رئيس وزراء إضافى؟

معتز بالله عبدالفتاح
معتز بالله عبدالفتاح
معتز بالله عبدالفتاح
1 - البنية الإنسانية لا تقل أهمية عن البنية التحتية، نحن بحاجة لرئيس وزراء آخر، ليس بدلاً من، ولكن يضاف لرئيس الوزراء الحالى مع كل الاحترام لجهوده. لنعين رئيس وزراء آخر للتنمية الإنسانية، إن التنمية الحقيقية فى مصر هى تنمية رأس المال البشرى وإعادة الاعتبار لإعادة بناء الإنسان المصرى بما يجعلنى أسال: هل نحن بحاجة لرئيس وزراء آخر يبنى الإنسان المصرى بالإضافة لرئيس الوزراء الحالى الذى ينشغل أكثر بالبنية التحتية، فالقضية ليست فى إدارة أبنية ومبان وشوراع ومدن مصر، المعضلة هى تنمية وتثقيف وتوعية الإنسان المصرى؟
2 - إن الأمم المتحدة أطلقت على عملية بناء هذا المناخ الملائم للتنمية الحقيقية تعبير (Building Trust in Government) بناء الثقة فى الحكومة، وحتى يحدث هذا فأنا أقترح أن يكون هناك رئيسان للحكومة: واحد يهتم ببناء الإنسان المصرى والآخر يهتم ببناء المدن والكبارى وحفر الأنفاق ومد التليفونات بدلاً من حالة التقدم المظهرى الذى يخفى وراءه الكثير من مظاهر التخلف الهيكلى التى نعيشها كما يقول سمير أمين، أحدهما يهتم بتعليم المصريين ألا يسرفوا فى استخدام المياه والآخر يهتم بمد مواسير المياه والمجارى تحت الأرض، واحد يعلم المصريين ألا يلقوا الزبالة فى الشارع، والآخر يتعاقد مع شركات إسبانية وفرنسية كى ترفع الزبالة من الأماكن المخصصة لها، واحد يقبض على مثيرى الفتنة الطائفية والآخر يربى الإنسان المصرى على أن «الدين لله والوطن للجميع»، وبالمناسبة لن ينجح الثانى إلا إذا نجح الأول، ولن ينجح الأول إلا إذا نجح الثانى.
3 - فلا انفصال بين زيادة أعداد السيارات فى الشوارع وارتفاع كفاءة قائديها، فالقضية الملحة ليست فى المظاهر الخارجية للتقدم مثل وجود تليفونات أكثر، ولكن فيم يتحدث المصريون؟ وما القضايا التى تشغلهم؟ كما أنه من المنطقى أن يكون عدد الكبارى والأنفاق والمبانى فى اطراد، لكن ما معنى أن يكون ضحايا المصريين من حوادث الطرق فى السنة قريبا من ضحايا القتلى فى سوريا أو ليبيا ؟! ولا شك أن المرء يكون سعيدا حين يفتح الحنفية ويجد ماء متى تيسر له ذلك، لكن المعضلة أن المصريين يمكن أن يفتحوا الحنفية ولا يكترثون بإغلاقها.
4 - نحن نبنى عدداً أكبر من المدارس لنواجه الزيادة السكانية، لكن سؤالى: لماذا لا نبنى الإنسان المصرى الذى يكافح هو بذاته الزيادة السكانية ويساهم هو بذاته فى بناء المدارس؟ من غير المهم أن يعمل الوزير أضعاف ما يعمل من وجهة نظرى، لكن المهارة الحقيقية، كيف ينجح الوزير فى أن يجعل العاملين فى وزارته يعملون أضعاف ما يعملون ويعطى هو لهم القدوة؟ هذه طريقة مختلفة فى التفكير عن تلك السائدة عند السادة المسؤولين، فهم كحال الأب الذى يقوم بإعادة ترتيب المنزل مع كل مرة يقدم فيها الأطفال على العبث بمكوناته، لأن لديهم سلوكيات خاطئة، وغالبا ما يلعنهم فى سره لأنهم غير ملتزمين بما يراه صوابا، ماذا لو نجح الأب فى تربية أولاده على أن يكونوا مسؤولين عن أفعالهم على نحو يجعلهم لا يعبثون بلا إحساس بالمسؤولية أو يصلحون ما يفسدون؟ ومن هنا تأتى أهمية التربية على المواطنة، أى التربية على قيم المسؤولية المشتركة بين الحاكم والمحكوم. 
5 - إن ثقافة الإنسان المصرى ليست معطى مثل الموقع الجغرافى، لا نملك حيالها إلا التسليم بها والتعايش معها، وإنما هى واحدة من أدوات التقدم إن استطعنا أن نعيد تشكيلها وتوجيهها، أو واحدة من أسباب التخلف إن جعلنا منها عذرا للاهتمام ببناء البنيان دون بناء الإنسان.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إسرائيل تعلن دعم الدروز فى سوريا بـ 2 مليون شيكل

تعرف على الطرق البديلة للأوتوستراد بعد غلقه لإصلاح هبوط أرضى

أكرم القصاص يكتب: «دين محمد صلاح».. «اليوم السابع» ومهنية بوستات ناقصة!

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 18 يوليو 1970 .. عبد الناصر يعلن أمام اللجنة التنفيذية العليا: «قبولنا مبادرة روجرز سيساعدنا على بناء المواقع الجديدة للصواريخ ولا أعترض على أن تهاجمها المقاومة الفلسطينية»

التحفظ علي سائق سيارة نقل ثقيل محملة بلودر بعد اصطدامه بكوبري مشاه


رئيس البرازيل: ترامب انتخب رئيسا لأمريكا وليس إمبراطورا للعالم.. ولن أتلقى أوامر منه

استبعاد وسام من معسكر الإعداد بتونس يُمهّد رحيله من الأهلي

مجلس القبائل والعشائر السورية يعلن النفير العام والتوجه إلى السويداء

الزمالك يواجه رع وديًا اليوم استعدادًا للموسم الجديد

محمد صلاح وميسي ورونالدو ضمن أكثر اللاعبين تأثيرًا في العالم


الاهلي يطير إلى تونس اليوم لإقامة معسكر خارجي استعداداً للموسم الجديد

الطقس اليوم الجمعة 18-7-2025.. ارتفاع بدرجات الحرارة والرطوبة

الجزائر: نرفض قرار المفوضية الأوروبية بالتحكيم الأحادي ونطالب بعقد مجلس الشراكة

سقوط جزئى لكوبرى مشاة بطوخ بعد اصطدام سيارة نقل به على الطريق الزراعى.. صور

فلكيًا.. السبت 26 يوليو أول أيام شهر صفر 1447 هـ

فرص عمل ذهبية للأطباء المصريين بدولة خليجية براتب 350 ألف جنيه شهريًا

موعد انطلاق بطولة الدورى فى الموسم الجديد 2025-2026

مواقف تاريخية انتصر فيها الأهلي للمبادئ.. وسام أبو علي أحدث الحالات

مشيرة إسماعيل: حياتى كانت انضباطًا عسكريًا.. وعاملونا كسفراء بالخارج

نفاد تذاكر حفل أنغام بمهرجان العلمين الجديدة بدورته الثالثة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى