كيف روج رواد السوشيال ميديا شائعات حول هدم مبنى الرويال هاوس بحدائق المنتزه بالإسكندرية.. وزارة الآثار تؤكد: المبنى غير أثرى.. وإدارة المنتزه: مبنى حديث أنشئ بطراز معمارى يحاكى القصر الملكى

انتشرت فى الآونة الأخيرة شائعات مغلوطة على صفحات التواصل الاجتماعى، حول هدم مبنى "الرويال هاوس" بحدائق المنتزه الملكية فى إطار مشروع التطوير، وزعم المتداولون للشائعات أن المبنى المزال أثرى وهو ما أثار جدلا كبيرا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعى حول حقيقة هدم هذا المبنى.. "اليوم السابع" يكشف القصة الكاملة للمبنى، حيث أكد المسئولون بمحافظة الإسكندرية أن المبنى ليس أثريا وأنه ضمن مشروع ضخم لتطوير عروس البحر المتوسط.

من جانبه أكد اللواء بهاء طاحون، رئيس مجلس إدارة شركة المنتزه للاستثمار السياحى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن المبنى الذى تم هدمه فى إطار مشروع تطوير حدائق المنتزه، هو مبنى حديث البناء ولا يتبع قصر المنتزه وقد بنى حديثا منذ عدة سنوات على طراز معمارى يحاكى الطراز المعمارى لقصر المنتزه ليتماشى مع القيمة التاريخية للحديقة الملكية، وكان يتم تأجيره لبعض المنشآت السياحية والطاعم .

وهو ما أكدته أيضا وزارة الآثار المصرية فى بيان رسمى صادر، قالت فيه: "إنه ردا على ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعى عن هدم المبنى المعروف باسم رويال هاوس بحدائق المنتزه، أكد الدكتور أسامة طلعت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، أن هذا المبنى ليس أثرا وإنما هو مبنى حديث غير مسجل فى عداد الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، مشيرا إلى أن هذا المبنى تم بناؤه على نفس شكل المبانى الموجودة بالمنتزه".

وحول تطوير حدائق المنتزه وإعادة افتتاحها أمام الجمهور، قال اللواء بهاء طاحون، رئيس مجلس إدارة شركة المنتزه للاستثمار السياحى، إنه تقرر إعادة افتتاح حدائق المنتزه أمام المواطنين للزيارة، بدءا من أول سبتمبر القادم، وذلك بعد أن شهدت الحدائق إغلاقا لمدة 5 أشهر، وذلك فى إطار الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الدولة للوقاية ومنع انتشار فيروس كورونا المستجد، ومنعا لوجود أى تجمعات بين المواطنين، مؤكدا أنه تم الاستعداد لإعادة التشغيل من خلال تطهير الحديقة بالكامل مع استمرار أعمال التعقيم اليومية بعد إعادة التشغيل.

وحول أعمال التطوير قال اللواء بهاء طاحون إن حدائق المنتزه سوف تشهد أعمالا تطويرية كبرى هي الأضخم فى تاريخها، تشمل منطقة الكبائن والحدائق والشواطئ، حيث يوجد بالمنتزه 5 شواطئ، ويتم حاليا تغيير أسماء الشواطئ الى أسماء من العائلة المالكة للملك فاروق للحفاظ على تراثية الحديقة الملكية .

كما تشمل أعمال التطوير إنشاء مشروعات استثمارية وسياحية كبرى من إقامة فنادق ومطاعم سياحية على أعلى مستوى، مع دخول وسائل المواصلات الصديقة للبيئة فقط، وتطبيق إلكترونى جديد للتذاكر، مؤكدا أنه سيتم تنفيذ تعليمات الرئيس السيسى بأن تكون حدائق المنتزه ملك الشعب، حيث إلى الآن لم يتقرر زيادة سعر تذاكر الدخول، وما زالت كما هي.

وحول نظام الكبائن الجديد بعد التطوير أوضح أنه وفقا لتعليمات الرئيس السيسى تقرر إلغاء حق الانتفاع وسوف يتم العمل بنظام اليوم الواحد لاستقبال الزائرين، فالحديقة الملكية ملك للشعب كله وليس لبعض المستأجرين.

وناشد اللواء بهاء طاحون المواطنين الحفاظ على الحدائق واتباع الإجراءات الاحترازية، مؤكدا أنه لن يتم السماح لدخول أى شخص إلا بارتداء الكمامة وقياس درجة الحرارة، مؤكدا أن الإدارة تقوم بأعمال التعقيم والتطهير يوميا.

وتعد حدائق المنتزه بالإسكندرية المقصد السياحى الأول للزوار والوافدين، كما أنه مقصد مواطنى الإسكندرية أيضا لقضاء الإجازات أو للاستمتاع بروعة نسيم الحدائق والبحر فى نفس الوقت، حيث تستقبل حدائق المنتزه آلاف الزائرين خاصة فى أوقات الإجازات والأعياد والتى تصبح مكتظة بالزوار.

وتقع حدائق المنتزه الشهيرة بالإسكندرية على مساحة 370 فدانا فى حى المنتزه شرق مدينة الإسكندرية، وتطل على خليج عرف باسم خليج المنتزه وكانت ملكا للأسرة العلوية المالكة السابقة فى مصر، حيث أعجب الخديوى عباس حلمى الثانى بالمنطقة حين كان يتنزه على شاطئها برفقة فرقة موسيقية كانت تعزف وقتها، وقرر أن تضم المنطقة قصرا وحدائق للاصطياف وأشرف الخديوى بنفسه على تنظيم الحديقة الغناء وأطلق عليها وعلى القصر مسمى واحد هو قصر المنتزه، وتتميز حدائق المنتزه بأشجارها العتيقة وأحوض زهور نادرة حيث يتم العناية بمجموعات النباتات والأزهار المنتشرة فى الحدائق.

وواصلت الأسرة العلوية الاهتمام بتلك الحدائق واعتبارها مصيفاً رئيسياً للأسرة المالكة حتى عصر فاروق الأول آخر ملوك الأسرة العلوية فى مصر، إلى أن قامت ثورة يوليو 1952م والتى قامت بفتح حدائق وشواطئ المنتزه لعامة الشعب، أما قصر السلاملك فقد تحول إلى فندق راقى بينما فتح قصر الحرملك فى أعقاب الثورة أمام الجماهير للزيارة قبل أن ينضم إلى مجموعة قصور رئاسة الجمهورية ليقيم فيه ضيوف مصر من الرؤساء والملوك، وفى عام 1964م أقيم فندق أطلق عليه اسم " فندق فلسطين"، حيث يطل على الخليج الساحر.