تاريخ بيروت ينزف.. الأضرار تحاصر المبانى التراثية بالعاصمة اللبنانية.. الجميزة أقدم الأحياء يفقد معالمه.. وقصور "سرسق" من القرن الـ18 لم تصمد أمام الانفجار.. وقصر بسترس الذى استضاف الخديوى سعيد يعانى من أضرار

 الأضرار تحاصر المبانى التاريخية بالعاصمة اللبنانية
الأضرار تحاصر المبانى التاريخية بالعاصمة اللبنانية
كتبت آمال رسلان
تجاوز انفجار مرفأ بيروت الأسبوع ولازالت عمليات حصر الاضرار الناجمة عنه مستمرة، وعلى الرغم من أن الخسائر المادية تفوق التوقعات وأرقام خبراء الاقتصاد، إلا ان الخسارة التاريخية التى منيت بها العاصمة اللبنانية جراء هذا الانفجار لا تٌقدر بثمن.
 
قصور تراثية وأحياء تاريخية تحولت لأنقاض فى ثوان معدودة، الأمر الذى فجر حالة من الحزن تبادلها اللبنانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعى وعبارات رثاء مدعومة بصور للدمار الذى لحق بالتاريخ اللبنانى، وتساؤلات حائرة: "ماذا سنترك لأجيالنا القادمة؟".
 
WhatsApp Image 2020-08-14 at 3.02.20 PM (2)
 
ورصدت جمعية تراث بيروت الخسائر التاريخية فى أحياء العاصمة ووثقتها بعدد من الصور والفيديوهات، وحكايات تاريخية عن أهم تلك الاحياء ومدى حجم الفاجعة التى حلت بهذا الارث، فحى الاشرفية ومار ميخائيل والجميزة أقدم أحياء بيروت فقدت معالمها التى ميزتها على مدار قرون طويلة.
 
ونشرت الجمعية صورا لفيلا ليندا سرسق، قبل يومين من الكارثة وصورا لها بعد الحادث لتكشف حجم الخسائر التى لحقت بهذا المبنى التراثى، وتقع فيلا ليندا سرسق في حيِّ السراسقة المعروف في منطقة الأشرفيَّة، بقلب بيروت، هذا الحيّ الذي ظهر إلى الوجود حوالى العام 1840، و يضمُّ قصورًا وفللًا تراثيَّة قديمة تعود إلى القرن الثامن عشر تملكها عائلة سرسق العريقة. ويضم قصور ل 7 عائلات أرثوذكسية ثرية هي سرسق، تويني، بسترس، طراد، داغر، فرنيني، فياض.
 
 وتبرز فيلَّا ليندا سرسق بطابعها اللبناني القديم، كمعلم سياحي مُميَّز في الشارع الشهير، حيث شٌيدت الفيلَّا سنة 1880، ورُمِّمت سنة 2013، كما أُجريت تعديلات على الواجهة الشماليَّة لتكتسب الفيلَّا شكلها الحالي كنقطة التقاء للنخب والمناسبات التي تُقام فيها. تتألَّف الفيلَّا من طبقتين، وتمتاز بأسلوب العمارة اللبنانيَّة، التي تتشكَّل من ثلاث قناطر خارجيَّة وداخليَّة. هذه التفاصيل التي شاعت في العمارة اللبنانية منذ سنة 1840، وباتت العلامة الفارقة في الهندسة الخارجيَّة والداخليَّة.
 
وفى نفس الحى يتواجد قصر سرسق وهو قصر أثري لبناني بناه نقولا سرسق في عام 1912 و يقع على هضبة حي الاشرفية، والذى تعرض القصر للضرر جراء انفجار المرفأ حيث تهشمت النوافذ والألواح الزجاجية، وتهدمت أجزاء من الجدران، مما أدى لإلحاق أضرار بنحو 20-30 عمل فني بداخله.
 
 و وهب صاحبه القصر بعد وفاته في عام1952 إلى بلدية مدينة بيروت، على أن يتحوّل متحفاً للفنون الحديثة والمعاصرة كما ذكر في وصيّته، ومن شروط هذه الوصيّة أن يكون رئيس بلدية بيروت مشرفاً على المتحف، وأن تدير شؤونه نخبة من الشخصيات البيروتية.
 
WhatsApp Image 2020-08-14 at 3.02.19 PM (3)
 
و بين سنة 1953 و 1960 استخدم القصر لاستضافة ملوك ورؤساء زاروا لبنان رسمياً، وبما ان الراحل نقولا سرسق أراده متحفاً، فقد تحوّل القصر إلى متحف يضم قطعاً من الاثريات والمقتنيات الثمينة التي وجدت في القبو منذ فترة. وفيه مجموعة قطع وأعمال فنية إسلامية.
 
ومن عام 1961 وحتى اليوم ينظّم فيه الكثير من المعارض الفنية والأدبية لأعمال عدد كبير من الفنانين اللبنانيين والعالميين.
كما رصدت جمعية تراث بيروت الأضرار خارج وداخل وزارة الخارجية (قصر بسترس التراثي) في الأشرفية، هو اساساً قصر لآل بسترس، فيعود تاريخه الى عام 1880، وعائلات بسترس قدمت من حلب وتحولت من الأرثوذكسية إلى الكاثوليكية وورد في بعض المصادر أنّ هذه الأسرة يونانية الأصل، كانت قد نُسبت إلى جدها «سليبسترس» ولكن الاسم عاد وخفِّف من قبل العامة إلى كلمة «بسترس». 
 
