الفاطميون أول من احتفلوا بـ السنة الهجرية.. والاستعداد كان يبدأ من ذى الحجة

الفاطميين
الفاطميين
أ ش أ

 قال الأثرى سامح الزهار المتخصص فى الآثار الإسلامية والقبطية، إن الفاطميين هم أول من احتفلوا ببداية السنة الهجرية، واتخذتها الدولة الفاطمية عيدا رسميا لها، والذى كان يتميز بمظاهر الفخامة والبذخ، فى رسالة تعكس الحالة الاقتصادية للدولة فى ذلك الوقت وتأكيدا لقوتها، لاسيما أن الجانب الاقتصادى هو خير كاشف عن قوة الدول.

وأشار الزهار إلى أن الدولة الفاطمية حكمت مصر لمدة طويلة من الزمن (358 - 567هـ / 969 - 1171م) وتعددت أعيادها ومناسباتها، فلم تترك مناسبة دينية أو مذهبية أو شخصية إلا واحتفلت بها، حيث كانت هذه الاحتفالات من الوسائل الدعائية لها، ولإفهام أعدائها أنها قوية وغنية بمواردها فلا يقوى أحد على التصدى لها.

وأوضح أن المصادر التاريخية التى تحدثت عن الدولة الفاطمية فى مصر لم تحدد تاريخ بداية الاحتفال برأس السنة الهجرية، ويبدو أنه لم يكن يشمل احتفالا موكبيا فى بداية قيام الدولة، وإنما كان احتفالا بسيطا يتقبل فيه الخليفة فى مجلسه التهانى بهذه المناسبة، وهو ما أشار إليه المؤرخ المقريزى عندما ذكر أن الخليفة الحاكم بأمر الله (386 - 411/هـ996 - 1020م) ظهر فى أول العام فهنئوه بالعام ثم أصبحت هذه التهنئة تتكرر فى بداية كل سنة جديدة.

وعرض الزهار مظاهر الاحتفال برأس السنة الهجرية فى مصر فى عهد الفاطميين، حيث أخذ الاحتفال يتطور من شكله البسيط وصولا إلى الاحتفال بمظاهر من الأبهة، من حيث مد الأسمطة وتوزيع الصدقات وكثرة الإنفاق، وخروج موكب الخليفة يرافقه رجال دولته وطوائف الجند التى تتلألأ بأنواع الأسلحة التى تحملها هذه الطوائف لتظهر جمالية الموكب وحمايته وقوة الدولة الفاطمية.

وقال إن الاستعداد لهذه الاحتفالية كان يبدأ فى العشر الأواخر لذى الحجة من كل عام، ثم انقطعت هذه العادة فترة الحرب الأهلية، وكان الخليفة ووزيره يجلسان فى صبيحة اليوم الأول من العام الهجرى الجديد، ويحضر من جرت العادة بحضورهم للتهنئة وتفرق عليهم الدنانير، ويكتب إلى البلاد والأعمال كتب بالبشائر بالسلامة.

وأضاف أن المؤرخ ابن الطوير ذكر بعض المراسم التى كانت تقام فى هذه الاحتفالية والمتعلقة بموكب الخلافة، الذى يعد من أعظم المواكب، وذلك لكثرة الإفراد المشاركين فيه وللجهود المبذولة فى الإعداد له، ولكثرة الأموال المنفقة عليه، لافتا إلى أن البعض يرى أن هذه المواكب هى نتيجة تأثر الفاطميون بالحضارة البيزنطية، حيث كان يتم الاستعداد لها وفق إجراءات منظمة.

ولفت إلى أنه كان يتم كذلك فى تلك الاحتفالية، تجهيز شارات الخلافة، وسماها المؤرخ القلقشندى بـ (شعار الخلافة) للخليفة ووزيره وهى (الخاتم، والبردة، وثياب الخلافة ، وألوان الأعلام) والتى كانت تتميز بالأبهة والبذخ كما وصفها ابن خلدون، وكانت تختلف عن تلك المستخدمة فى المواكب الصغيرة.

وعن استعداد الخليفة لاحتفالات رأس السنة الهجرية، قال الزهار إن أول ما كان يتم تحضيره، بعد أداء الخليفة صلاة الظهر، الملابس الخاصة بهذا العيد، ولها خزانة خاصة تسمى (الخزانة الباطنة) ويكون المسئول عليها امرأة تسمى (زين الخزان) ويكون تحت إمرتها ثلاثون جارية، ويرتدى الخليفة فى هذا اليوم ملابس مكونة من 11 قطعة مطرزة بالذهب وتسمى بـ (الموكبية) ووصفها المقريزى بأنها مكونة من غطاء الرأس (العمامة) وهى تقليد عربى متوارث، إذ أن العرب فى هذا الزمان كانوا يقولون بأن "العمائم تيجان العرب".

