222 عاما على الحملة الفرنسية.. فرنسا فكرت فى احتلال مصر قبل 100سنة من حملة نابليون.. بونابرت اعتقد أن التاريخ سيخلده مثل الإسكندر الأكبر.. الجنرال أراد أن يعلم المصريين مبادئ الثورة ثم أحرق القرى وأشعل الفتنة

مر نحو 222 عاما على مجىء الحملة الفرنسية إلى مصر فى سنة 1798 بقيادة المغامر الشهير نابليون بونابرت، ورغم مرور هذه السنوات لا يزال البعض غير قادر على الحكم على هذه الحملة، هل أفادت مصر أم أنها كانت مجرد حلقة استعمارية فى تاريخها، ومن الكتب المهمة التى تعرضت للحملة كتاب "الصليبية والجهاد.. حرب الألف سنة بين العالم الإسلامى وعالم الشمال" تأليف وليام بوليك، ترجمة وتحقيق عامر شيخونى وعماد يحيى الفرجي، صدرت ترجمته عن الدار العربية للعلوم ناشرون.

فرنسا فكرت فى احتلال مصر بحثا عن القمح
يقول الكتاب، إنه منذ بدايات القرن الثامن عشر، أدرك مستشارو الملك لويس الرابع عشر أهميةَ مصر للمملكة الفرنسية، وعرفوا أنها كانت مصدراً رئيسياً للقمح أيام الإمبراطورية الرومانية، وكانت فرنسا بحاجةٍ شديدة إليه، وتصوروا أن مصر يمكِن أن تُصبحَ مزرعةَ فرنسا.فكروا أنهم إذا أعادوا تأسيس الطريق البَرى وسَيطَروا على جامِعى الضرائب وعلى سرقات المسئولين، فربما حَصَدوا ثمار جهودهم، لم تُطَبَّقْ هذه الاستراتيجية آنذاك، إلا أنّ فكرَتَها ظَلت قائمة.

نابليون يحلم بالخلود مثل الإسكندر الأكبر ويوليوس قيصر
التَقَط نابليون هذه الفكرة بعد الثورة الفرنسية، وكان فى غزو الهند المزيج المناسِب من الرومانسية والاستراتيجية الذى يُناسِب شخصيته، ومهما كانت الأحوال فقد ألهبت مصر خياله، تناسب الاثنان معا، فقد كانت مصر المحطة الضرورية على الطريق إلى الهند، وكان فيها البعد الأسطورى لأن قهرها سيضعه فى مصاف العظماء مثل الاسكندر الكبير وبومبى ويوليوس قيصر ومارك أنتونى، كانت كليوباترا ملكة الرومانسية، والمَسلات المصرية تَظهَر فى كل مكان فى أوروبا، وغُرَف الرَّسم فى قصور الأغنياء تَملؤها نسخ من الآثار المصرية، وفى أحلام اليقظة على الأقل كانت مصر المَوقِع الذى ولِد فيه العالم الكلاسيكى، استَولى هذا الحلم على نابليون لدرجة أنه أبحَر عبر البحر الأبيض المتوسط بينما كان يسامِره ويُعَلمه 150 عالماً من أفضَل وأذكَى الباحثين الفرنسيين، وفى الأول من يوليو 1798 وضع على بر مصر حوالى ثمانية وثلاثين ألف جندى من أسطول ضم 280 سفينة قُرب ساحل الإسكندرية، المدينة العظيمة تاريخياً، والمُتَهالِكة فى حالَتِها العامة آنذاك.الفرنسيون يصلون الإسكندرية ونابليون يخطب بـ بمبادئ الثورة
ربما دُهِش نابليون والباحثون الذين جَلَبَهم معه لدراسة مصر القديمة من منظر وحالَة مصر الواقعية، بين أطلالِ الماضى التى طَمَرتْها الرمال، بَدَا المصريون فى زمانه أحفاداً فقراءَ لماضيهم العريق، لا بد وأنه قارَنَهم بمَن كان يشبه حالتَهم مِنَ المزارعين المَسحوقين فى فرنسا قَبلَ الثورة، ولذلك كان من بَواكير أعمالِه محاوَلَته بَعثَ وتَنشيطَ المصريين مثلما بَعَثَت الثورةُ الفرنسيين.

3 طرق لـ نابليون للسيطرة على مصر
اتبع نابليون خلال فترةِ بقائه القصيرة فى مصر ثلاثة أساليب: كان الأول إزالةَ الادعاءات العسكرية، وفى معركة استَمرت ساعة قُربَ الأهرامات فى 21 يوليو دَمرت مدفعيتُه سلاح الفرسان المملوكى بأزيائه التقليدية المزركَشَة، ولم يتمكن الناجون من تلك المعركة من توجيه أى تَهديد حقيقى للجيش الفرنسى، كما لم يتمكن السلطان العثمانى الذى كانت تَتبَع له باشويةُ مصر من فِعلِ أى شيء.
نابليون يشعل الفتنة فى مصر
حاوَل نابليون أيضا أن يُقَسِّم مُعارضيه ويُفرِّقهم مثلما يَفعَل المستعمرون عادة، فكان يَعمَل مراراً ضدَّ المماليك، بينما يُعلِن تأييدَه للشعب المصرى، قال إن جَشَع المماليك هو سبب تَخريب مصر التى كانت ذات يوم أرضَ "المُدن العظيمة والقنوات العَريضة والتجارة النامية"، استَغَل ضَعفَ المجتمع المصرى بشكل لطيف وماهر باستِغلاله الفِرقَةَ بين المسلمين والأقباط، ومثلَما فَعَلَ مَن سَبقوه، فقد شَجَّعَ نفوذَ وفَخرَ الأقباط واستَخدَمهم فى جَمعِ الضرائب.Trending Plus