ليلة الكر والفر على طريق قصر بعبدا فى لبنان.. اشتباكات بين المتظاهرين وقوى الأمن.. متظاهرون يطالبون بحقوق ضحايا الانفجار فى ذكرى الأربعين على رحيلهم.. وإصابات فى صفوف المحتجين جراء الاشتباكات.. فيديو وصور

الأوضاع فى لبنان

بيروت ـ إيمان حنا

الأحد، 13 سبتمبر 2020 11:00 ص

أظلمت سماء بيروت مجددا، نتيجة صرخات المتظاهرين على طريق الأوتوستراد المؤدية لقصر الرئاسة بمنطقة بعبدا، متزامنة مع انقطاع الكهرباء حتى أضاءوا الكشافات لاستكمال مسيرتهم، وعلت الهتافات بنبرات أصوات اختلط فيها الغضب بالحزن والانكسار، مطالبين بالقصاص لضحايا انفجار مرفأ بيروت، الذى يوافق اليوم ذكرى الأربعين على على وقوعه، معبرين عن إصرارهم على رحيل النظام والمسئولين محملينهم مسئولية وتبعات كل ما يمر به لبنان من أحداث كارثية وأزمات مستعصية، فى الوقت نفسه خرجت تجمعات مؤيدة وداعمة للرئيس عون ، مؤكدين أنه ضمانة الاستقرار الأمنى فى البلاد.

تخلل المظاهرات اشتباكات بين المتظاهرين وقوى الجيش والأمن اللبنانى، وإطلاق رصاص مطاطى وحى وإن كان الرصاص الحى استخدم فقط لترهيب المتظاهرين ، لكن الرصاص المطاطى أصاب بعضهم بجروح سطحية لم تقتضى انتقال أى منهم للمستشفى .

الكر والفر على طريق قصر بعبدا (1)

وعن قرب حاولت اليوم السابع ، الاستماع لنبض المتظاهرين وأسباب نزولهم الشارع ، ومطالبهم ، الذين عبروا عن غضبهم الذى دفعهم للمشاركة فى مظاهرات اليوم بطريق قصر بعبدا ، فقالت إحدى المتظاهرات، تعمل مدرسة، وهى ممسكة بيدها بعض الرصاصات التى وجدتها على الأرض :" كانت مظاهرتنا سلمية لكن قوى الأمن أطلقت علينا رصاص حى ، وواحد انصاب فى رأسه ".

وأضافت: "نزلنا عشان فيه ناس جعانه ، وبحثا عن الكرامة التى تنقص اللبنانيين، للأسف المسئولين مش حاسين ، كل همهم يضلوا على كراسيهم ويتحاصصوا ويقسموا الغنايم وشعبهم عبيموت "

وأضافت: "من أول يوم فى ثورة 17 تشرين نزلت أطالب بكرامتى، أنا مش حاسة أنى مواطنة لى قيمة ، عاوزين نحس أننا أبناء البلد دى".

وعما تعرضوا له أثناء المظاهرة قالت:"القمع بالرصاص الحى، وأكبر دليل الرصاصات التى بيدى" .

وقالت: "بيروت كل عمرها سويسرا الشرق ورح ترجع أقوى من الأول ، ولا يضيع حق وراءه مطالب، وحقنا رح يرجع إذا الله أراد".

الكر والفر على طريق قصر بعبدا (2)

اشتباك وإطلاق رصاص

أضاف متظاهر آخر أصيب فى قدمه اليمنى، قائلا:" نحن ثوار 17 تشرين (أكتوبر )، واليوم لم يسمحوا لنا بالوصول إلى بعبدا ..رغم أن من حقنا نذهب للقصر فهذا قصر الشعب لكن القوى الأمنية منعتنا".

وأوضح قائلا: "فى البداية ضربت قوى الأمن علينا رصاص مطاطى وحى، وأصبت بجرح سطحى فى قدمى اليمنى، والبعض أيضا أصيب لكن جميعها إصابات خفيفة".

وعن أسباب مشاركته فى المظاهرات قال "نريد إسقاط كل الفاسدين ومحاسبة المتسببن فى انفجار المرفأ ..كلن يعنى كلن مفيش استثاء لأحد ، عاوزين عهد جديد".

الكر والفر على طريق قصر بعبدا (3)

أزمة خانقة

وبصوت خنقه الدموع والغضب، قال متظاهر لليوم السابع :"نزلت المظاهرة عشان خلاص طفح الكيل بالشعب اللبنانى مش قادر أجيب حليب لابنى من 10 أيام ، عاوزين نشد على أيد القضاء اللى هو آخر أمل لنا ، بنقول للقاضى صوان اللى مسئول عن تحقيق انفجار المرفأ اتقوى الشعب هو مصدر السلطات والدستور "

وأضاف: "مش بدنا اللى موقفين اليوم، إحنا بدنا الوزراء الحاليين والسابقين اللى عرفوا أن فيه مظاهرة اليوم ، لكن ما عرفوا أن فيه مئات الكيلو جرامات من النيترات متخزنة لتدمر الشعب؟ !

واستكمل حديثه قائلا: "كله فى مرمى غضب الثوار الحكومات السابقة والجديدة ، حتى قصر بعبدا، مش هنسكت وهنضل نطالب بحقوقنا ، أنا بدفع من جيبتى للدولة وابنى محروم من الحليب من 10 أيام، موتنا من الجوع وطفح بنا الكيل " .

الكر والفر على طريق قصر بعبدا (6)

متظاهرة: الناس جوعانه

وقالت إحدى المتظاهرات ، طالبة فى كلية الفنون: "أنا نزلت اليوم حتى أطالب بحقوقنا اللى لنا شهور بنطالب بها وما حد عطينا إياهم، وفيه سيدة اليوم كبت حالها على الارض وكان بدها تنتحر عشان ما معها تاكل".

وأضافت لليوم السابع، "فيه استفزاز لنا من قبل قوى الأمن وهددونا بإطلاق الرصاص الحى، ودفشوا (أزاحوا بالقوة) المتظاهرين حتى يبعدوا عن الطريق المؤدى لقصر بعبدا ورجعونا فى الاتجاه المعاكس منطقة الحازميه".

وعن مطالبها قالت: "عاوزين حق الناس الجوعانة ، واللى بده يتعلم يتعلم ، حرام عالم مثلنا مثلهم يدفشونا ويقوصونا (يطلقوا رصاص)، لن الحمدلله ما حد انصاب بالرصاص وكلها كانت جروح سطحية بسيطة، لكن التهديد بالرصاص ما بنقبل فيه".

الكر والفر على طريق قصر بعبدا (4)

وعن أحلامها، قالت:"نفسى لما أتخرج ألاقى شغل وأعيش بكرامة فى بلدى ، وكل اللى نفسه يتعلم يقدر يتعلم ، ويكون عنده فرصة يشتغل ".

وعن ضحايا الانفجار الذين مر على رحيلهم 40 يوما ، قالت والدموع تخنق نبرات صوتها :" عم بجرب أعبر بس مو بعرف شود بدى أعبر لك ..الله يصبر الناس اللى خسرت أهلها ".

ويتزامن هذا مع حلول ذكرى الأربعين لكارثة انفجار مرفأ بيروت الذى خلف وراءه ما يقارب 7000مصاب و200قتيل؛ وبهذه المناسبة يقيم غبطة البطريرك المارونى الكاردينال مار بشارة بطرس الراعى اليوم الأحد قداسا على أرواح الشهداء والضحايا فى كنيسة سيدة لبنان حريصا بحضور عدد من أهالى الضحايا والشخصيات العامة فى لبنان.