مصر تؤدب أردوغان في ليبيا

خالد شلبى
خالد شلبى
خالد شلبى

ربما تكون التحركات المصرية سياسيا ودبلوماسيا في الملفات الخارجية المختلفة خلال السنوات الماضية ، هي الأقوى والأكثر تأثيرا وتماشيا مع مصلحة مصر وشعبها ومستقبلها في التاريخ المصرى الحديث، لا أحد يستطيع إنكار أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى نجحت في تقديم نموذج رائع لتحركاتها في الملف الدولى والقضايا الإقليميى المختلفة ، تحركات تستند في المقام الأول لمصلحة مصر وتستعيد للقاهرة دورها المفقود في سنوات الإرتباك ، وفى نفس الوقت تحافظ على حدودها وإستقرارها وأمنها القومى دون المساس أو التقاطع مع مصالح الدول الأخرى أو التدخل في شئونها، بإختصار كانت ومازالت حربا شرسة تخوضها مصر بشرف في زمن عز فيه الشرف كما قال الرئيس السيسى من قبل.

فيما يخص الملف السورى قدمت مصر رؤيتها القائمة على الحفاظ على وحدة الأراضى السورية وحماية شعبها من الرصاص والدم ، ولم تنحاز لأحد ولم تتلاعب بمقدرات الوطن أو الشعب السورى لتحقيق مصالح خاصة مثلما فعلت دول عديدة مثل تركيا وقطر مثلا ، ومرت الشهور والمواقف وأثبتت الوقائع أن الرؤية المصرية وتحركات القيادة المصرية في هذا الملف هي الأصح .

نفس الوضع تكرر في الملف اليمنى ، والعراقى ، واللبنانى ، كانت مصر كعادتها تمارس دورها الكبير وتتحرك دبلوماسيا بشكل يليق بتاريخها العريق ودورها الريادى المعروف في المنطقة ، بهدف أساسى هو الحفاظ على إستقرار هذه المنطقة والتصدى لمخططات نشر الفوضى التي يقوم بها لاعبون لصالح كيانات أكبر .

لذا لما يكن مستغربا أن يخوض التحالف التركى القطرى ، حربا بهذه الشراسة ضد مصر مستخدمين فيها كل الوسائل غير المشروعة ، من تشويه وتشكيك وتمويل لإرهاب وتحريض ضد السلطة ، وتهديد للامن القومى مرة بدعم الإرهاب في سيناء ومرة أخرى بدعم الملشيات المسلحة في ليبيا ومحاولة السيطرة على الأرض الليبية بهدف سرقة ثروات الشعب الليبى وتهديد مصر في المقام الأول .

مرة أخرى أثبتت القيادة المصرية في هدوء وصمت يليق بالكبار ، أن القاهرة إذا صوبت أصابت، وإن إستهدفت حققت هدفها ، دون شعارات أو عنتريات ، فتلك أمور لا تليق أبدا بالدول الكبرى ، لذا كانت تصريحات الرئيس السيسى الخاصة بخط سرت الجفرة وحماية ليبيا من المطامع التركية ، في محلها تماما وتوقيتها النموذجى الذى أربك حسابات الخطط التركية وادواتها في الداخل الليبى ودفع كل الدول الكبرى لإعلان تأييد إعلان القاهرة والتضامن مع مصر في رؤيتها للمشهد الليبى وكأن العالم يعترف بأن القاهرة هي صاحب مفتاح الحل الذى يعتمد على مصلحة المنطقة وليس الأطماع الشخصية كما في حالة تحركات أردوغان .

وكانت تلك هي الصفعة الأقوى على خد الرئيس التركى الذى ظل يروج لسنوات بأنه صاحب دعم دولى ، ثم تمت تعريته أمام الجميع في الملف الليبيى بعد شهور من سقوطه وتعريته وفضح ممارساته في الأراضى السورية .

الرئيس التركى الذى يروج له أراجوزات الإخوان بكلمات الخلافة والقوة، يفعل ذلك وما هو أكثر بحثا عن مجد شخصى وأوهام لقب الخليفة، ليس فى ذلك أدنى مبالغة إن كنا أمام شخص أنفق ملايين من أجل صورة شهيرة يقف فيها وسط كومبارسات يرتدون أزياء عسكرية من عصور مختلفة للدولة العثمانية طمعا فى ايهام نفسه انه الخليفة حقا.

كيدا فى مصر والمصريين يخرج الإخوان لرسم هالة من القداسة حول أردوغان رجل الديمقراطية، وتركيا التى ينعم فيها الناس بالحرية ولا تعرف معنى القمع، كما هو الحال فى البلدان العربية، وقبل أن يكمل الإخوان كذبتهم حول الرئيس التركى الديمقراطى يفاجئهم أردوغان بما يكشف كذبتهم، وهو يصدر قرارات بإغلاق الصحف المعارضة واعتقال الصحفيين بشكل موسع، دفع كل المؤسسات الدولية لتصنيف تركيا كواحدة من أكثر البلاد قمعا لحرية الصحافة، ثم يفاجئهم بقرارات التضييق وإغلاق منصات السوشيال ميديا، ثم يصدمهم بتلاعبه فى نتائج الانتخابات الأخيرة والتلاعب من أجل إعادة الانتخابات مجددا للاحتفاظ بإسطنبول فى قبضة حزبه، ليجد الإخوان أنفسهم عرايا فى ساحة نفاق السلطان العثمانى.

 

يظهر الهاربون فى تركيا من رجال الإخوان مثل معتز مطر ومحمد ناصر وغيرهما للحديث عن أردوغان السلطان الزاهد الذى أسس دولة قوية واقتصادا لا ينهار، ويؤلفون القصص عن السلطان العثمانى الذى يمنح البنك الدولى قروضا، ثم فجأة يفضحهم أردوغان ويطل على العالم بوجه الديكتاتور المتمسك بالسلطة، وهو يعدل الدستور للسيطرة والبقاء الدائم، ثم يفضح أكذوبتهم أكثر وهو يقف عاجزا عن إنقاذ اقتصاده المنهار وليرته التى خسف بها الدولار الأرض، فيلجأ للأمير القطرى شريكه فى الإرهاب لإنقاذه، ويتعرى الإخوان أكثر وأكثر وهم يصفون الدعم القطرى لتركيا بأنه دعم واجب لإنقاذ دولة مسلمة، بعد أن صدعوا وعيّروا المصريين بأن الدعم الخليجى للقاهرة ما هو إلا «شحاتة وعجز».

حتى صورة القوة المزيفة التى حاول دراويش أردوغان تصديرها للسلطان العثمانى فضحها أردوغان بتعنته ورعونته وفشله ثلاث مرات، الأولى بخضوع واضح أمام بوتين، والثانية فى أزمة القس الأمريكى برانسون الذى تحول إلى سبب مارس من خلاله دونالد ترامب حملة تأديب مهينة لأردوغان ودولته، وفتح السلطان العثمانى صدره كما عادة أهله من الإخوان دوما، وكسب «الشو» وخسر المعركة كالعادة.، والثالثة مايتعرض له من هزائم وخسائر وتأديب في الملف الليبي

 

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الفلسطيني محمد بلح: فقدت كل ما أملكه في غزة وزوجتي وابني محتجزين في غزة.. فيديو

17 يوما تفصل المتهم فى قضية الطفل ياسين عن فرصة النجاة من المؤبد

غرة ذى الحجة وأول أيام عيد الأضحى.. جمعية الإمارات للفلك تكشف

عمرو الليثى يطمئن محبيه بعد خروجه من الرعاية المركزة وإجراء جراحة

" منطقة غرب طهطا" بوابة جديدة للصناعة والتنمية فى صعيد مصر.. مشروعات البنية التحتية بلغت 1.766 مليار جنيه.. مساحة المنطقة الصناعية تصل 912 فدانًا ومقسمة على 4 مراحل.. والمشروع يعزز فرص جذب الاستثمار "صور"


رابطة الأندية ردا على المحكمة الرياضية: اللائحة معتمدة من الـ18 ناديا

رئيس قسم الزلازل يكشف سبب هزات كريت الأخيرة وحقيقة حدوث تسونامى

ترتيب الدورى الإيطالى قبل انطلاق جولة الحسم

زى النهارده.. إنبى يهدى الدورى للزمالك بهدف سيد عبد النعيم فى الأهلى

يارا تامر زوجة مسلم بعد جدل انفصالهما: ربنا يبعد عننا العين والناس الحقودة


مصرع 4 عناصر جنائية شديدة الخطورة فى تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة

"حج مبرور وذنب مغفور".. لوحات فنية تزيّن بيوت الحجاج فى الأقصر (صور)

16 يوليو .. "الاسئناف" تحدد مصير رجل الأعمال المتهم بالنصب على "أفشة"

تصحيح فورى ودقيق لامتحانات النقل.. و"التعليم" تشدد على الالتزام بالنماذج

تعرف على تعديل تقسيم المرشحين للدوائر الانتخابية بنظامى الفردى والقائمة

معارض يتهم الرئيس الكينى بمحاولة اغتياله.. جاتشاجوا: إذا حدث لى أى مكروه يجب محاسبة وليام روتو.. وزير الداخلية: سنعتقلك بتهمة التحريض على العنف.. خبراء: حيلة لكسب التعاطف.. والمفتش العام للشرطة: نلتزم الحيادية

ضبط وافدين على أبواب مكة بدون تصريح حج وإعلان عقوبات مغلظة

موعد مباراة بيراميدز وصن داونز فى ذهاب نهائى دورى أبطال أفريقيا

بيراميدز بين إنجازين "التأهل لنهائي أفريقيا وحصد اللقب التاريخي من صنداونز"

هزة أرضية جديدة تضرب جزيرة كريت اليونانية (بؤرة الزلازل)

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى