معضلة الدوائر الفردية فى انتخابات مجلس الشيوخ

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم : محمد أحمد طنطاوى

بعد قراءة سريعة لقانون مجلس الشيوخ، الذى صدر منذ عدة أيام، خاصة ما يتعلق بالدوائر الانتخابية الفردية، وعدد المقاعد المخصصة لكل محافظة، وقد توقفت عند محافظة القاهرة "العاصمة"، التى تمثل الدائرة الانتخابية الأولى فى الجمهورية، وبها 10 مقاعد فردية، يتنافس المرشحون عليها فى كل أحياء ومراكز ومدن القاهرة، وليس منطقة بعينها كما كان الحال فى السابق، كأن يكون هناك مرشحا لمنطقة الجمالية أو مدينة نصر أو الأميرية وهكذا، ويختاره الناخبون من أبناء تلك الدوائر.

المشكلة الكبيرة فى داوئر الشيوخ الفردية المتسعة لا تتعلق فقط بصعوبة الدعاية الانتخابية والتحرك فى نطاق ملايين الناخبين، فالأمر له جانب آخر أظن لم يتم التنبه إليه ودارسته جيدا، وهو الصعوبة الإجرائية التى تصل إلى حد "الاستحالة" فى إجراء العملية الانتخابية، فلو افترضنا أن القاهرة التى تشمل دائرة واحدة، تضم 10 مقاعد فردية، تقدم للترشح بها ألف شخص، وهذا رقما ليس مستبعدا في محافظة يصل عدد سكانها إلى 10 ملايين مواطن، فكيف ستكون الرموز الانتخابية لكل هؤلاء، وكيف نتمكن من وضع أسمائهم فى أوراق الاقتراع، إلا إذا كانت عبر  مجلدات وكشوف تشمل مئات الأسماء، التى غالبا ستصيب الناخب بحالة من "التوهان"، ليبحث عن 10 مرشحين قد يعرف بعضهم ويجهل أغلبهم، وسط مئات الأسماء، وكأنه يبحث عن "إبرة وسط كومة من القش".

السؤال العاجل الذى أبحث عن إجابته مع رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات وكل من فى هذه الهيئة الموقرة، ومن أخرجوا لنا قانون مجلس الشيوخ، هل تم الاستعداد إجرائيا للدوائر الفردية والأعداد الكبيرة التى ستكون فى هذه الداوئر وملايين الأوراق التى ستتم طباعتها، ومئات الرموز الانتخابية التى ستشمل كل أنواع الفاكهة والطيور والحيوانات، وستجد رموزا لها العجب من عينة " الدبور" و " الحلة " و"الكمامة" و"ابريق الشاي" و"الشباك" و"البلكونة" و"الشاحن"، حتى يمكن تجميع 1000 رمز انتخابى على الأقل، وهذا معجزة بكل المقاييس ستكون لها تبعات عظيمة خلال عمليات الفرز والمراجعة، وستكون أصعب عملية فرز فى التاريخ.

السؤال الثانى للهيئة الوطنية للانتخابات، حول كيفية ترتيب الأسماء فى الدوائر الفردية، مع هذا الاتساع الشديد لها، هل سيكون بأسبقية التقدم للأوراق وسرعة إنهاء الإجراءات ؟، أن هناك معايير أخرى، كأن يتم ترتيب أسماء المرشحين بصورة أبجدية، فالأمر سيترتب عليه نتائج كبيرة، فى ظل وجود نسبة أمية تتجاوز 26%، بمعنى أن من بين كل مليون ناخب هناك 260 ألف لا يجيدون القراءة والكتابة، وبالطبع ستكون اختياراتهم لأول 10 أسماء، فى دائرة مثل القاهرة، لذلك سيكون للترتيب فى أول الكشف أهمية كبيرة، لذلك يجب أن تكون معايير الترتيب واضحة وصريحة ولها إجابات واضحة.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

الكمامة خطر على أطفالكم فاحذروها

الكمامة خطر على أطفالكم فاحذروها الثلاثاء، 30 يونيو 2020 11:50 ص

أدوية كورونا.. لم ينجح أحد!

أدوية كورونا.. لم ينجح أحد! الأربعاء، 24 يونيو 2020 01:35 م

كمامة يا وزير التموين

كمامة يا وزير التموين الثلاثاء، 23 يونيو 2020 11:54 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

"إنت الوحيد".. أغنية من كلمات وألحان تامر حسني في ألبومه بتوقيع شريف مكاوي

محمد صلاح يتفوق على يامال وفينيسيوس في سباق أفضل أجنحة العالم

الرئيس البرازيلى يدين إعلان ترامب فرض رسوم جمركية إضافية ضد دول "بريكس"

بالأرقام.. حصاد ماريسكا مع تشيلسى بعد التأهل لنهائى كأس العالم للأندية

بعد ملاحقة إبراهيم سعيد للحجز على ممتلكاته.. اعرف المستندات اللازمة للدعوى؟


احجز مقعدك الآن.. جدول قطارات القاهرة - الإسكندرية اليوم الأربعاء 9-7-2025

موعد نهائى كأس العالم للأندية 2025 بعد تأهل تشيلسى على حساب فلوميننسى

لو ناوى تنزل الصعيد.. اعرف مواعيد القطارات اليوم الأربعاء 9-7-2025

تفاصيل اتفاق الزمالك مع شيكو بانزا لاعب امادورا البرتغالى

للأزواج.. إجراء بمحكمة الأسرة لو زوجتك طالبتك بنفقات غير مستحقة


المسارات البديلة بعد غلق الطريق الإقليمى لتنفيذ أعمال إصلاحات لمدة 7 أيام

رجلان غيرا نظرة توم هانكس للحياة.. اعرف القصة بمناسبة عيد ميلاده

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

الحرارة تصل 42 درجة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

تمركز 5 سيارات وخزان مياه لإستكمال عمليات تبريد حريق سنترال رمسيس

بطل من الحماية المدنية.. مدير إدارة عمليات يصعد على السلم ليساعد في إخماد حريق سنترال رمسيس

القومي للاتصالات: خدمات كثيرة رجعت وتعمل بكفاءة وسنترال رمسيس ليس الوحيد المعتمد عليه

مصر تفوز على تونس وتتوج بالبطولة العربية للسيدات لكرة السلة

المصرية للاتصالات: لا نتنصل من مسؤولية حريق سنترال رمسيس والخطط عجلت عودة الخدمة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى