوان وأنا»، وكانت القضية هى الشغل الشاغل للرأى العام فى مصر منذ وقوعها.. «راجع، ذات يوم 3 و4 يوليو 2020». 
 
كان «علام» وقتئذ مسؤولا عن النشاط العربى فى «أمن الدولة»، ويتذكر أنه فور عودة أبوباشا، أمر وهو فى المطار بتشكيل مجموعة عمل من 20 ضابطا، وأسند إليه مهمة رئاسة هذه المجموعة، وحدد للضباط تكليفا بسرعة الوصول إلى مكان الذهبى وكشف غموض الحادث، ويذكر «علام» أنه من بين مهام العمل التى تم تقسيمها بين مجموعة الضباط أنه استدعى طلال الأنصارى الذى كان محبوسا فى سجن طرة، لتنفيذ حكم صدر ضده فى قضية الفنية العسكرية، ولأنه كان من قيادات «التكفير والهجرة» فى فترة سابقة، ويعلم الكثير عن أعضائها ومقار أوكارهم.. يؤكد علام: «أدلى لنا بمعلومات هامة فى هذا المجال».
فى نفس الوقت الذى كان «علام» وضباطه ينفذ خطته، كانت هناك جهود وساطة يقودها المحامى «شوكت التونى»، وحسب كتاب «جماعة المسلمين» لمحمد سرور زين العابدين، فإن «التونى» قال أمام المحكمة العسكرية العليا التى حاكمت المتهمين فى القضية: «إننى اطلعت على مبادئ الجماعة منذ ارتبطت بالدفاع عن أعضائها، ولاحظت أنها متشددة فى الدين، وفى مساء خطف الشيخ الذهبى، اتصل بى اللواء نبوى إسماعيل (نائب وزير الداخلية) وقابلته، وشرح لى ظروف الحادث، وطلب منى التوسط لدى الجماعة، وكان فى منتهى الجدية لإنقاذ الذهبى، وأكدت له أنه لن يمس بسوء، وأصدرت بيانا نشرته الصحافة والإذاعة والتليفزيون، ثم سافرت إلى أمريكا، وفوجئت بنبأ مقتله، وسألنى أساتذة الجامعة هناك عن إباحة الإسلام للقتل، وكنت أشرح لهم سماحة الإسلام».. يذكر «زين العابدين» أن المهندس عثمان أحمد عثمان شهد أمام المحكمة العسكرية، وقال إنه عرض على السلطة دفع المائتى ألف جنيه التى طلبتها «الجماعة» فى بيانها، مقابل الإفراج عن الذهبى، ورفض نبوى إسماعيل بإصرار لأن الإذعان لمطلب المجرمين سيؤدى إلى سقوط هيبة الدولة.
 
اللافت فى مجريات هذه القضية هو قول البعض بأن هذه الجماعة «التكفير والهجرة» كانت الدولة تعرفها منذ سنوات.. يذكر «زين العابدين» هذا الرأى مستشهدا بما يذكره الصحفى نشأت التغلبى فى استطلاع نشرته مجلة «الحوادث اللبنانية»، 29 يوليو 1977، وكان هو أول صحفى يصل إلى فيلا الذهبى بعد اختطافه، حيث اتصلت به أسماء ابنة «الذهبى»، ووصل فى الساعة الرابعة وأربعين دقيقة، أى بعد الاختطاف بأكثر من ساعتين، ويسجل فى استطلاعه: «الدولة تعرف هذه الجماعة منذ بضع سنين، ومع ذلك تركت لهم الحبل على غاربه، يعتدون ويضربون ويثيرون الرعب فى كل مكان لهم فيه موطئ قدم، ولم تتخذ موقفا حاسما إلا بعد قتل الذهبى».
 
ويعد هذا الرأى أحد الدلائل التى تؤيد الرأى بأن السلطة فى سبعينيات القرن الماضى كانت تفتح المجال واسعا أمام هذه التيارات الإرهابية لممارسة نشاطها، منذ أن أفرج السادات عن قيادة جماعة الإخوان من السجون، فى بدايات السبعينيات، وتحت غطائها ولدت وترعرعت الجماعات الإرهابية الأخرى.
 
يوضح مختار نوح فى «موسوعة العنف فى الحركات الإسلامية المسلحة»: «كان شكرى مصطفى» مواليد 1942، قرية أبوخرص، أسيوط، طالبا فى كلية الزراعة جامعة أسيوط، وعضوا بجماعة الإخوان عندما اعتقل عام 1965 (تنظيم سيد قطب)، وكان فى السنة الثالثة منقولا للسنة الرابعة بالكلية المذكورة، وظل فى الاعتقال حتى 1971، حيث أفرج عنه وأكمل دراسته الجامعية وبدأ فى تكوين جماعته».
 
يذكر الكاتب والباحث ماهر فرغلى فى كتابه «أمراء الدم» أن الشيخ خالد الزعفرانى الذى كان ثالث ثلاثة انضموا لجماعة شكرى، قال له، كان شكرى إذا رأى رؤيا أو حلما سرعان ما يتحقق، فأغواه ذلك أن يتصور أنه منصور من قبل الله، وأوصلته نفسه إلى أنه «مهدى هذه الأمة»، وأعطى أوامره بخطف الذهبى، ثم قتله على يد ضابط شرطة مفصول وعضو فى الجماعة، وتم العثور على جثته يوم 7 يوليو 1977.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أساتذة القومى للبحوث يضعون روشتة متكاملة للقضاء على توتر الامتحانات.. النوم 8 ساعات وشرب 4-6 لتر مياه يوميا واستراحة 10 دقائق بعد كل ساعة مذاكرة.. القيلولة تزيد من الانتباه والسلمون والبيض والمكسرات تحسن المزاج

الأهلي يزيد أوجاع الخلود في الدوري السعودي برباعية مثيرة.. فيديو

لحظات فارقة أبقت على حظوظ الأهلي في التتويج الدوري.. إنقاذ ياسر وهدف رضا

يبدأ من 5 جنيهات.. تعرف على أسعار تذكرة ركوب الأتوبيس الترددى

كل ما تريد معرفته عن سعر أول سيارة كهربائية في مصر وموعد تصنيعها


الأهلي يهزم البنك في الوقت القاتل بقاضية وسام أبو علي ويقترب من حسم الدرع الـ45.. الأحمر يصل للنقطة 55 بالصدارة .. النحاس يحقق الفوز الخامس تواليا مع أبناء التتش.. وإمام عاشور رجل المباراة ويعتلي صدارة الهدافين

إمام عاشور رجل مباراة الأهلى والبنك الأهلى فى الدورى

سيراميكا يضرب المصرى البورسعيدى برباعية نظيفة فى دورى NILE

بيراميدز يهزم بتروجت بثنائية مروان حمدى ويزاحم الأهلى على قمة الدورى

وزير خارجية العراق: القضية الفلسطينية تصدرت جدول أعمال القمة كقضية مركزية


75 دقيقة.. الأهلى يبحث عن هدف التقدم أمام البنك الأهلى.. والنتيجة 1 / 1.. صور

غدا آخر فرصة للتقديم على 1072 وظيفة فى الإمارات برواتب تصل إلى 4000 درهم

متحدث الوزراء: تشغيل المرحلة الثانية من الأتوبيس الترددى مع افتتاح المتحف المصرى

بين الإطارات وسخونة المحرك.. 15 نصيحة لسلامتك وأمان سيارتك فى الأجواء الحارة

تأجيل محاكمة 3 متهمين بقضية "جبهة النصرة الثانية" لجلسة 14 يونيو للمرافعة

إسرائيل تطلق عملية "عربات جدعون" العسكرية لاحتلال غزة وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.. الغارات تجبر آلاف المواطنين على النزوح.. وجيش الاحتلال يسقط منشورات قرآنية لتخويف سكان القطاع ويهدد: "قادمون إليكم"

جدل حول دور منظمة مدعومة من إسرائيل فى توزيع المساعدات فى غزة.. تفاصيل

الرئيس السيسى: مصر كثفت جهودها السياسية لوقف نزيف الدم الفلسطينى

كريستال بالاس ضد مان سيتي.. مرموش يكشف كواليس تأقلمه السريع مع السيتزينز

رئيس الوزراء يقطع خط سير جولته لتفقد موقف السلام النموذجي الجديد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى