الخنزير الحيوان الملعون فى الأديان والحضارات.. نبذه الفراعنة وكرهه الإغريق

الخنزير - أرشيفية
الخنزير - أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن
حرم على المسلمين أكل الخنزير، حيث حرم الله سبحان وتعالى أكل لحم الخنزير وقد سار على ذلك جميع المسلمين، تأييدا لنظرية أن لحم الخنزير ضار جدا بالصحة، وذلك استنادا لعدد من الآيات القرانية مثل { إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ} سورة البقرة آية 173.
 
فى الآيات القرآنية "البقرة 173، الأنعام 145، النحل 115 والمائدة 3"، يقول الله بشكل واضح حول ما يجب على المؤمن عدم تناوله، وبرغم أن التحريم كان عاماً، كالمنخنقة والميتة والدم، إلا أنه فى الآيات السابقة خصص الخنزير دون سواه كحيوان مستقل وحصرى، هذا التخصيص يفتح مجالاً للتساؤل حول السبب لرفض الأديان للخنزير بتسمية واضحة ومحددة.
 
ومنذ آلاف السنين ظهر حيوان الخنزير كحيوان ملعون، محرم ومكروه فى كل الأديان الإبراهيمية، حتى الحضارات القديمة لم يسلم الحيوان من كرهه له.
 

الفراعنة

يقول المؤرخ الإغريقى هيرودوت، بإيجاز: "يعتبر المصريون الخنزير حيواناً نجساً، فإذا لمس خنزير أحد الأشخاص وهو سائر، يجب عليه أن يغطس فى النهر هو وثيابه (فى العادات المصرية). وبالنسبة لرعاة الخنازير فكانوا فئة منبوذة فى المجتمع المصرى القديم وممنوعين من دخول المعابد المصرية ولا يتزوجون أو يُزوّجون إلا من عائلات رعاة خنازير مثلهم. أما الطبقات الثرية والكهنة فكانوا يقدمون الخنزير كأضحية فقط فى يوم اكتمال القمر لإلههم أوزوريس وربة القمر إيزيس، فيأخذون الذنب والطحال وغشاء المعدة فيحرقونها حتى تتلاشى، ثم يأكلون اللحم فى ذلك اليوم فقط (الاكتمال القمري)، بينما يعرضون عنه فى الأيام الأخرى ولا يقربونه. أما الفقراء فكانوا يصنعون كعك بهيئة خنزير لتكلفته الباهظة اقتصادياً، فيقدمون الكعك كقربان".
 

الكنعان 

قد تكون أول الأساطير التى ذكرت الخنزير البرى هى أسطورة أدونيس وعشتار فى الميثولوجيا الكنعانية، حيث قام أدونيس بقتال خنزير فى وادى نهر الكلب فى لبنان ما أدى إلى مصرع الإثنين سويا، ويمثل الخنزير بذلك رمزاً للشر والكره. انتقلت هذه الفكرة للأساطير الأخرى ولبعض الأديان التى صارت تنبذ تناول لحم الخنزير.
 

الأغريق

وبحسب موسوعة تاريخ الأديان للدكتور فراس السواح، فأن الإغريق حرموا أيضا فى إحدى عصورهم أكل لحم الخنزير، اعتقادا منهم أن أدونيس الإله الإغريقى قتله خنزير برى، وهو ما يتشابه مع الأسطورة السورية التى تقول أن الإله أدون قد قتله خنزير برى وبعدا غاب عنهم أودن تحت الآرض ومافتئ بعده يعود إليهم كل سنه فى أوائل فصل الربيع فيحتفل السوريين بعودته بالدبكات والأفراح مثل عيد الربع عند العلويين وعيد النيروز.
 
كما تمثل الخنزير البرى فى الميثولوجيا الإغريقية حيث يعرف منها اثنين بشكل خاص. أحدها هو الخنزير الأرمانثى الذى كان على هرقل قتله كإحدى مهامه الاثنى عشر، والثانى هو الخنزير الكاليدونى الذى اصطاده العديد من الأبطال الأسطورين مثل أتلانتا فى أسطورة الكاليدوني، كما كان آرس، إله الحرب عند الإغريق القدماء، قادر على التحول إلى خنزير بري، وقد قام حتى بنطح ابنه حتى الموت وهو فى هذا الشكل خوفا من أن يقوم الشاب بإغراء زوجته وأخذها منه كما فعل أوديب ملك طيبة الذى قتل أباه وتزوج أمة.
 

بلاد الرافدين

نجد فى أسطورة دلمون السومرية التى تصف جنة عدن و كيف سيبقى الإنسان خالداً بعيدا عن الشيخوخة و الأمراض و الأحزان و كل ما يؤذيه من ظروف محيطة، فنجد ذكرًا لبعض الحيوانات التى من شأنها ايذاء الناس فى هذه الحياة الفانية و التى تحدثنا الأسطورة عن خلو جنة عدن أو أرض ادمون من هذه الأمور التى تحصل فى حياتنا.
 
وتحدد الأسطورة صفات هذه المخلوقات فتقول الأسطورة : "فى دلمون قبل ذلك لم يكن أى غراب ينعق، ولم يكن أى حجل يغرّد، لم يكن هناك أى أسد يفترس، لم يكن هناك ذئب ينقص على الحملان، لم يكن الكلب البرى يختطف الجديان/ لم يكن "الخنزير البري" ملتهم المحصولات".
 

اليهودية والمسيحية

الديانة اليهودية، فهى ترفض أكل أنواع مختلفة من اللحوم، من بينها لحم الخنزير، فلنقرأ فى قاموس الكتاب المقدس تحت عنوان خنزير: "كان الخنزير من الحيوانات النجسة (لاويين 11: 7 وتث 14: 8) وذلك لأنه قذر وهو لا يجتز طعامه، ويولد لحمه بعض الأمراض إذا لم ينضج عند طبخه".
 
ورغم أن المسيحية لا تحرم صراحة أكل الخنزير، لكن أيضا عدد كبير من المسيحيين لا يفضلون لحمه، كما أن القرازة المركسية اقتحمت عالم تلك الحيوان الصغير، وأصدرت بيانا أكدت فيه "أنه رغم عدم تحريم أكل هذا النوع من اللحم، فإن تناوله يتسبب فى إصابة الإنسان بالعديد من الأمراض".
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رئيس الوزراء: مصر ترفض أي خطط لتهجير أو نقل سكان غزة بعيدا عن وطنهم

الزمالك يعلن تشكيل الجهاز الفني بقيادة فيريرا.. وعبد الناصر محمد مديرا للكرة

أحمد السقا ضيف برنامج كلام كبير مع مها الصغير على قناة ON E.. فيديو

ثيو هيرنانديز يغيب عن معسكر ميلان تمهيدًا لانتقاله إلى الهلال السعودى

ميركاتو الأهلى..7 راحلين و8 صفقات جديدة والقوس لا يزال مفتوحا


الزمالك يكثف مفاوضاته مع بتروجت لضم حامد حمدان

وزيرة التضامن تعلن زيادة الدعم النقدى تكافل وكرامة إلى 900 جنيه الشهر الجارى.. وتؤكد: تضاعف موازنة البرنامج 11 مرة منذ إطلاقه بتوجيهات الرئيس السيسى.. ومصر تستضيف المنصة الدولية للحماية الاجتماعية مايو 2026

النيابة العامة تنشر مرافعتها فى قضية سفاح المعمورة.. فيديو

إصابة شخص صدمته سيارة أثناء عبوره الطريق فى منطقة الهرم

الرئيس الإسرائيلي يحث نتنياهو على إبرام اتفاق بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار


التضامن تصرف غدا 38 مليون جنيه لأسر ضحايا حادث الإقليمى بتبرع من رجل أعمال

"مدارسنا أجمل".. مبادرة لصيانة وتجميل أسوار ومحيط المدارس فى القليوبية .. وكيل وزارة التعليم: تفعيلها خلال فترة الإجازة الصيفية.. ويؤكد: التنسيق مع مجالس المدن والوحدات المحلية لرفع تراكمات القمامة.. صور

تحديات تواجه إيلون ماسك لتأسيس حزب أمريكا.. النظام الانتخابى أبرزها

إيفا لونجوريا تتدخل لإنهاء الخلاف بين فيكتوريا بيكهام وابنها بروكلين

نادية الجندي: تكريمى عن فيلم الباطنية يؤكد أن الفن الجيد بيعيش في وجدان الناس

اختبارات القدرات 2025.. شكل امتحان كليات الفنون التطبيقية

مجلس الوزراء الإسرائيلى يوافق على توزيع المساعدات الإنسانية فى غزة

اختبارات القدرات 2025.. اعرف مكان اختبارات كليات فنون جميلة حسب محافظتك

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 6 يوليو 1946..قتيل وإصابة 51 فى اشتباكات الوفد والإخوان فى بورسعيد و«الجماعة» تستخدم الرصاص والقنابل والغاضبون يحاصرون حسن البنا فى المسجد

إدارة الزمالك تطالب جون إدوارد بتوفير 30٪؜ من ميزانية الكرة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى