البقرة فى الحضارات القديمة.. المصريون قدسوها والهنود عبدوها والعرب احتقروها

البقرة - أرشيفية
البقرة - أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن
تبدو "البقرة" واحدة من الحيوانات التى حظيت باهتمام كبير فى الأديان والحضارات القديمة، حتى الأديان الإبراهيمية لها قداسة، فهى اسم أكبر سور القرآن الكريم، وظهورها علامة كبرى من علامات نهاية العالم عند اليهود.
 
 ولم تحظ البقرة فقط بقداسة واهتمام، بل وصل الأمر قديما وحتى الآن إلى حد عباداتها، وعبادة البقرة من العبادات الأولى التي وجدت فى مصر ثم عمَّت بعد ذلك العالم القديم، بل لا تزال تُعْبَدُ في الهند كما أن اسمها لا يزال حيًّا بين الفلاحين في شهور هاتور، إذ إن هذا هو اسمها، وكذلك عبادة العجل فإننا نعرف العجل أبيس ولا يزال العجل محترمًا في الهند وهو يطلق  في المدن فلا يجوز لأحد أن ينهره، وعلى كل إنسان أن يقدم له الطعام ويتمسح به للتبرك، وقد يرقد العجل في أحد الشوارع ويعطل المرور ومع ذلك لا يجوز لأحد أن يضربه وينهضه، وقد اخترع المصريون عبادة البقر والعجل ونسوها، ولكن الهند لم تنسها لأن طبقة البراهمة تحتفظ بتقاليدها التي ورثتها قبل 3 آلاف سنة.
 

الحضارة الفرعونية

وكان يرمز للإله حتحور بالبقرة، وهى تعتبر إلهة السماء، والحب، والجمال، والأمومة، والسعادة، والموسيقى، والخصوبة، سميت قديما باسم بات ووجدت على لوحة نارمر.
 
وهى معبودة مصرية قديمة، جعلها أصحابها تارة فى صورة بقرة، وتارة فى صورة امرأة لها أذنا بقرة أو على رأسها قرنان، كانت عندهم رمز الأمومة البارة، وفى اسمها حتحور أى بيت حور أو ملاذ حور ما يشير إلى ذلك، فهى التى أوت اليتيم حورس ابن إيزيس وأرضعته وحمته، فغدت بذلك أمًا له وللطبيعة كافة، باعتبارها رمزًا إلى السماء، ثم جعلوها راعية للموتى وأسكنوا روحها ما يزرع عند قبورهم من شجر الجميز، ثم أبرزوها من الأغصان جسدًا يرسل الفىء ويسقى الظمآنين ممن رقدوا فى حظائر الموت، وتصوروا أنها تجوب أحيانا الصحراء غرب النيل فى هيئة اللبؤة لحماية القبور هناك، ما زال اسمها حيًا فى اسم ثالث شهور السنة القبطية (هاتور) وتدخل فى التقويم المصرى الحديث.
 
وربما ظهر ذلك مع الإلهة هى الأنثى فى بعض الثقافات، وذلك لارتباط الإلهات بالأرض والأمومة والحب والأسرة.
 

الحضارة الهندية

البقرة منذ القدم هى أحد الحيوانات المقدسة لدى الهنود، ويرجع  ذلك لتقديسها فى الديانة الهندوسية القديمة، إذ تختلف الطوائف الهندوسية في نظرتها لحيوان البقرة، ثمة طوائف تكن لها الاحترام والتبجيل، وأخرى تقدس وتأله، ووفقًا لوجهة نظر الطوائف المبجلة للبقر فإنها لا تعبدها؛ بل ترى أن كل الحيوانات مقدسة علي وجه العموم، والبقرة بالأخص لأنها رمز للأرض المغذِّية المعطية دائمًا، البقرة تمثل لديهم الحياة نظرًا لسخائها الشديد، فلا تأخذ سوى الماء والعشب والحبوب، بينما تمنح البشر الحليب، والقشدة، واللبن، والجبن، والزبدة، وأيضًا السمن، وأيضًا فإن البقرة إذا ذبحت تمنح اللحم والعظم والجلد وكل شيء فيها يستخدم بطريقة أو بأخرى.
 
أما الطوائف الأخرى المتشددة فهي تعبد البقر حقًا، بل إن هناك جماعات مسلحة تترصد من يذبح البقر ويأكله، لتقتله وتأخذ البقر من عائلته، عرفت هذه الجماعات باسم «حماة البقر»، يطوفون البلاد ويأخذون البقر من المسلمين والمسيحيين عنوة ليحافظوا على حياة البقر، ورغم أن الحكومة الهندية تحاول السيطرة على هذه الجماعات، إلا أنها لا تزال تعمل في وضح النهار، ويصور بعضها مشاهد ضرب البقر وسرقتها، ويبثون على «يوتيوب»، قائلين: «ديننا أعطانا الحق في وقف ذبح أمنا».
 

العرب

العرب (وخاصة البادية) على العكس من المصريين والهنود، يحتقرون البقرة، وكثير منهم لا يأكل لحمها حتى الآن ولا يطيق رائحته، وفي القديم لا يشربون حتى حليبها (والسبب البيئة) فإن البقرة لا تحتمل العيش في صحراء العرب، لا تستطيع السير في الرمال والجبال، ولا العيش في حر الصحراء اللاهب الجاف، كما أنها شرهة في الأكل, ماترفع رأسها منه، ولا تصبر على الجوع والعطش أبداً، لهذه الأسباب المقصورة على البيئة فقط كره كثير من العرب البقرة بشكل عجيب، والبدو لا يعتبرونها من الحلال، وهم معذورون لأنهم إن اقتنوها -آنذاك- خسروها، فما في بيئتهم يقضي على البقر قضاءً مبرحاً، حين كانوا يعيشون في صحراء جرداء ( لا نبات فيها) و( لا ماء وافراً في أرضها القاحلة).. هذا كله معروف ومقبول واستعبادهم لها آنذاك له مبرر، لكن الغريب أن كراهية لحوم الأبقار لا تزال موجودة لدى كثير من العرب.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

طريق الموت ينهى رحلة جوتا نجم ليفربول.. تقرير يفضح كارثة الطريق الأخطر بإسبانيا

أجواء شديدة الحرارة رطبة.. تفاصيل حالة الطقس والظواهر الجوية المتوقعة اليوم

طقس اليوم الجمعة 4-7-2025.. أجواء شديدة الحرارة وشبورة ورطوبة مرتفعة

المحكمة العليا تؤيد ترامب في معركته لترحيل مهاجرين إلى جنوب السودان

صراع القارات على زعامة العالم يشتعل في مونديال الأندية


8 أندية من 6 دول و33 جنسية.. كأس العالم للأندية 2025 يدخل مراحل الحسم

رحلة عبر الزمن.. تعرف على أسرار مدينة "ديميه السباع" فى قلب الفيوم (صور)

موعد انطلاق الموسم الجديد فى دورى الكرة النسائية بمشاركة 17 ناديا

مدربون يظهرون لأول مرة فى الدورى المصرى.. ريبيرو وفيريرا الأبرز

تحديث شامل.. جدول مواعيد قطارات الصعيد والإسكندرية اليوم الجمعة 4-7-2025


لا تفوت الفرصة.. مميزات مدرسة الضبعة للطاقة النووية لطلبة الإعدادية

أحمد سامي يطالب الاتحاد السكندري بضم "ربيعة"

الشباب السعودي يُعلن تعاقده مع الإسبانى إيمانول ألجواسيل

أهم أخبار الفن.. طرح ألبوم عمرو دياب الجديد "ابتدينا".. الهضبة وتامر حسنى وأنغام وويجز نجوم الدورة الـ3 من مهرجان العلمين الجديدة.. عزاء أحمد عامر الأحد المقبل.. وفاة مايكل مادسن.. وعرض "حاجة تخوف" بمسرح أسيوط

تليفزيون اليوم السابع يرصد تفاصيل الاجتماع التشاورى للأحزاب لاختيار القائمة الوطنية بانتخابات مجلس الشيوخ 2025.. قيادات الأحزاب: إعلان أسماء المرشحين خلال أيام.. وتشكيل لجنة قانونية ومقر موحد للقائمة.. فيديو

نشرة أخبار الفن من 70 سنة.. سُمعة يستعد لتصوير "إسماعيل ياسين فى الطيران".. فريد شوقى يتعاقد على 5 أفلام.. مهرجان سينمائى فى أفغانستان.. ويوسف وهبى يطلب 400 جنيه نظير مشاركته فى حفل أضواء المدينة

ملف السلاح يتصدر المشهد فى لبنان.. حزب الله يخرج عن صمته ويؤكد: لن نسلم سلاحنا ولا بالتهديد.. إسرائيل خطر استراتيجى فى المنطقة.. جلسة للحكومة اللبنانية لبحث الملف.. سلام: لا استقرار دون انسحاب جيش إسرائيل

العالم هذا المساء.. بوتين لترامب: روسيا ستحقق أهدافها فى أوكرانيا.. وفاة طفل وإصابة 29 بسبب تناول لحوم ملوثة فى فرنسا.. و92 شهيدا فى قطاع غزة بينهم 42 من منتظرى المساعدات منذ فجر الخميس

الأرصاد الجوية العالمية: موجة برد قطبية نادرة تضرب تشيلى والأرجنتين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى