لوحة فنية على النيل.. جزيرة إلفنتين على الطراز النوبى جوهرة الجنوب وعشق السائحين

مبادرة أسوان تحول البيوت النوبية إلى لوحة فنية جمالية

أسوان – عبد الله صلاح

الأحد، 30 أغسطس 2020 03:00 ص

فى بقعة ساحرة على ضفاف النيل بمدينة أسوان تزين جزيرة أسوان النوبية وتكتسى باللون الأبيض لتتحول إلى لوحة فنية تبهر الناظرين، حيث تعد هذه الجزيرة أحد أجمل قرى أسوان المطلة على النيل، والتى تحمل منازلها الطراز النوبى الفريد وتحيط بها الخضرة والرمال الصفراء وتنعكس على وجه النيل الخالد الذى تزينه الصخور والبواخر والمراكب الشراعية.

وفى جولة لـ"اليوم السابع" داخل جزيرة أسوان السياحية، نسلط الضوء على مبادرة محافظة أسوان لتجميل ودهان واجهات المنازل النوبية على الجزيرة التى يطلق عليها أيضاً "جزيرة الإلفنتين" وهى إحدى جزر مصر النيلية التى تقع بمدينة أسوان، وتبلغ مساحتها نحو 1500 متر طولا و500 متر عرضا، وأغلب سكانها من النوبيين، ويوجد بها مساحات زراعية أغلبها من النخيل، ومتحف أسوان، وبقايا من معابد حجرية من العصور المختلفة، ويبلغ عدد سكان الجزيرة أكثر من 5800 نسمة وغالبيتهم الساحقة من أبناء النوبة الذين يعيشون على قريتين فى وسط الجزيرة هما "سيو" و"كوتى"، ويعمل معظمهم فى الأعمال اليدوية والزراعة والسياحة، ومازالوا محتفظين بالطابع النوبى فى الشوارع الرملية والمنازل الملونة.

وأكد أهالى الجزيرة لـ"اليوم السابع"، أن المبادرة ساهمت فى إظهار لوحة جمالية للمكان الذى ظهر بريقه من الجهة الغربية لكورنيش النيل، حيث تظهر البيوت النوبية وكأنها لوحة فنية تجذب أنظار السائحين، خاصة أن هناك الكثير من الأجانب يفضلون قضاء وقت ممتع وسط بيئة صحية داخل الجزيرة ويتمتعون بالتجول فى الجزيرة وزيارة متحف الإلفنتين فيها، مما ساعد على ازدهار حركة السياحة.

وقال خالد كالوس، مرشد سياحى، من أهالى جزيرة أسوان، إن هذه الجزيرة قديمة وأثرية يعيش عليها مواطنون غالبيتهم نوبيون، وفى الآونة الأخيرة طور أهالى الجزيرة وضع المكان سياحياً لاستيعاب عدد أكبر من السائحين الأجانب والزوار المصريين خلال فترة الشتاء، وذلك من خلال إقامة موتيلات سياحية "فنادق مصغرة" تعكس الحياة الطبيعية لأهل النوبة والبيئة النظيفة التى تخلو من الضوضاء، بجانب هدف استيعاب الأعداد الزائدة من فنادق مدينة أسوان خلال فترة ذروة الموسم السياحى الشتوى.

وأضاف "كالوس"، أن القرية حظيت خلال الفترة الأخيرة باهتمام المحافظة من خلال مبادرة دهان وتجميل واجهة بيوت الجزيرة، والتى قام بها فنان نوبى اسمه "رجب كونده" وذلك لإضافة الطابع النوبى على أعمال التجميل، مشيراً إلى أن هذا العمل ظل الإعداد له على مدار الشهرين لترسيخ هذا العمل الفنى الجميل، مشيراً إلى أن هذا العمل يحسب لمحافظ أسوان والأجهزة المعاونة له.

وتابع المهندس وليد إبراهيم محجوب، من سكان الجزيرة، أن مبادرة تطوير وتجميل البيوت على الجزيرة جاءت بتوجيهات من محافظ أسوان نظراً لأن موقع الجزيرة حيوى بالنسبة للسياحة نظراً لوقوعها بين متحف الإلفنتين الأثرى وأحد الفنادق السياحية الكبرى وسط النيل، لافتاً إلى أنه تم مراعاة اختيار شكل الواجهة بعناية وإبراز اللون الأبيض لأنه أكثر ما يميز البيوت النوبية بجانب اللون الأحمر والبرتقالى والأخضر وهى من سمات الألوان التى تميز الطابع النوبى، موضحاً بأنه فى نهاية المبادرة تم تشكيل وفد من سكان الجزيرة لتقديم الشكر لمحافظة أسوان وعلى رأسها المحافظ وإهدائه درعاً تكريماً لاهتمامه بجزيرة أسوان وإبرازها بالشكل الجمالى اللائق.

وأوضح اللواء أشرف عطية محافظ أسوان، لـ"اليوم السابع"، أن المحافظة قامت فى إطار الخطة الاستثمارية الموحدة بتنفيذ مشروع تطوير وتجميل جزيرة أسوان ، بالإضافة إلى رفع تراكمات القمامة والمخلفات مع إزالة الحلف والهيش وتقليم الأشجار مع تسوية أى بؤر عشوائية.

وأشار المحافظ إلى أن هذه المبادرة ستكون نموذجاً يحتذى به فى تجميل الجزر النيلية والمناطق الأخرى المطلة على مجرى نهر النيل ليتواكب ذلك مع مشروعات التطوير والتجميل الجارى الإعداد الجيد لتنفيذها لتصبح أسوان فى أبهى وأجمل صورة ممكنة أمام مواطنيها وضيوفها.

وقال اللواء عطية، إن مشروع تجميل واجهات شمل أكثر من 200 بيت ومبنى بجزيرة أسوان والتى تقع على مساحة 750 ألف م2 ، وتضم أيضاً مساحات زراعية أغلبها من النخيل، بجانب متحف أسوان ومعبد الألفنتين، فيما يبلغ عدد سكانها أكثر من 5800 نسمة ، مشيراً إلى أنه تم تحويل البيوت والمبانى على الجزيرة إلى لوحة فنية تبرز التراث والثقافة النوبية عن طريق تلوين المنازل اللون الأبيض مع رسومات وزخارف عبارة عن مثلثات يتم تلوينها بألوان مختلف و هى الأحمر والأصفر والأزرق بهجة ولون جميل لرواد النيل والزائرين الذين يقومون بجولات نيلية و لكى تظهر الجزيرة بمظهر جمالى يميز أسوان عن أى محافظة أخرى .