وأشار إلى أن الفاطميين بالغوا كثيرا فى العمائم، إذ كانت مصنوعة من قماش مطرز، وكانت تشد بهيئة مستطيلة تعرف بشدة الوقار، وقد أطلقوا على هذه العمامة اسم (التاج الشريف) لكونه يعلو رأس الخليفة، وتوضع فى مقدمتها جوهرة تسمى( اليتيمة)، ويبلغ وزنها سبعة دراهم.

وتابع بالقول إن تلك الجوهرة استبدلت فى عهد الخليفة المستنصر عندما حكم سنة 427 هـ بلؤلؤة كبيرة، وترص حولها جواهر أخرى من الياقوت الأحمر تحيط بها على شكل هلال ويبلغ وزنها 11 مثقالا، ثم تزين العمامة بالزمرد الذبابى بهيئة صفوف متراصة.

وأوضح أن عملية شد العمامة كان لها طقوس خاصة تتمثل بخفقان الأعلام والسكون التام فلا يسمح لأحد بالكلام ولا الاقتراب من الخليفة غير وزيره، ويتولى هذه المهمة موظف خاص تم تعينه لهذه المهمة فقط ويسمى (متولى شد التاج) ويبلغ راتبه شهريا مائة دينار.

وأشار إلى أن الخليفة كان يرتدى ثوبا محلا بالرسوم المذهبة له ذيل، وثوب وسطانى من قماش مزركش مطرز بالحرير ربما يلبس على الثوب السابق، وقميص من قماش مزركش مطرز بالحرير وكمين الأول مطرز بالقصب المذهب والثانى مطرز بالحرير وحزام ويضاف حزام آخر يكون عرضى ومطرز بالذهب يوضع تحت الحزام السابق، وتوضع بيد الخليفة قصبة طولها شبر ونصف، ومللس بالذهب المرصع بالدر والجواهر.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

شوبير أساسيا للمرة الثانية على التوالى.. والشناوي وجراديشار وأفشة على الدكة

الزمالك أمام مهلة لنهاية شهر أغسطس لحسم مصير محمد السيد من العرض السويسرى

عودة أسود الأرض.. العلمين الجديدة وصلاح يزينان بوستر ليفربول بافتتاح بريميرليج

مقاتل على جبهة الأدب.. رحلة صنع الله إبراهيم فى غابة الحياة فلسفة وموقف وغضب هامس.. سر الإسم غير التقليدى للروائى الراحل.. حكاياته بين السياسة والأدب على مدى 6 عقود

تيك توكر جديدة فى قبضة الأمن لنشرها فيديوهات منافية للآداب العامة


9 مباريات جمعت الأهلى مع فاركو قبل لقاء الليلة.. إنفو جراف

انهيار الجيش وهرب الرئيس.. 4 سنوات لسيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية كابل

دينا فؤاد تخطف الأنظار بإطلالة صيفية كاجوال فى شوارع كان الفرنسية

قمة ألاسكا.. أكسيوس: بوتين يسعى لتجنب مناقشة حرب أوكرانيا مع ترامب

قرار جديد من النيابة بشأن المتهم بإصابة 4أشخاص وإتلاف 3سيارات بكوبرى أكتوبر


محمد صلاح والصفقات الجديدة في تشكيل ليفربول المتوقع ضد بورنموث

سعر الذهب فى مصر يتراجع بالأسواق.. وعيار 21 يسجل 4540 جنيها

مصير المطلقة المتمكنة من شقة "إيجار قديم" بعد إقرار القانون الجديد

أخيرا.. موعد انكسار الموجة شديدة الحرارة وانخفاض الدرجات

قضية الطفل ياسين.. الاثنين المقبل استئناف محاكمة المتهم على حكم المؤبد

موسم صيد الإخوان.. مطاريد الشرق والغرب.. انتفاضة عالمية فى مواجهة شرور الجماعة الإرهابية.. وحلفاء الماضى يستفيقون على مخاطر وألاعيب عصابة حسن البنا.. صيحات دولية تؤكد: لا مكان لا مكان للإخوان فى مجتمعاتنا

أزمة فى وسط ملعب بيراميدز قبل مواجهة المصرى بسبب غياب بلاتى توريه والكرتى

أنقذها القومى للطفولة مرتين.. نجاة فتاة أبو المطامير من الزواج بعمر 16 عاما

أصاب 4 أشخاص وأتلف 3 سيارات.. تفاصيل محاولة هروب قائد سيارة حادث أكتوبر

ناشئو اليد أمام النرويج فى تحديد مراكز بطولة العالم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى