انفجار مرفأ بيروت.. دماء وخراب ودمار ودموع.. هل يتسبب الحادث بانزلاق لبنان نحو انهيار اقتصادى تام؟.. صرخات استغاثة تسود المشهد.. كارثة صحية والمستشفيات تخوض معركة أشد فتكاً من كورونا.. وأزمة مالية خانقة متوقعة

انفجار بيروت
انفجار بيروت
كتبت: إسراء أحمد فؤاد

"مليون انفجار في المدينة"، بهذه العبارة لخص الشاعر محمود درويش الأحوال في بيروت قبل عقود مضت في قصيدته "مديح الظل العالي"، فما بين احتلال وحروب أهلية وفراغات دستورية واقتصاد يتهاوي، عانت بيروت علي مدار السنين.. ولا يزال - كما قال شاعر فلسطين الأول - "لا جديد لدي العروبة"..

كان انفجار مخزن المرفأ فى بيرون إحدى انفجارات درويش، لكنه كان مرعبا تسبب فى موجة انفجارية هائلة طالت عنان السماء، تشابهت فى شكلها لتلك الموجة الانفجارية التى خلفتها قنبلة هيروشيما وناجازاكى في نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945، لتشكل سحابة سوداء ونيران برتقالية اللون، حجبت شمس النهار لبرهة، عن أعين اللبنانين".. هذا ما أظهرته مقاطع الفيديو المختلفة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى لانفجار خزان فى مرفأ بيروت، عصر أمس، الثلاثاء.

تفجير بيروت

شكل الانفجار مشهدا مخيفا لم تشهده لبنان من قبل حتى فى الاعتداءات السابقة، حيث هزّ كل أنحاء العاصمة اللبنانية وطالت أضراره كل الأحياء وصولا إلى الضواحي، وتساقط زجاج عدد كبير من المباني والمحال والسيارات، حتى بلغ صداه فى قبرص المواجهة للبنان على بعد 240كم، افترش الإسفلت بالضحايا، وسقط حتى كتابة هذه الأسطر نحو 100 شهيد وألاف الجرحى، وهى أرقام مرشحة للزيادة الساعات والأيام المقبلة.

 

EenFfabXoAAO7HO
 

وكأنه كتب على هذه المدينة  التى يعيش فيها نحو مليونى لبنانى، العيش بوجع دائم، ساعات كارثية عاشتها العاصمة بيروت.. دمار هائل وصرخات استغاثة من تحت الركام، حالة هلع وخوف تسود كل لبنان، وكتبت صحيفة النهار اللبنانى ""بيروت عم تبكي اليوم، وستبكي خلال الأيام المقبلة على قرابة السبعين شهيداً وآلاف الجرحى حتى الآن"، الأمر الذى دفع بالمجلس الأعلى للدفاع لإعلان بيروت "منطقة منكوبة"، واعلان حالة الطوارئ لمدّة أسبوعين.

انفجار بيروتا

كان هذا المشهد الميدانى، لكن كان للكارثة وجه آخر داخل المستشفيات المنهك كوادرها الطبية اصلا من تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" وفى لحظة وقوع الكارثة، كان قد بلغ عدد مصابى الوباء العالمى فى كل لبنان نحو 4907 وتعانى هذا البلد من ارتفاع قياسى فى الاصابات، الأمر الذى دفع الحكمة قبل أيام من اتخاذ قرار إعادة الاغلاق التام بداية من اليوم الأربعاء.

 

EenN5ZvUEAAczJq
 

لكن يبدو أن الكارثة الصحية التى كانت تخشى منها بيروت جاءت من مكانٍ آخر، الصفعة لم تأتى من الوباء بل أتت من الداخل، فعقب الحادث أصبحت تخوض المستشفيات في بيروت معركةً أخرى غير متوقعة كانت أكثر فتكاً من الفيروس، الأمر الذى استدعى الصحة اللبنانية مناشدة المرضى لاسيما مرضى كورونا المكوث فى منازلهم والحصول على الرعاية الطبية الضرورية دون خطر نقل العدوى فى المستشفيات التى اكتظت بمصابى الحادث.

 

EemPulmXsAEVk7_

 

ورغم أن الحادث لم يكن الحوادث السياسية التى اعتاد عليها لبنان غير أنه سيؤثر بشكل كبير ايضا على التردى الاقتصادى الذى يعصف بالبلاد.

ليست-مفرقعات..-الأمن-العام-اللبناني-يكشف-السبب-وراء-انفجار-بيروت-الضخم

ولم يكد يخرج لبنان من أزمته الاقتصادية حتى جائت أزمة اخرى تضاف إلى اعباء القطاع الاقتصادى الذى يشهد أسوأ كارثة اقتصادية فى تاريخه، ويبدو أنه يسير نحو المزيد من التعقيد، فمنذ أكتوبر الماضى فقدت الليرة اللبنانية نسبة 70%من قيمتها، وهوت فى يونيو الماضى في السوق السوداء إلى 5000 ليرة، بدلا من السعر الرسمي المحدد بـ 1500 مقابل الدولار، ودخل لبنان أسوأ أزمة اقتصادية تهدد استقراره منذ الحرب الأهلية، ليأتى الحادث ويضيف إليها أزمة مالية خانقة، مرتقبة بعد اعلان جمعية المصارف اللبنانية أن المصارف بفروعها كافة ستقفل أبوابها اليوم الأربعاء لمعالجة الأضرار المادية الناجمة عن هذه الكارثة الكبرى.

download

وعلى مدى الأشهر الماضية ظل اللبنانيون يحتجون على الحكومة وسياساتها الاقتصادية على، تعبيرا عن سخطهم إزاء التراجع غير المسبوق في قيمة عملة بلده، وأثارت الأزمة غضب فئات اجتماعية واسعة تضررت قدراتها الشرائية بفعل انهيار العملة اللبنانية، وأصبحت شبه عاجزة عن شراء الطعام أو دفع إيجار بيوتها، فلجأوا إلى التظاهر وإغلاق الشوارع والطرقات في عدد من المدن، من طرابلس في الشمال إلى صور في الجنوب، وافترشوا الشوارع طوعا احتجاجا.

5f29aa7c421aa95a861e08fa

واليوم باتت أجساد ضحاياهم تفترش شوارع بيروت اثر حادث مخزن المرفأ، فهل يتسبب الحادث فى انزلاق لبنان نحو انهيار اقتصادى واجتماعى تام وتتبدد أحلامهم فى النهوض باقتصاد البلاد وحياة اجتماعية كريمة؟.. سؤال ستجيب عليه الأعوام المقبلة.. وتطوي بيروت اليوم صحفة مؤلمة جديدة من تاريخ الدم والنار، ولم تزل مناشدة درويش لفجر بيروت قائمة حين قال: عجل لنعرف جيدا أين صرختنا الأخيرة.

 

saidhariri_116638639_386873228942313_2216839325343323270_n

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تعرف على الفرق بين اختصاصات مجلسى النواب والشيوخ وفقا للقانون

هداف الدوري الإنجليزي التاريخي.. محمد صلاح خامس العظماء

البرازيلي خوان ألفينا يترقب الظهور الأول مع الزمالك

للأزواج.. ماذا تفعل حال ملاحقة زوجتك لك لسداد قائمة منقولات بقيم مبالغة؟

منتخب مصر للناشئات يواجه غينيا خارج الأرض 19 سبتمبر المقبل


بتروجت يصطدم اليوم بكهرباء الإسماعيلية بحثا عن الفوز الأول في الدورى

من البطاطس إلى القهوة.. موجة الغلاء تضرب موائد العالم.. الأرز والكاكاو وزيت الزيتون ضحايا جديدة للتغير المناخى.. ارتفاع الأسعار تصل حتى 280%.. سعر القهوة يزيد 100%.. والزيتون يواصل الصعود بنسبة 50% سنويا

لمسة الأبطال.. محمد صلاح ضمن قائمة ملوك الحسم في تاريخ الدوري الإنجليزي

أشرف زكى يصدر قرارا بمنع الفنانين الحديث عن أزمة بدرية طلبة بأى وسيلة إعلامية

أعظم العسكريين بالتاريخ الفرعونى.. تمثال الملك تحتمس الثالث بمتحف الغردقة


شواطئ مطروح والساحل الشمالى مقصد الباحثين عن المتعة داخل وخارج مصر.. إقبال على الشواطئ والقرى والمنتجعات السياحية.. أفواج مصايف الشركات والأندية والنقابات تزيد زخم المصيف.. وتزايد كبير لرحلات اليوم الواحد.. صور

منتخب السلة راحة اليوم ببطولة الأفروباسكت لكرة السلة

موعد مباريات اليوم الجمعة 15 -8 -2025 في الدورى المصرى

الأزهر: المسجد الأقصى لن يكون لقمة سائغة والحق سيعود لأهله والباطل إلى زوال

سنة دون مبرر.. غلق الوحدة السكنية يوجب إخلاءها فى قانون الإيجار القديم

أخبار 24 ساعة.. التعليم: تطبيق أعمال السنة على طلاب الثالث الإعدادى بدءا من 2028

انتحار ضابط احتياط إسرائيلى بعد مشاركته فى معارك بقطاع غزة

الأقصر تدعم المزارعين.. علاج 40 فدانا من دودة القصب الكبيرة.. الانتهاء من زراعة 16 حقلا إرشاديا بمحصول الذرة الرفيعة.. 20 رخصة لمحال الاتجار في الأعلاف.. ومقاومة حشرة النمل الأبيض بـ 19 منزلا بالمجان.. صور

أبرق قرية ظهرت فيها علامات الإنسان القديم ومخطوطاته قبل التاريخ.. تقع شمال غرب مدينة الشلاتين.. أهم مناطق محمية جبل علبة الشهيرة.. يقع بها أقدم آبار الصحراء الشرقية.. ويعيش بها قبائل العبابدة والبشارية.. صور

بدء هدم عمارة هندسة السكة الحديد بميدان رمسيس لتوسعة كوبرى أكتوبر.. إنشاء موقف متعدد الطوابق للقضاء على العشوائية وإزالة كافة الأكشاك والمحال المنتشرة بالميدان.. وتجهيز مول تجارى ومكاتب إدارية بديلة.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى