لبنانيون يقارنون بين "كرافته" عون وماكرون.. ونشطاء: رئيس فرنسا أكثر حزنا

يعيش الشعب اللبنانى فى ظل حالة سخط وغضب من حكومة بلاده، بسبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى يمر بها لبنان، إضافة إلى الكارثة التى حلت بالعاصمة بيروت بعد تفجيرات مرفأ بيروت، وبينما يعبر اللبنانيون عن غضبهم تجاه رئيسهم وحكومته، فإن استقبلوا الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، بحفاوة بالغة، معتبرينه طوق النجاة من الخراب والدمار الذى تغرق فيه بلادهم.

وسلط اللبنانيون عبر صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعى، الضوء على سقطة وقع فيها الرئيس اللبنانى ميشال عون، لارتدائه "كرافته" بلون فاتح رغم إعلان البلاد الحداد على أروح ضحايا تفجيرات بيروت، بينما ارتدى الرئيس الضيف إيمانويل ماكرون، "كرافته" باللون الأسود حدادًا واحترامًا لأرواح الضحايا، ما جعلهم يضعون مقارنة بين الرئيسين من خلال الصور التى جمعتهما خلال استقبال عون لنظيره الفرنسى ماكرون، فى المطار، وأثناء اجتماعهما بالقصر الجمهورى اللبنانى.

ورغم أن رئاسة الجمهورية اللبنانية، كانت أعلنت تنكيس العلم اللبنانى على مداخل قصر بعبدا الرئاسى، حدادًا على الضحايا من قتلى ومصابين جراء الانفجار المدمر الذى وقع بالميناء البحرى للعاصمة بيروت، كما نكس العلم اللبنانى عند مدخل السراى الحكومى (مقر رئاسة الوزراء) حدادًا على ضحايا الانفجار، لكن هذا الحداد لم يمتد إلى ملابس الرئيس اللبنانى ميشال عون، كونه إشارة رمزية للحداد من رئيس الدولة لتضامنه مع الضحايا وأسرهم.

يأتى هذا فى ظل زيارة للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، جاءت بمثابة طاقة النور والأمل للشعب اللبنانى، وذلك بعد يوم واحد من التفجير المأساوى فى مرفأ بيروت الذى راح ضحيته مئات القتلى والمصابين، إضافة إلى خسائر هائلة فى الممتلكات وتشريد أكثر من 300 ألف شخص فى العاصمة اللبنانية بيروت، كما برز خلال زيارة ماكرون إلى العاصمة بيروت وتفقده موقع الانفجار فى مرفأ بيروت، مدى تضامنه مع الشعب اللبنانى وتأثره بمصابه، وأن زيارته هذه إلى بيروت جاءت بهدف دعم الشعب وليس الحكومة أو السياسيين اللبنانيين، واللافت للنظر فى الصور.

ويشار إلى أنه كان قد انتشر مقطع فيديو بشكل كبير عبر صفحات اللبنانيين وصفحات المواقع المحلية على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، والتى نقلتها أيضًا الشبكات الإخبارية العربية والعالمية، حيث يظهر فى الفيديو صوت سيدة لبنانية تتحدث إلى ماكرون بالفرنسية وتطالبه بعدم تسليم أموال المساعدات إلى الحكومة الفاسدة.

وتقول السيدة اللبنانية إلى الرئيس الفرنسى، حسب مقطع الفيديو الذى نشرته قناة "الحدث"، "لا تعطوا الأموال للحكومة الفاسدة أرجوكم.. طفح الكيل بنا شعب لبنان جريح"، فرد عليها الرئيس إيمانويل ماكرون، "لا تقلقى".

كان قد أبلغ الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون حشودا من اللبنانيين الغاضبين فى وسط العاصمة بيروت بأن الدعم الذى ستقدمه باريس لبلادهم لن يذهب إلى "الأيدى الفاسدة"، وإنه يريد اتفاقا جديدا مع السلطات السياسية.

وقال ماكرون، للمحتجين فى وسط بيروت بعد يومين من الانفجار الذى أحدث دمارا هائلا بالمدينة "أضمن لكم هذا- المساعدات لن تذهب للأيدى الفاسدة"، وأضاف "سأتحدث إلى جميع القوى السياسية لأطلب منها اتفاقا جديدا. أنا هنا اليوم لأقترح عليهم اتفاقا سياسيا جديدا"، وكانت الحشود قد استقبلته بهتافات تطالب بإسقاط "النظام".