إشارات راديوية تنبعث من الفضاء السحيق إلى الأرض كل 157 يوما تحير العلماء

اكتشف علماء الفلك إشارات لاسلكية غامضة ومتكررة فى نمط منتظم من الفضاء السحيق كانت صامتة لمدة 67 يوما، فى يونيو من هذا العام، وهذه هى المرة الثانية التى يتم فيها اكتشاف انفجار راديو بنمط متكرر يمكن تمييزه، حيث وقع اكتشاف الأول فى فبراير من هذا العام.

ويبدو أن ما يسمى التدفق الراديوى السريع 121102، يتبع نمطا دوريا من النشاط مثل آلية الساعة، وتعرف التدفقات الراديوية السريعة بأنها إشارات قادمة من الفضاء السحيق، تطلق نبضات لاسلكية متكررة للغاية تدوم جزءا من الألف من الثانية نحو كوكبنا، ثم، بعد 90 يوما من النشاط، يسكت التدفق الراديوى السريع لمدة 67 يوما فى نمط يستمر فى المجموع 157 يوما، والذى يبدو أنه يتكرر مرارا.

ولم يتمكن العلماء حتى الآن من تحديد كيفية إنشاء هذه التدفقات الراديوية أو سبب تكرارها بدقة، حيث شكّل اللغز تحديا للمجتمع العلمى منذ عام 2007 عندما وقع اكتشاف أول تدفق راديوى سريع عن طريق الخطأ فى مجموعة من البيانات.

وأوضح عالم الفلك بجامعة هارفارد أبراهام لوب فى وقت سابق من هذا العام، أن جميع النظريات حول أصل الإشارات، بما فى ذلك النظريات الفضائية، يجب أن تكون مطروحة على الطاولة، قائلا: "فى الوقت الحالى ليس لدينا دليل دامغ يشير بوضوح إلى طبيعة التدفق الراديوى السريع، لذا، ينبغى النظر فى جميع الاحتمالات، بما فى ذلك الأصل الاصطناعي".

لكن علماء الفلك يتخذون خطوات نحو حل اللغز، بفضل تدفقات 121102، التى استيقظت من سباتها البالغ 67 يوما.

وبناء على البيانات التى وقع جمعها على مدى 5 سنوات، توقع الفريق أن التدفقات الراديوية السريعة ستطلق إشارة فى يوليو أو أغسطس من هذا العام، بعد رصدها فى شهر فبراير، ورجح الباحثون أصلها إلى مجرة ​​قزمة واقعة على بعد 3 مليارات سنة ضوئية.

ونظرا لبعد التدفقات الراديوية 121102، يتوقع العلماء أن تدفقات 121102 يمكن أن تنشأ فى نظام نجمى ثنائى مع فترة مدارية لمئات الأيام.

ويمكن لثنائيات الأشعة السينية (ثنائى من النجوم حيث يقوم نجم نيوترونى أو ثقب أسود بسحب المادة من رفيقه) أن تطلق كميات كبيرة من الطاقة فى شكل أشعة سينية وانبعاثات راديو.

وقام الباحثون فى معهد ماكس بلانك لعلم الفلك الراديوى بمراجعة دورة تدفقات 112102، معتقدين أنها أقرب إلى 161 يوما.

ويعتقد علماء الفلك فى المرصد الوطنى لعلم الفلك فى الصين أن النشاط سيتوقف فى وقت ما بين 31 أغسطس و9 سبتمبر 2020.

ويتكهن بعض العلماء بأن التدفقات الراديوية السريعة مرتبطة بالنجوم المغناطيسية، وهى النجوم النيوترونية ذات المجالات المغناطيسية القوية للغاية.