WhatsApp Image 2020-08-14 at 3.02.19 PM (2)
 
وتروي كتب التاريخ أنّ الخديوي سعيد باشا حاكم مصر حلّ ضيفاً على آل بسترس في قصرهم في صيف العام 1859 وجعل هذه العائلة من وكلائه في لبنان ما ضمن لهم حماية وحصانة. وفي عهد المفوض الفرنسي جورج ترابو عيّن نيقولا بسترس سكرتيراً له وعضواً في مجلسه.
 
كما برز من عائلات بسترس العديد من الشخصيات الإجتماعية والسياسية منها، موسى بن انطون بسترس (توفي عام 1850) وكان عضو ديوان المشورة في عهد ابراهيم باشا، و سليم بن موسى بن انطون بن جرجس بسترس (توفي عام 1881) من الوجوه الثرية وقد قضى عمره في بريطانيا وربطته صداقة بإمبراطور روسيا اسكندر الثالث وعظماء الشرق وأوروبا وهو مؤلف (النزهة الشهيرة في الرحلة السليمية).
 
ومن حى الاشرفية إلى حى مار ميخائيل حيث كنيسة مار ميخائيل التى فرغت من كل شىء بعد الانفجار، وتهدمت جدرانها التي كانت تزينها لوحات زجاجية مزخرفة بصور القديسين مثل مار شربل ورفقا ومار مارو، كما أدى الانفجار إلى تدمير مقبرة مار ميخائيل المارونية الصغيرة. 
 
ويعتبر شارع "مار مخايل" من أهم الشوارع للسهر وتمضية أجمل الأوقات مع الأصدقاء كما التعرف إلى أصدقاء جدد، ويطغى على هذه الأماكن طابع الملاهي التي تكاد تكون محصورة بالمشهد الموسيقي. وفي مشهد موسيقي أكثر هدوءاً وحميمية، تعزف الموسيقى الحيّة في أماكن عدّة تستضيف فرق موسيقية لبنانية و غربية. كما تشكل المطاعم ذات الطابع الغربي نسبة كبيرة من هذه المنطقة المميزة.
 
كذلك منطقة الجميزة من أبرز المناطق المتضررة وهي منطقة سكنية وتجارية، وتاريخيا، هي من أول ضواحي بيروت التي تشكلت حول سور المدينة القديم. وكانت نقطة الوصل في بيروت بين مدن طرابلس وصيدا والداخل السوري الذي يعرف بالشام. ويعتبر شارع الجميزة الذي يمر بالمنطقة من أقدم وأطول شوارع لبنان عند إنشائه.
 
 وفي الحي العديد من الأبنية الأثرية والشواهد على الحقبات التي مرت بها البلاد مثل بقايا بيروت العثمانية والمملوكية والصليبية.
 
يوجد في المنطقة درج أثري قديم يعتبر من معالم بيروت الأثرية. وهي كانت منطقة حرفية تنتج أجران الكبة ومشروب العرق والصابون. وفيها الكثير من المدارس العريقة مثل "السانت فاي" والفرير والثلاث أقمار. وبني فيها أول مسرع عربي هو مسرح مارن النقاش. 
 
 

WhatsApp Image 2020-08-14 at 3.02.19 PM (1)
 

WhatsApp Image 2020-08-14 at 3.02.19 PM
 

WhatsApp Image 2020-08-14 at 3.02.18 PM (2)
 

WhatsApp Image 2020-08-14 at 3.02.18 PM (1)
 

WhatsApp Image 2020-08-14 at 3.02.18 PM
 

WhatsApp Image 2020-08-14 at 3.02.21 PM (1)
 

WhatsApp Image 2020-08-14 at 3.02.21 PM
 

WhatsApp Image 2020-08-14 at 3.02.20 PM (1)
 

WhatsApp Image 2020-08-14 at 3.02.20 PM
 
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

الأهلي يتعهد بالسماح لمصطفى شوبير بالاحتراف الأوروبى.. اعرف التفاصيل

مستقبل محمد صلاح حديث صحف إنجلترا بعد تألقه مع ليفربول ضد برايتون

الطقس اليوم.. أجواء باردة وأمطار وشبورة والصغرى بالقاهرة 13 درجة

6 جواهر تتألق فى كأس عاصمة مصر مع الأهلي والزمالك والمصري


انتخابات مجلس النواب.. بدء الصمت الانتخابي فى 55 دائرة ضمن المرحلة الثانية

المونوريل أول نظام حضرى متكامل فى الشرق الأوسط وأفريقيا.. تفاصيل

مواعيد مباريات اليوم الأحد 14-12-2025 والقنوات الناقلة

ترامب: أبلغت بإطلاق النار ومكتب التحقيقات الفيدرالى فى موقع الحادث والوضع عصيب

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى الجولة الثانية بكأس عاصمة مصر


روبوت يختفى تحت جليد القطب الجنوبى 8 أشهر ويعود بمعلومات تثر الذعر.. ما القصة؟

توروب: هدفى تطوير أداء لاعبى الأهلى.. وهذا موقفى من عودة معلول

إسلام عيسى: على ماهر أفضل من حلمى طولان ولو كان مدربا للمنتخب لتغيرت النتائج

شاهد أول صور من حفل زفاف التونسية دارين حداد فى دبى

أكاديمية الشرطة تعلن نتائج اختبارات المتقدمين للعام الدراسى.. غدا

المتسابق عبد الله عبد الموجود يحصل على أعلى الدرجات ببرنامج دولة التلاوة

باريس سان جيرمان يفوز على ميتز 3-2 في مواجهة مثيرة بالدوري الفرنسي

والدة السباح يوسف: تقرير وصوله المستشفى حيًا مزور واتحاد السباحة لم يعزينا

ابن جليلة محمود يكشف لـ اليوم السابع تطورات حالتها بعد دخولها العناية المركزة

كوناتى مدافع ليفربول يكشف مستقبل محمد صلاح بعد مباراة برايتون

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى