الدروس الخصوصية ونظرية "التلاجة"

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

عادت ظاهرة الدروس الخصوصية إلى سابق عهدها بقوة، وكأن شيئا لم يكن، فلا أحد يعتد بالإجراءات الخاصة بمكافحة فيروس كورونا، وضوابط التباعد الجسدى، إلى جانب أن أجهزة الحكم المحلى على رأسها وزارة التنمية المحلية وما تشرف عليه من أحياء ومراكز مدن ومجالس قروية، فالكل يغمض عينيه عن هذه الجريمة التى تتم فى حق الأسرة المصرية، التى نرى جميعا أبعادها فى مستوى تعليمى ضعيف يعتمد على الحفظ والتلقين، يقدم لنا خريج ضعيف غير قادر على التعامل مع متطلبات سوق العمل.

التصريحات الرسمية عن غلق مراكز الدروس الخصوصية لم تتغير منذ 6 أشهر حتى الآن، فالكل يتحدث عن غلق 3 آلاف مركز منذ شهر إبريل الماضى حتى الآن، دون أن تتم أى ضبطيات جديدة أو تحركات فاعلة خلال الفترة الراهنة، بما يؤكد أن الملف أخذ طريقه إلى " الثلاجة"، كما تتعامل المحليات دائما مع معظم القضايا، فالأمر يبدأ قويا فاعلا ثم سرعان ما يتحول إلى أداء باهت وغير مؤثر، طالما لا توجد إرادة حقيقية نحو مواجهة الدروس الخصوصية باعتبارها العدو الأول للتعليم في مصر.

لا يختلف أحد من الخبراء والمتخصصين أن الدروس الخصوصية أفسدت التعليم في مصر، وحولته إلى تجارة رخيصة فى أيدى مجموعة من المعلمين لا يعرفون قيمة العلم أو رسالته، وأغلبهم استقال من التربية والتعليم، حتى يتفرغ إلى جمع الأموال والمكاسب من جيوب أولياء الأمور، ثم نرى مراكز ضخمة يتم تأسيسها سواء فى المدن أو القرى على حد سواء، حتى أصبح هؤلاء أباطرة بحق، استنزفوا كل الفائض من دخل وادخار الأسرة المصرية.

الدليل الأكبر على أن مراكز الدروس الخصوصية لا يقترب منها أحد هو بدء نشاط هذه المراكز بصورة ضخمة خلال الشهرين الماضيين، لدرجة أن القرى الريفية البسيطة باتت أوكارا لهذه المراكز، والأطفال الصغار في السنوات الأولى من المرحلة الابتدائية أصبحوا زبائن دائمين فيها، بما يخالف أنظمة التعليم الجديدة والمناهج المتطورة التى بدأتها وزارة التربية والتعليم قبل سنوات من أجل إعادة بناء طالب قادر على مواجهة تحديات العصر ومتطلبات أسواق العمل.

وزارة التربية والتعليم يحب أن تضع قضية الدروس الخصوصية على رأس أولوياتها فى المرحلة المقبلة، فهذه المشكلة هى العائق الأكبر أمام تطوير التعليم فى مصر، وقد استفادت الأسرة المصرية من تجربة كورونا خلال الـ 6 أشهر الماضية، بعدما تم وقف نشاط الدروس الخصوصية بشكل كامل، وقد كانت هذه بادرة جيدة للبناء عليها من أجل إنهاء هذه الظاهرة بشكل كامل، وعلينا أن نستكمل ما بدأناه تجاه هذه الظاهرة الخطيرة بتكثيف الضبطيات وإغلاق المراكز وتشميعها دون رجعة، حتى نضمن تعليم حقيقى لأبنائنا خلال الفترة المقبلة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حول الشوارع إلى جنة.. شاب قنائي يتطوع ويزرع 1000 شجرة على نفقته الخاصة بمدينته.. أحمد عبد العزيز: البداية كانت منذ عام وأحلم بزراعة المدينة كلها بالأشجار المثمرة.. وأسعى لتحقيق الفائدة العامة لأبناء بلدي.. صور

تعرف على مواعيد القطارات على خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الثلاثاء

ترامب: نحاول وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا

نتنياهو يرشح ترامب لجائزة نوبل للسلام

الأهلى يجهز بدائل "عادل وفيصل" فى صفوف اليد


تغير المناخ يهدد أفريقيا.. تقلبات الطقس المتطرفة تهدد المجتمعات المحلية.. توقع بارتفاع الحرارة بمعدل 4 درجات بحلول 2050.. ارتفاع مستوى البحر 20 سم منذ عام 1900.. والظواهر الجوية الشديدة زادت 3 أضعاف في 35 عاما

ترامب: حماس تريد وقف إطلاق النار فى غزة ولا أعتقد وجود عراقيل

حسام أشرف لاعب الزمالك ينتقل إلى سموحة لمدة موسم واحد على سبيل الإعارة

غادة عادل وأبطال وتر حساس 2 يبدأون تصوير أول مشاهد المسلسل 20 يوليو

وزارة الصحة توجه نصائح هامة لتجنب مخاطر ارتفاع درجات الحرارة


استكمال عمليات تبريد حريق سنترال رمسيس.. صور

جلسة مرتقبة فى الزمالك مع لاعبى العقود المنتهية فى صفوف اليد

مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 10 آخرين في "كمين كبير" بغزة

إشادات بأغنية "ماليش بديل" للهضبة.. امتداد لأغانى عمرو دياب فى الماضى

بوتين يوقع قانونًا يسمح للأجانب بالانضمام للجيش الروسي

تجدد اشتعال النيران في مبنى سنترال رمسيس والإطفاء تحاول السيطرة.. صور

مانشستر سيتي يواجه باليرمو وديا احتفالا بذكرى تأسيس النادي الإيطالي

الزمالك يواجه أورانج فى أولى ودياته استعدادا للموسم الجديد

ماركا تحسم الجدل: ميسي لا يخطط للرحيل عن إنتر ميامي هذا الصيف

توم كروز يخطط لإنهاء الخلاف مع نيكول كيدمان وإعادة لم شمل العائلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى