مسابقات ناسا للعامة.. هل هى مبادرات لتشجيع الشباب أم محاولات لحل أزماتها؟.. الهدف منها إيجاد طرق جديدة لشكل وبنية المركبات الفضائية واستكشاف الكواكب.. ووكالة الفضاء الأمريكية تنفق الملايين على الجوائز والتمويل

ناسا

كتبت أميرة شحاتة

الخميس، 13 أغسطس 2020 08:00 م

تلجأ وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" لعقد بعض المسابقات للعامة من أجل إيجاد فكرة جيدة لأحد مشاريعها الفضائية، ولكن هذا الأمر الذى تقم به منذ سنوات، ازداد الفترة الأخيرة عن أي وقت سابق، وأصبح يستهدف خطوات أساسية في برنامج استكشاف ناسا للكواكب، وهو الأمر الذى أثار الأسئلة حول حقيقة حاجة ناسا لمثل هذه المسابقات وإلى أي حد تساعدها في إنجاز مهامها العالقة، فهل الشباب هم من يحتاجون مثل هذه المسابقات والفرص العلمية، أم ناسا هي التي تبحث عن الابداع الذى تفتقره خارج أبوابها وتتيح المجال لهم لاتمام مهامها غير المنتهية؟

ونرصد هنا أبرز المسابقات التي أعلنت عنها ناسا مؤخرا وتوصلت فيها لحلول وماذا قدمت في المقابل لفائزيها.

ناسا تستعين بجهود العامة في استكشاف القمر

أعلن مختبر الدفع النفاث (JPL) التابع لوكالة الفضاء ناسا تحديًا للعامة منذ أبريل، حيث كشف عن الفائزين منذ أيام قليلة، وذلك بعنوان "Honey I Shrunk the NASA Payload"، ودعا التحدي العام الناس لتصميم أدوات يمكن أن تكون ذات يوم حمولات صغيرة للبعثات المستقبلية إلى القمر من أجل حل أزمة كبيرة تواجه الحمولات التي يتم نقلها خاصة مع أخذ خطوات لإقامة مستوطنات في أقرب وقت ممكن.

وفقا لما ذكره موقع "space" الأمريكي، قال صباح بوكس، الخبير التقني في مختبر الدفع النفاث، في بيان: "إن الأفكار التي ولدها المجتمع كانت رائعة"، مضيفا: "يمكن لهذه التصاميم أن تساعد وكالة ناسا في الحفاظ على الوجود البشري على القمر وتمكين العلم الجديد."

ودعا التحدي إلى حمولات لا يزيد حجمها عن حجم قطعة صابون: حمولات لا يزيد حجمها عن 4 بوصات × 4 بوصات × 2 بوصة (10 سم × 10 سم × 5 سم)، ولا يزيد وزنها عن 0.8 رطل أى (0.4 كجم).

كما تم تمويل هذا التحدي من جانب مبادرة ناسا للابتكار على سطح القمر، والتي توجد داخل مديرية مهمة تكنولوجيا الفضاء بالوكالة (STMD) ؛ حيث تمت إدارة التحدي من قبل NASA Tournament Lab ، وهو جزء من برنامج جوائز وتحديات STMD.

كان التصميم الفائز لفئة واحدة في التحدي ، بعنوان "Lunar Resource Potential" ، هو "Puli Lunar Water Snooper" ، الذي صممه فريق Puli Space Technologies ومقره بودابست ، والذي حصل على جائزة قدرها 30،000 دولار، حيث تم تصميم الجهاز لرسم خريطة الهيدروجين على القمر من مركبة صغيرة للمساعدة في البحث عن جليد الماء.

أما في فئة أخرى "Lunar Environment”، فقد حصل التصميم المعروف باسم "Sun Slicer" ، وهو مطياف الأشعة السينية المصغر من Team Sun Slicer ، على جائزة 30.000 دولار أمريكي.

مسابقة بقيمة 180 ألف دولار لحل أزمة الغبار القمرى

لم يكن هذا التحدى الوحيد لمركبات القمر بل بالتزامن مع إعلان أسماء الفائزين في مسابقة استكشاف القمر، كان إطلاق مسابقة أكبر بكثير بقيمة 180 ألف دولار لحل أزمة الغبار القمرى.

وطلبت ناسا من طلاب الجامعات في هذه المرة ابتكار حل لمشكلة الغبار القمرى الذى يلتصق بالأجسام بشدة، ما يمثل تهديدًا لرواد الفضاء إن أرادوا قضاء فترة طويلة على القمر، ويتمثل هذا الحل فى تطوير وسيلة تزيل الغبار القمرى أو تمنع التصاقه بالأسطح.

وتحاول ناسا إيجاد حل لمشكلة الغبار القمرى ضمن برنامجها الذى يسمى أرتميس والذى يتضمن إعادة رواد الفضاء إلى القمر بعد أكثر من 50 عامًا من أول هبوط بشرى على القمر.

وتقدم ناسا جوائز قيمتها 180 ألف دولار للفرق الفائزة التى ستختارها لجنة الحكام، وعلى المشاركين إثبات كفاءة ابتكاراتهم وفعاليتها فى التخلص من الغبار القمرى.

وقال درو هوب، الباحث فى مركز لانجلى للأبحاث التابع لناسا فى هامبتون، الولايات المتحدة الأمريكية فى البيان الصحفى أن التغلب على الغبار القمرى يحتاج إلى حلول مبتكرة، ولذا فإن التعاون مع جيل أرتميس يمثل وسيلةً فعالة للوصول إلى هذه الحلول.

واختبر باحثو ناسا فعلًا حلول عديدة خلال الأعوام الماضية، فمثلًا، طور علماء ناسا خلال العام الماضى تقنية طلاء جديدة تبدد الشحنات الكهربائية الموجودة على المركبة الفضائية وتمنع الغبار من الالتصاق بها، ولكنهم مازالوا يبحثون عن حل وهو ما يؤكد أن المسابقة هو حل لناسا أكثر منه فرصة ذهبية لتشجيع ودعم طلاب الجامعات علميا.

مسابقة لتصميمات مستكشف الزهرة

تستمر المسابقات كلما واجهت ناسا أزمة ما، حيث تلجأ للعامة والشباب بشكل خاص من أجل الحلول تحت عنوان براق مثل "فرصة من ناسا تسمح بـ وتجعلك تحصل على جائزة بقيمة معينة".

ومن بين ذلك أيضا إعلان ناسا عن مسابقة لتصميمات مستكشف الزهرة منذ أشهر، والتي كشفت عن فوز تصميم جديد لمستكشف يمكن استخدامه للمساعدة في استكشاف سطح كوكب الزهرة، لتجنب الصخور والثقوب الكبيرة أثناء استكشاف سطح الكوكب الحار، حيث تتجاوز درجات الحرارة 850 درجة فهرنهايت وضغط الهواء أعلى 92 مرة من على الأرض.

وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، أطلق على المركبة اسم "فينوس فيلرز"، وقد طورها مهندس ومصمم مصري يدعى يوسف غالي، حيث قدم تصميمه كجزء من مسابقة ناسا "استكشاف الجحيم"، التي كانت دعوة مفتوحة لتصميمات مركبة تجريبية جديدة قادرة على النجاة من الظروف "الجهنمية" على سطح كوكب الزهرة.

وفى المقابل سيُمنح غالي 15000 دولار مقابل تصميمه، في حين سيأخذ مهندسو وكالة ناسا تصميمه ويبحثون عن طرق لدمجها في تكرار مستقبلي لتصميماتهم الخاصة لمركبة الزهرة.