ما يقوله سلامة موسى؟.. فلسفة وعلم فى "الإنسان قمة التطور"

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف
إذا تحدثنا عن النهضة المصرية وجب أن نتحدث عن "سلامة موسى" الذى أثر فى أجيال كثيرة أتت بعده، وهو من مواليد سنة 1887 ورحل فى عام 1958، ونتوقف اليوم مع كتابه "الإنسان قمة التطور".

 

يقول سلامة موسى فى "الكتاب"

هذا الكتاب هو مزيج من العلم والفلسفة، ونعنى بكلمة العلم هنا أن الكتاب يحوى معارف جديدة عن تطور الأحياء، وهى معارف إن لم تكن يقينًا كاملًا فهى تقاربه.
 
ونعنى بكلمة الفلسفة أننا حاولنا أن نتعمق بهذه المعارف، كى نصل منها إلى تعيين الأسلوب وفهم الدلالة وتحديد الهدف فى التطور.
 
ومجهودنا هنا أقرب إلى البصيرة والرؤيا منه إلى التحقيق العلمى والرؤية، ولا بد من البصيرة حتى للمفكر العلمى.
 
ولسنا نقصد من التأليف عن التطور أن يعرف جمهور القراء حقائق هذه النظرية فحسب؛ لأننا إنما نتوسل بهذه النظرية إلى أن نعمم مزاجًا ذهنيًّا، واتجاهًا نفسيًّا، وخطة اجتماعية، نحو التغير؛ أي: نحو التطور فى الشعب وفى الفرد أيضًا.
الإنسان قمة التطور
 
وليست الحياة شيئًا شاذًّا فى المادة تستحق عقائد معينة، فإن الظواهر العديدة فى هذه الكون، وليس فى هذه الدنيا وحدها، تدل على أن المادة فى تغير؛ أي: تطور دائم لا ينقطع، ويمكن أن نسمى حركة الذرة والجزيء، وحركات الكواكب والنجوم؛ أنواعًا من الحياة.
 
ومع أن التطور نظرية علمية، فإننا محتاجون إلى الفلسفة حين نكتب عن التطور فى المستقبل؛ أي: عن التوجيه والتعيين ورسم الأهداف لمستقبل الإنسان، وليس لدينا هنا يقين علمى وإنما نحن نسترشد بالبصيرة المثقفة والتفكير الشامل.
 
والشاب الذى درس التطور فى الأحياء؛ نباتًا، وحيوانًا، لا يتمالك أن يحس إحساسًا دينيًّا نحو الطبيعة، ثم إذا درس بعد ذلك تطور المجتمعات والأديان والعائلة والثقافة والعلم والأدب والفن والحضارات، فإنه لا يتمالك أيضًا أن يحس المسئولية نحو الوسط الذى يعيش فيه، ويجب أن يؤثر فيه، للخير والشرف والسمو؛ لأنه هو نفسه قد أصبح جزءًا عاملًا فى هذا التطور، ويمكن أن يعد التطور بهذا الفهم دينًا أو مذهبًا بشريًّا جديدًا.
 
ولم يكن التطور فى ملايين السنين الماضية ارتقاء على الدوام، كما نفهم المعنى «البشري» لهذه الكلمة، ولكنه يجب أن يكون كذلك فى المستقبل؛ لأن الإنسان كان فى الماضى خاضعًا، فى ذهول، لعوامل التطور البيئية، أما منذ الآن فإن التطور هو الذى سيخضع للإنسان عن وجدان ودراية بما يتخذ من أساليب ويبين من أهداف فى مصير البشر بعد ملايين السنين.
 
لقد كنا، قبل الطب، نمرض ونشفى بتأثير العوامل الطبيعية، أما بعد الطب فإننا صرنا نتسلط على المرض ونمحوه بالدواء، وكذلك الشأن فى التطور، فقد كنا نتغير فى الماضى بتأثير العوامل الطبيعية، أما بعد اهتدائنا إلى نظرية التطور فإننا أصبحنا قادرين على التسلط على العوامل التى تغيرنا وتؤدى إلى ارتقائنا.
وفى هذا التفكير أو التوجيه الجديد رسالة تناشد فى كل منا شرفه وشجاعته. 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

5 معلومات عن مباراة مصر ونيجيريا الودية استعداداً لـ أمم أفريقيا

اعرف حقوقك.. لا يجوز تشغيل العامل أكثر من 8 ساعات في اليوم

2025 THE BEST.. عثمان ديمبيلي يسعى لتحقيق الثنائية تحت أنظار محمد صلاح

قانون التأمينات يحدد 4 حالات تُقطع فيها معاشات المستحقين أول الشهر

الفوز الأول.. كأس عاصمة مصر تفتح باب الحلم لسيراميكا أمام الأهلي


موعد بداية كأس أمم أفريقيا ومواعيد مباريات منتخب مصر.. إنفوجراف

انهيار سد فى ولاية واشنطن.. والسلطات الأمريكية تصدر أوامر إخلاء للسكان

محافظ القليوبية: المنازل المجاورة للسكة الحديد لم تتأثر بسقوط الحاويات

غرامة تصل لـ 5 ملايين جنيه عقوبة نشر أخبار خاطئة عن الطقس

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 16 - 12- 2025 والقنوات الناقلة


موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا والقناة الناقلة

الأهلى يوافق على عرض إشتوريل برايا البرتغالى لضم محمد هيثم

البطل الأسترالى أحمد الأحمد يوجه رسالة لأمه من المستشفى.. فيديو

مانشستر يونايتد يتعادل مع بورنموث 4-4 في مباراة مجنونة بالدوري الإنجليزي

حالة الطقس اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار بعدة مناطق

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق

الأردن يفوز على السعودية ويواجه المغرب فى نهائى كأس العرب 2025

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى