"الجار المضطهد".. إسقاط قناع المظلومية عن وجه إسرائيل

بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
بقلم بيشوى رمزى

"العداء لإسرائيل" كان الشعار الذى رفعه العرب، منذ تأسيسها في 1948، وهو ما يجد أسبابه المنطقية، التي يقبلها العقل، في ظل نزعتها التوسعية، والتي انطلقت من الاستيلاء على أراضى فلسطين، وتمددها إلى دول أخرى، في مصر وسوريا ولبنان، مما دفع المنطقة إلى العديد من الحروب، التي استثمرتها الدولة العبرية، لتصنع أسطورة من خيال "الجيش الذى لا يقهر"، حتى قهرتها الإرادة المصرية في 1973، لتثأر لدماء المصريين والعرب التي سالت لعقود دفاعا عن الأرض والقضية والمقدسات العربية، التي انتهكتها دولة الاحتلال.

وكما استثمرت إسرائيل انتصاراتها العسكرية، والتي تكسرت تماما عند أقدام المصريين في 1973، لتصنع أسطورة جيشها الوهمية، نجحت كذلك في استثمار حالة العداء العربى تجاهها، لتصنع من نفسها "الواحة المضطهدة"، المحاطة بأعدائها، فأصبح الكيان العبرى بمثابة الطرف القوى القادر على فرض كلمته على المنطقة بأسرها، بفضل قوته العسكرية، واستخدامه المفرط لها، من جانب، بينما حظت انتهاكاتها بـ"الشرعية الدولية"، على اعتبار أنها تأتى في إطار الدفاع عن النفس، في مواجهة الأعداء.

ولعل الرئيس الراحل أنور السادات كان أول من أدرك الرؤية الإسرائيلية في إدارة المعركة مع العرب، لذا اتخذ قراره بـ"السلام"، باعتباره السبيل الوحيد، ليس فقط لاستعادة كل الأراضى المصرية، وإنما أيضا لكسر ما يمكننا تسميته بـ"المظلومية" الإسرائيلية، والتي طالما روجت لها الدولة العبرية لتبرير انتهاكاتها، في الوقت الذى ثارت فيه الدول العربية على مصر، وعلى رأسهم الفلسطينيين أنفسهم، على اعتبار أن السلام مع إسرائيل يمثل تخليا عن القضية المركزية للعرب، والمقدسات الإسلامية.

ربما كان إصرار الفلسطينيين، ومن ورائهم قطاع كبير من الدول العربية، على موقفهم المعادى لإسرائيل، يجد ما يبرره، فى ضوء حقيقة مفادها انعدام، أو بالأحرى محدودية التهديدات الأخرى، خلال تلك الفترة، فالإرهاب لم يخرج عن كونه ظاهرة محلية، هنا أو هناك، وبالتالي كان يمكن للدول، عبر جهودها المنفردة السيطرة عليه، بينما لم تكن هناك طموحات كبيرة للقوى الإقليمية الأخرى، ذات التاريخ التوسعى، على غرار إيران، والتي لعبت، في عهد الشاه، دورا لا يمكن إنكاره لدعم مصر إبان معركتها العسكرية في 1973، أو تركيا، والتى لم تكن قد تخلت بعد عن نهج الحياد الذى أرساه الزعيم التاريخى لها مصطفى كمال أتاتورك.

وهنا يمكننا القول بأن الظروف الدولية والإقليمية، في الوقت الراهن، شهدت تغييرا جذريا، في ظل التهديدات التي تمثلها القوى التوسعية الأخرى في المنطقة، والتي تبرز أطماعها في العديد من الدول، من بينها ليبيا واليمن وسوريا والعراق، بالإضافة إلى لبنان، بينما يبقى تنامى التنظيمات الإرهابية، والتي تحولت إلى كيانات "عابرة للدول"، على غرار داعش والقاعدة وغيرها، يفرض قدرا من المرونة في التعامل مع كافة الأطراف، على الأقل مرحليا، للتماشى مع الظروف الراهنة.

ولا تقتصر أهمية السياسات المرنة في التعامل مع الأطراف الدولية والإقليمية، والمتمثلة في إسرائيل وحلفائها الغربيين، على مجرد تقليص جبهات المواجهات الراهنة، وإنما تمثل في ذاتها سلاحا لمواجهة الإدعاءات الإسرائيلية، وعلى رأسها قناع "المظلومية"، والذى استخدمته الدولة العبرية كثيرا لتقويض حقوق العرب، ولمواصلة انتهاكاتها، لتحقيق أحلامها التوسعية، وهو ما يبدو في مخططات الضم التي تستهدف التهام أراضى الضفة الغربية.

وهنا ينبغي إدراك دروس الماضى، قبل إصدار الأحكام على المبادرات العربية، في هذا الإطار، وأخرها اتفاق الإمارات مع إسرائيل، خاصة وأن ثمة العديد من الفرص التي أضاعتها الشعارات، والتي كانت من الممكن أن تحقق فيها السياسة نتائج أكبر وأفضل.

 

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بكامل صحتها وأناقتها.. أول ظهور للدكتورة نوال الدجوي بعد أزمة أحفادها (صور)

محمد عبده يطمئن جمهوره بعد تأجيل حفله: أعانى من الربو وأحاول العلاج

المحكمة الرياضية تخاطب اتحاد الكرة لطلب توضيحات من أطراف أزمة مباراة القمة

البنك المركزى يقرر خفض أسعار الفائدة بنسبة 1% على الإيداع والإقراض

تريزيجيه ينتظم لتدريبات الأهلي قبل نهاية مايو


الأهلي يتقدم في تصنيف أندية أفريقيا.. وصن داونز يتصدر قبل لقاء بيراميدز

باسم علي لـ اليوم السابع: الإصابات أجبرتني على تغيير عتبة الأهلي وزيزو عنده شخصية القلعة الحمراء.. فيديو

تحذيرات ودعوات للتدخل بعد واقعة عمر مرموش في الدوري الإنجليزي

بسبب ارتفاع الحرارة.. كهرباء"الكويت": قد نلجأ لفصل التيار عن بعض المناطق

الهيئة الوطنية للانتخابات توافق على تعديل قوانين انتخابات النواب والشيوخ


محمد صلاح يتربع على عرش الدورى الإنجليزى.. وغياب مرموش

تفاصيل زلزال الساعة 6 صباحا.. بقوة 6.24 ريختر واستمر لأقل من 15 ثانية (إنفوجراف)

المشروع x لكريم عبد العزيز يحصد 3.3 مليون جنيه فى أول يوم عرض بالسينما

توتنهام ضد مان يونايتد.. أندية إنجلترا ترفع شعار انتهى وقت الانتظار

موعد مباراة الأهلي وفاركو فى دوري nile والقناة الناقلة

الاحتلال الإسرائيلى يحرق مستودع الأدوية بمستشفى العودة شمال غزة

مواعيد مباريات اليوم.. الأهلي يواجه الإتفاق وضمك مع الفتح بالدوري السعودي

من نجم الملاعب لمتهم فى القفص.. نهاية غير متوقعة لـ"على غزال"

حادث تصادم بين 7 سيارات واشتعال النار فى سيارة ملاكى أعلى دائرى المنيب

القومية للزلازل: زلزال كريت استمر لأقل من 15 ثانية وسجلنا تابعين حتى الآن

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى