السعودية تنافس سياحيا برحلات "كروز" وتحاول تعويض خسائر السياحة الدينية

تخوض المملكة العربية السعودية تجربة سياحية جديدة تعد الأولى من نوعها فى تاريخ المملكة، بعد أن اعلنت عن تسييرها لرحلات كروز فى للبحر الأحمر تحمل السائح فى تجربة جديدة داخل البحر الأحمر.

وتأتى تلك الخطوة فى إطار تحركات المملكة العربية لتنمية قطاع السياحة ضمن استراتيجية 2030 التى اطلقتها منذ أكثر من عام، للاستفادة من مقوماتها السياحية وتنمية القطاع ليكون بديلا عن البترول لزيادة الدخل القومى وتقوية الاقتصاد.

وقالت هيئة السياحة السعودية إن إطلاق رحلات السفن السياحية الفاخرة (الكروز) في البحر الأحمر ضمن موسم صيف السعودية "تنفس"، الذى أعلنت الهيئة  عن إقامته خلال الفترة من 25 يونيو إلى 30 سبتمبر 2020، فى عشر وجهات سياحية حول المملكة.

وتسعى الهيئة السعودية للسياحة لتقديم تجارب سياحية استثنائية تسعى من خلالها لإبراز الكنوز السياحية فى البحر الأحمر، وتمكين السياح من الاستمتاع بالمقومات السياحية الهائلة التي تقع على امتداد سواحل البحر الأحمر في المملكة.

ومن المتوقع أن توفر رحلات السفن السياحية (الكروز) عددا من الخيارات والباقات المختلفة، حيث قامت الهيئة بدعوة أشهر شركات السفن السياحية فى العالم، لتسيير السفن الفاخرة فى سواحل البحر الأحمر فى المملكة وذلك بمسارات متنوعة ومحطات توقف مختلفة، مع تقديم أرقى الخدمات، لتلبية كافة متطلبات وتطلعات سياح موسم صيف السعودية "تنفس".

كما تم التنسيق مع وزارة الصحة وكافة الجهات المعنية، لاعتماد الإجراءات والبروتوكولات الصحية واتخاذ اللازم عند الحاجة وذلك لضمان سلامة جميع السياح، والاستمتاع بتجارب سياحية ممتعة وآمنة.

وأطلقت الهيئة خطة الترويج "روح السعودية Visit Saudi " والتي تمثل الهوية الرسمية لترويج وتنشيط السياحة في المملكة، حيث تهتم الهيئة بتطوير المنتجات والباقات السياحية من خلال القطاع الخاص إلى جانب تسويق وترويج الوجهات والمواقع السياحية في المملكة بالإضافة لإعداد الدراسات والأبحاث اللازمة لقياس تجربة السائح والعمل مع الجهات ذات العلاقة على تطويرها.

وستنطلق أولى رحلات سفن كروز السعودية في 27 أغسطس الجارى لتجوب مياه وشواطئ وجزر البحر الأحمر، فى تجربة سياحية استثنائية هي الأولى من نوعها فى المملكة برفقة مقدمي خدمات من الطراز العالمى.

وكشفت الهيئة عن أسعار الغرف على متن السفينة والخدمات المقدمة لروادها، حيث تضم السفينة السياحية عددا من المطاعم الخاصة وفقًا للباقة المتوفرة، وتختلف أسعار الغرف والأجنحة حسب موقعها على ظهر السفينة، كما يوجد غرف داخلية بنافذة مطلة على البحر الأحمر وأخرى بشرفة، والمصاعد الخاصة المدعومة بالبطاقات الممغنطة، وخدمات مفتوحة وجبات ومشروبات على مدار 24 ساعة، ويحظى نزلاء الأجنحة باستقبال خاص وسريع عند تسجيل دخولهم للسفينة.

ويبلغ متوسط سعر الفرد في سفينة كروز إلى 10465 ريال سعودي، والجناح الذي يضم 3 غرف يصل إلى 15812 ريال سعودى، والجناح الغرفتين يصل سعره إلى 8855 ريال سعودى.

وبالنسبة لمرافق السفينة السياحية فإنه يوجد داخلها "مسرح كبير" يقدم عروضًا مختلفة، بالإضافة إلى سوق صغير به منتجات تذكارية، بالإضافة إلى منطقة ألعاب فيديو، ومسبحين الأول مكشوف على ظهر السفينة وآخر مغلق، وصالة رياضية مجهزة بأحدث الأجهزة وغيرها من المرافق الأخرىن.

ويعود اهتمام الهيئة السعودية للسياحة بتشغيل رحلات سفن "كروز السياحية" لإعادة اكتشاف لساحل البحر الأحمر خلال الصيف من خلال قضاء إجازة بحرية مفتوحة والاستمتاع بأطباق الطعام الفاخرة على متن واحدة من أفخم السفن السياحية في العالم.

وتنطلق تلك الرحلات من مدينة الملك عبدالله الاقتصادية عبر مسارين؛ الأول يستغرق ثلاث ليالٍ عبر البحر الأحمر ومروراً بينبع، يتبعها يوم في البحر ثم العودة لميناء الملك عبدالله في المدينة الاقتصادية، أما المسار الثاني "رحلة نيوم" فتستغرق أربعة ليالٍ تبدأ من مدينة الملك عبدالله الاقتصادية مروراً بينبع ثم العودة إلى مدينة الملك عبدالله الاقتصادية.

وتسعى السعودية إلى استئناف قوى للسياحة بعد إغلاق لمدة أشهر بسبب فيروس كورونا المستجد، ومحاولة لتعويض الخسائر التى منى بها القطاع بعد أن توقفت رحلات العمرة والحج هذا العام.

وأعلن أحمد الخطيب، وزير السياحة بالمملكة العربية السعودية، عن الموعد المتفق عليه من أجل استئناف السياحة بالمملكة، وهو في نهاية شهر شوال الجاري، عقب عملية الإغلاق التي قامت بالمملكة من أجل مواجهة جائحة كورونا.

وكشف وزير السياحة فى تصريحات صحفية علي أن المؤشرات الحالية تعد إيجابية، مشير في الوقت ذاته بأن السلطات في المملكة تستعد من أجل إطلاق برنامج شامل من أجل السياحة الداخلية، تزامنآ مع الأبحاث التي قامت بها هيئة السياحة مؤخرآ، والتي أثبتت بأن نسبة كبيرة من المواطنين السعوديين يرغبون في السياحة الداخلية بشدة، مشيرا بأن النسبة وصلت إلي 80%، ومن المقرر أن يتم العمل في هذا الصدد بالتعاون المشترك بين وزارة الصحة والسلطات المسؤولة عن الأمر في المملكة.

ووفقًا لتقارير صادرة عن الرابطة الدولية لخطوط الرحلات البحرية  (CLIA)، فإن عدد ركاب الرحلات البحرية العالمية بلغ نحو 27 مليون راكب في العام 2018، فيما زاد نشاطها الاقتصادي على 120 مليار دولار، واستطاعت رحلات كروز العابرة للبحار، عبر السفن مختلفة الأحجام والأشكال، منذ أن عرفها العالم في تسعينات القرن الماضى، أن تغير قواعد السفر والسياحة دوليا، ورسمت رحلات الكروز مسارات مختلفة للمتعة والترفيه والاستجمام لم يكن متعارفاً عليها من قبل، حيث تتفرد بمزايا تنقل السائح إلى عالم الدهشة والرفاهية. فعلى متنها يعيش السائحون تجربة فريدة بكل ما تحمله الكلمة من دلالة.