أول لقاح لعلاج مرضى كورونا المصابين بالسكرى.. أسترازينكا تبدأ التجارب البشرية على AZD1656.. باحثون: يقلل خطر إصابة مرضى السكر بالمضاعفات الخطيرة أو الوفاة إذا أصيبوا بكوفيد 19

تبدأ التجارب البشرية فى بريطانيا هذا الأسبوع على علاج يحتمل أن ينقذ حياة مرضى فيروس كورونا المصابين بداء السكرى، وسيختبر الأطباء عقارًا من صنع AstraZeneca يسمى AZD1656 لمعرفة ما إذا كان يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض خطيرة أو الوفاة لمرضى السكرى المصابين.

وبحسب موقع جريدة "دايلى ميل" أظهرت مجموعة من الدراسات أن مرضى السكرى من النوع الأول أو النوع الثانى يواجهون ما يصل إلى ثلاثة أضعاف خطر الوفاة إذا أصيبوا بكورونا.

وتُظهر إحصائيات هيئة الصحة البريطانية NHS الصادمة أن أكثر من ربع الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا فى الأشخاص المصابين بأمراض أخرى كانت بين الأشخاص المصابين بداء السكرى.

يُطلق على العقار التجريبى الذى يتم اختباره اسم منشط الجلوكوز كيناز - وهو مصمم لتقليل نسبة السكر فى الدم ولا يزال فى مراحل التجارب السريرية لاستخدامه على مرضى السكرى من النوع الثانى وزرع الكلى.

وسيتم تجربته على ما يصل إلى 150 مريضًا من Covid-19 من مستشفيات NHS على مدار الأشهر الأربعة المقبلة.

ويأمل الباحثون فى أن يمنع الجهاز المناعى لمرضى السكرى من الاستجابة المفرطة لفيروس كورونا، والذى يمكن أن يكون مميتًا.

وقالت الشركة التى تجرى التجربة على المرضى فى المستشفى إنها "منقذة للحياة" و"لديها القدرة على إحداث فرق كبير".

وعلى الرغم من أن سبب تعرض مرضى السكرى لخطر أكبر من فيروس كورونا غير مفهوم تمامًا، إلا أنه يُعتقد أن السبب فى ذلك هو ضعف الجهاز المناعى.

ويكون التئام الجروح والأمراض أبطأ لدى مرضى السكرى وهم أكثر عرضة لخطر المضاعفات لأن المستويات العالية من السكر يمكن أن تلحق الضرر بالجزيئات الحيوية فى جهاز المناعة.

وإذا أصيبوا بـ Covid-19 يكونون أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي أو أن يكون لديهم رد فعل مفرط لجهاز المناعة المميت.

ينطبق هذا على كل من مرض السكرى من النوع الأول ، الذى لا يمكن الوقاية منه ، ومرض السكرى من النوع الثانى الذى يحدث غالبًا بسبب أنماط الحياة غير الصحية - اتباع نظام غذائى سيئ وعدم ممارسة الرياضة.

وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص المصابين بداء السكرى من النوع الأول معرضون لخطر الوفاة بفيروس Covid-19 أكثر بثلاث مرات من الأشخاص الأصحاء، وأن المصابين بداء السكرى من النوع الثانى أكثر عرضة للوفاة بمقدار الضعف، وفقًا لـ NHS.

ويوجد فى المملكة المتحدة نحو 4.7 مليون شخص مصاب بمرض السكري، بما في ذلك نحو مليون شخص لا يعرفون أنهم مصابون به، وفقًا لمؤسسة السكرى فى المملكة المتحدة.

وهناك ما يقدر بنحو 34.2 مليون شخص في الولايات المتحدة يعانون من أحد الأمراض، ويصيب نحو واحد من كل 10 بالغين في المملكة المتحدة والولايات المتحدة.

ويأمل العلماء فى Excalibur Healthcare Services ، التي نظمت وحصلت على تمويل للتجربة، أن AZD1656 سيوقف أجهزة المناعة لمرضى السكري من الاستجابة المفرطة لـ Covid-19.

وتم تصميم منشط الجلوكوكيناز، الذى تصنعه شركة AstraZeneca ومقرها كامبريدج، ليتم استخدامه لخفض مستويات السكر فى الدم لدى مرضى السكرى.

وأثبتت الاختبارات أنها آمنة وتخضع لتجارب بشرية جماعية للتحقق من فعاليتها، وتستهدف الأشخاص المصابين بداء السكرى من النوع 2 والأشخاص الذين خضعوا لعمليات زرع الكلى.

وتجرى تجربة فيروس كورونا، المسماة ARCADIA، بمساعدة مؤسسة St George Street الخيرية البريطانية للأبحاث الطبية.

وقال ديفيد تابولكيزاي، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الخيرية: "نظرًا للأزمة الحالية أوقفنا مؤقتًا جميع برامجنا البحثية للتركيز كليًا على هذه التجربة السريرية وتقييم هذا الدواء الجديد الذى قد ينقذ الأرواح.. نريد أن نفعل كل ما في وسعنا لضمان تعافي المرضى من هذا الفيروس الرهيب".

وأوضح البروفيسور كريس إيفانز، رئيس شركة Excalibur Health Services: "ندرك جميعًا أن هذا الدواء لديه القدرة على إحداث فرق كبير للأشخاص المصابين بمرض السكرى الذين هم بحالة شديدة بدرجة كافية عند الإصابة بفيروس كورونا".

ويمكن أن تكون مثل هذه العلاجات حيوية لأننا من المحتمل أن نعيش مع هذا الفيروس المروع لبعض الوقت في المستقبل.

وسيتم تجربة الدواء على مرضى فيروس كورونا فى مستشفيات المملكة المتحدة الذين لديهم أعراض "خفيفة إلى معتدلة"، وإذا نجح اقترحت الشركة أن الدواء يمكن أن يصفه الطبيب لمرضى السكرى الذين ظهرت عليهم أعراض مبكرة لـ Covid-19.

تلقت تجربة ARCADIA موافقة من وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية الحكومية (MHRA).