اقرأ مع طه حسين.. "دعاء الكروان" إبداع العميد فى فن الرواية

دعاء الكروان
دعاء الكروان
كتب أحمد إبراهيم الشريف
نواصل مع المفكر العربى الكبير الدكتور طه حسين (1889- 1973) قراءة مشروعه الفكرى المهم الذى كان حلقة مهمة فى القرن العشرين لا يزال صداها مستمرا حتى الآن واليوم نتوقف مع روايته الشهيرة "دعاء الكروان"، وتعد رواية "دعاء الكروان" التى صدرت فى عام 1934، واحدة من أبدع الروايات فى تاريخ الأدب العربى، وقد حققت نجاحا كبيرا على مستوى القراءة، وعلى مستوى الصورة، وبذلك بعد تحويلها إلى فيلم شهير من إخراج بركات 1959 بطولة الفنانة فاتن حمامة وأحمد مظهر.
 
تطرح رواية دعاء الكروان فى جرأة قضية الظلم الواقع على المرأة العربية والريفية خاصة، فى ظل مجتمع لا يرى فى المرأة سوى أنها عورة لا بد من حجبها عن العالم، فالمرأة هنا هى (زهرة ) الأم المتفانية فى تربية بناتها اللاتى تخلى عنهن والدهن سعيا وراء ملذاته الجنسية – وقد ذكرت هذه المعلومة بشكل موارب بعض الشيء - ورغم أنها أم لا تنشد أكثر من العيش بسلام ضمن مجتمع تعرفه إلا أن حياتها انقلبت رأساً على عقب، بسبب حادثة قتل الزوج نتيجة فساده الأخلاقى على يد طالبى الثأر لشرفهم، فطردت الزوجة وبناتها من المكان الذى لا يعرفن سواه، بسبب العار الذى لحق بالعائلة كلها بعد فضيحة قتل الزانى كما لقبته القرية. 
 
أما الشخصية النسائية الثانية فهى (هنادي) الابنة البكر وهى فتاة قتلتها سذاجتها بعد أن غرر بها شاب مدنى ومتعلم أوهمها - أو أنها من أوهمت نفسها- بمصداقية مشاعره تجاهها... وقد شكلت شخصيتها وما ارتبط بها من أحداث، فرعا مهما من فروع الرواية التى تصب جميعها فى مجرى المرأة المضطهدة، التى وإن ساهمت بجهلها فى ذلك الاضطهاد شكلياً إلا أنها وقعت فى بؤرة القمع منذ ولادتها القسرية ضمن ذلك المجتمع الذى يراها جانياً لا مجنى عليه. رغم أن حدث قتل هنادى يعد من أهم أحداث الرواية، خاصة فيما يتعلق بفاعليته وأثره على الشخوص الأخرى والأحداث التى توالت بعد ذلك.
 
 إلا أن (طه حسين) ولمنطقيته فى التعامل مع حكاية لم يرد لها الانتهاء بجريمة قتل فقد اتخذ شخصية أخرى (آمنة) لتكون بطلة لروايته، تقود المركب بكيفية واحدة ونسق متجانس منذ بداية الرواية إلى نهايتها مع اعتمادها على تغيير وجهة السير أحيانا متكئة ضمنياً على حدث القتل كمفترق طرق يحدد وجهة سير المركب الروائى قبل وبعد.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

الأكثر قراءة

أمن الجيزة يكشف غموض العثور على جثة فتاة في أبو النمرس

ارتفاع عدد المتوفين لـ9 وإصابة 11 آخرين بتصادم سيارتين ميكروباص بـ"الإقليمى"

مانشستر يونايتد يُعلن رسميًا تعاقده مع دييجو ليون

المعاينة: اختلال عجلة القيادة وراء حادث تصادم سيارتين بالطريق الإقليمى

ارتفاع عدد ضحايا حادث تصادم الطريق الإقليمى لـ6 متوفين و14 مصابا


تامر حسني نجم حفلات مهرجان العلمين الجديدة فى 3 دورات متتالية

اختبارات القدرات 2025.. موعد إتاحة موقع التنسيق الإلكترونى للتقدم للاختبارات

الرئيس السيسى يؤكد على أهمية الحفاظ على سيادة ليبيا ووحدة أراضيها

وظائف أمن فى المترو برواتب تصل لـ10 آلاف جنيه.. وزارة العمل تعلن عن فرص عمل

نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. الإعلان خلال أيام بعد انتهاء تجميع الدرجات


اليوم.. الفصل فى عدم دستورية طرد المصريين وغير المصريين بالإيجار القديم

التعليم: تحصيل 50 جنيها مقابل خدمة التعليم التفاعلى و25 جنيها للمنصات

موسم رحيل الأساطير فى ملاعب العالم.. شيكابالا ومعلول ومودريتش الأبرز

ملخص وأهداف مباراة بالميراس ضد تشيلسي فى كأس العالم للأندية 2025

انطلاق ماراثون انتخابات مجلس الشيوخ.. وفتح باب تلقى أوراق المرشحين اليوم

ترامب مرحبًا برد حركة حماس: قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة خلال أيام

تشيلسى يتأهل لنصف نهائى مونديال الأندية بثنائية ضد بالميراس.. فيديو

المحكمة الدستورية تفصل بعد قليل فى دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم

القاتل الصامت.. تغيرات المناخ تعصف بالعالم.. أمطار فى تونس والسعودية.. تحذيرات أممية بعد سقوط ضحايا لموجات الحر الشديد بأوروبا.. و300 فرد إطفاء لمكافحة أكبر حريق غابات بكاليفورنيا.. وإجلاء 50 ألف شخص فى تركيا

فلومينينسي ضد الهلال.. ليوناردو يتصدر هدافى مونديال الأندية 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى