زواج السيدة فاطمة وعلى بن أبى طالب.. عباس العقاد يرد على المستشرقين

غلاف كتاب فاطمة الزهراء
غلاف كتاب فاطمة الزهراء
كتب أحمد إبراهيم الشريف
فى الخامس عشر من شهر سبتمبر من عام 625  تم زواج الإمام على بن أبى طالب وفاطمة الزهراء بنت النبى محمد، عليه الصلاة والسلام، وهو الزواج المبارك الذى أنجب لنا الحسن والحسين، رضوان الله عليهم أجمعين.وقد ذهب البعض إلى أن السيدة فاطمة، تزوجت فى سن الثامنة عشرة من عمرها، لأنها لم تكن جميلة، وهو ما رد عليه الكاتب الكبير، عباس محمود العقاد فى كتابه "فاطمة الزهراء والفاطميون":
المشهور المتواتر أن السيدة فاطمة بلغت سن الزواج والدعوة المحمدية فى إبَّانها، والمسلمون بين مهاجر أو مقيم غير آمن، والحال قد تبدلت بعد الدعوة المحمدية فأصبحت خطبة المسلمات مقصورة على المسلمين، وهؤلاء المسلمون قلة، منهم المتزوج ومنهم من لا طاقة له بالزواج، فلا حاجة بالمؤلف إلى البحث الطويل ليهتدى إلى السبب الذى يؤخر زواج بنت النبى إلى الثامنة عشرة، ولو كانت أجمل الجميلات.
 
فاطمة الزهراء
 
وفى وسعه كذلك أن يتصور أن النبى يخصُّ بها ابن عمه، وينتظر بها يوم البَتِّ حين تهدأ الحال ويستعد ابن عمه للزواج ويستقر على حال بينه وبين آله الذين لا يزالون على دين الجاهلية، فلا هم فى ذلك الوقت ذووه ولا هم بُعداء عنه.
 
كل ذلك قريب كان فى وسع "العالم المحقق" أن يراه تحت عينيه، قبل أن يذهب إلى العلة التى اعتلها لتأخير الزواج، فلا يرى له من علة غير فقدان الجمال، ولكن الأسباب الواضحة القريبة لا يلتفت إليها؛ لأنها لا تعيب، والسبب الخفى البعيد تشوبه غضاضة، فهو الجدير إذن بالالتفات.
وكأنما كان "العالم المحقق" فى حاجة إلى جهالة فوق جهالته، فهو يفهم من بكاء السيدة فاطمة أنه شكاية من فقر على بن أبى طالب، ويسند هذا الفهم إلى رواية البلاذرى فى أنساب الأشراف، بعد زعمه أن فاطمة أُبلغت زواجها بعلى فسكتت من الدهشة لا من الخجل، وإنما دهشت، لأنها لم تكد تصدق أن أحدًا يخطبها بعد أن قاربت العشرين.
أفمن المألوف أو من التطبيق العلمى أن تكون الفتاة يائسة من الزواج، مدهوشة من خطبة الخطيب، ثم تتعلل العلل وتفرض الشروط وتستعظم نفسها على بنى عمومتها الفقراء، وليست هى يومئذ من الأغنياء؟
 
كلا! ليس ذلك بالمألوف ولا بالتطبيق العلمي، ولكنه تَمَحُّلٌ للظن فضيلته الكبرى أنه يشتمل على مساس بفاطمة وعلي. فهو إذن أحق بالترجيح من كل تقدير مألوف.
 
والبلاذرى — بعد — لم يذكر شيئًا من هذا، وليس فى كلامه عن مناقب على أو فاطمة شيء من قبيل الجواب الذى ينسب إلى الزهراء غير روايته الحديث بسنده وهو: "حدثنا عبد الله بن صالح عن شريك عن أبى إسحاق عن حبشى بن جنادة قال: لما زوج رسول الله ﷺ أرعدت، فقال: "اسكتي! فقد زوجتك سيدًا فى الدنيا، وإنه فى الآخرة لمن الصالحين".
هذا ما وجدناه فى النسخة المنقولة من مخطوطة الأستانة، ومن المطبوعة فى أوربا، فتفسير "الرعدة" بذلك المعنى إنما هو من إبداع المؤلف الحصيف!
هذا مثال من تحقيق هؤلاء المحققين حين يكتبون عن تاريخ أعلام الشرق وحوادثه، نَمُرُّ به لعبرته النافعة فى وزن التواريخ العصرية المزعومة، ولا ننبه إليه لقول قائل: إن السيدة فاطمة كانت محرومة من الجمال. فإنه لو صح لما كان فيه مهانة على سيدة شرفتها أكرم الأبوات كما شرفتها أكرم البنوات، ولكننا ننبه إليه؛ لأنه عبرة المعتبرين فيما يصنعه العقل بنفسه حين يمسخه مرض الأهواء، فيفترى على العلم والدين ما تأباه أمانة العلم، ويعافه أدب الدين.
ونعود إلى قياس الأخبار بالموازنة أو بما هو مألوف ومعقول، فنقول: إننا بحثنا عن خبر من أخبار زواج البنات فى آل محمد وآل علي، فلم تجد فى عصر النبوة غير واحد على قبيل الخبر الذى قيل فيه: إن السيدة فاطمة أشارت إلى فقر على حين بُلغت خطبته لها، وهو تزوج السيدة أم كلثوم.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إصابة 6 أشخاص فى حادث تصادم بالفيوم ونقلهم إلى المستشفى

مجلس الوزراء الإسرائيلى يوافق على توزيع المساعدات الإنسانية فى غزة

بالتواريخ أهم الظواهر الفلكية المرتقبة بسماء يوليو 2025.. اقترانات بديعة للقمر مع النجوم والكواكب طوال الشهر تشاهد بالعين المجردة.. وقمر الرعد بدر محرم ولمعانه 100%.. وشهب الدلويات تمطر السماء بـ20 شهاب بالساعة

الأهلى يرفض ضغوط وسام أبو علي للتراجع عن دفع 10 ملايين دولار للرحيل

إدارة الزمالك تطالب جون إدوارد بتوفير 30٪؜ من ميزانية الكرة


شيرى عادل تُصوّر حكاية ديجافو من مسلسل ما تراه ليس كما يبدو آخر يوليو

ماجدة الرومي تحيى حفلاً غنائياً في لبنان الثلاثاء المقبل

سامية الطرابلسي: أنا ماسعتش للتمثيل وهو اللي جالي لوحده

اليوم.. عزاء المطرب الشعبي أحمد عامر بمسجد الحامدية الشاذلية

‏الأكاديمية المصرية للفنون بروما تستضيف سلوى محمد على


موعد مباراة ريال مدريد ضد باريس سان جيرمان فى نصف نهائى مونديال الأندية

ديانا كرزون تحيى حفلاً غنائياً في مهرجان جرش 26 يوليو

ريال مدريد يهزم دورتموند ويواجه باريس في نصف نهائي مونديال الأندية.. فيديو

عادل حقي: "ابتدينا" ألبوم لـ عمرو دياب دسم يعيد المعنى الحقيقي للموسيقى

انتظام أحمد الشيخ وعمرو شعبان فى تدريبات حرس الحدود

أسيوط تحتفى بختام فعالياتها فى المهرجان القومى للمسرح المصرى

شريف مكاوى: فخور بتعاونى مع تامر حسنى فى "لينا معاد" والأغنية من كلماتى وألحانى

على السعيد مديرا فنيا لفريق الكرة النسائية بالزمالك

جمال العدل: شيكابالا أسطورة القرن الـ21 ولن يتكرر

غزل المحلة يفشل فى تجديد إعارة أحمد فوزى من بيراميدز

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى