الجماعات الإرهابية.. وتزييف فكرة "المقاومة"

بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
"المقاومة".. شعار رفعه قطاع كبير من رعاة الإرهاب في العالم، في العقود الماضية، لتبرير دعمهم للميليشيات المتطرفة هنا وهناك في منطقة الشرق الأوسط، تحت ذريعة الاحتلال الإسرائيلي ودعم فلسطين، في الوقت الذى لم توجه فيه تلك الجماعات رصاصها لتحرير القدس، أو لمجابهة الدولة العبرية، بينما قاموا بتصدير الموت إلى الشعوب العربية، فلم ينجو منهم مدنيا أو عسكريا أو كنيسة أو مسجد، ليصبح هدفهم الحقيقى إشاعة الفوضى لتحقيق أحلام التوسع لدى أنصارهم، فصاروا تهديدا أقوى للعالم العربى في صورته الكلية، وللقضية الفلسطينية تحديدا، خاصة إذا ما كانت تلك التنظيمات هي الأخرى ذريعة إسرائيل لوصم العرب بـ"الإرهاب" أمام العالم، مما يبرر ما ترتكبه من انتهاكات.
 
المقاومة المزعومة سعت لتقويض المجتمع العربى بأسره، ليكون داعما لإسرائيل التي سعت لإخراس العالم عن الحق الفلسطيني، ليجردوا فلسطين من داعميها العرب، وعلى رأسهم مصر، والتي دفعت دماء الألاف من أبنائها، من أجل القضية، وبالتالي أصبحت الحاجة ملحة لتبنى استراتيجية جديدة، ذات مسار مزدوج، تقوم في أحد أبعادها على دعم فلسطين، بينما تحمل في جانبها الأخر مهمة إنقاذ الوجود العربى من أطماع مستعمرين أخرين يسعون للتوسع على حساب الأراضى العربية.
 
وهنا تبدو الأهمية الكبيرة للتوجه الذى آثرته دولتى الإمارات والبحرين، والذى سبقتهما فيه مصر قبل أكثر من 4 عقود من الزمن، والذى يمكننا تسميته بـ"المقاومة الناعمة"، في ظل مشهد دولى أحادى، مازالت تقوده الولايات المتحدة، والمعروفة بانحيازها منذ البداية لصالح الدولة العبرية، فالجنوح للسلم من شأنه التأثير بصورة كبيرة على القرار الأمريكي، خاصة وأنه يمثل انتصارا كاسحا للإدارة الحاكمة على الساحة الدولية، قبل أسابيع من انطلاق الانتخابات الرئاسية، وبالتالي يمكن استثماره لخدمة فلسطين من جانب، والمصلحة العربية الكلية من جانب أخر.
 
فلو نظرنا إلى حقبة الرئيس السابق باراك أوباما، نجد انحيازا أمريكيا صريحا لصالح القوى غير العربية في المنطقة، تجلى في أبهى صوره في الاتفاق النووي الإيراني والتقارب الكبير مع تركيا، على حساب القوى العربية الرئيسية، في انعكاس صريح لتماهيهما مع المصالح الإسرائيلية رغم الشعارات الحنجورية التي طالما رفعوها تحت إطار "المقاومة المزعومة، بينما كان العرب، بحسب الدعاية العبرية والتي لاقت قبولا دوليا، مجرد دعاة حرب، لا يستحقون، رغم قضاياهم الوجودية، أي قدر من التعاطف.
 
ولعل الخطوة العربية، والتي أطلقتها الإمارات والبحرين مؤخرا، أتت بثمارها، عبر إعلان الرئيس دونالد ترامب عن عدم ممانعته في تقديم أسلحة أمريكية لأبوظبى تضاهى ما تمتلكه إسرائيل، في انعكاس صريح لحالة من الثقة، بالإضافة إلى ضمان عدم قيام واشنطن بأى خطوة جديدة نحو طهران دون التوافق مع جيرانها العرب، على عكس أوباما الذى تجاهل مخاوف دول الخليج، عندما أقدم على توقيع الاتفاق النووي قبل 5 سنوات.
 
المقاومة العربية، في صورتها الجديدة، تطغى عليها الدبلوماسية، مما يساهم في تحقيق أكبر قدر من الفوائد لفلسطين، وحماية أراضيها من أية مخططات مستقبلية، كما كان الحال مسبقا مع مصر، والتي تمكنت عبر مبادرة السلام التي قدمها الرئيس الراحل أنور السادات، استعادة كل شبر من أراضى سيناء، وهو الأمر الذى لم يكن من الممكن تحقيقة بالحرب فقط، في انعكاس صريح لجدوى الدبلوماسية، باعتبار سلاح يمكن اعتماده في المقاومة لتحقيق مكاسب سياسية للفلسطينيين، بالإضافة إلى تخفيف جبهات المواجهة، في ظل تنامى أطماع القوى التوسعية في المنطقة في المرحلة الراهنة.
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يستطلع رأي ريبيرو بشأن عروض الإعارة لـ محمد عبد الله

بي اس جي ضد الريال.. مشوار عملاقي أوروبا إلى نصف نهائي كأس العالم للأندية

الطقس اليوم الأربعاء 9-7-2025.. أجواء شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء

انطلاق خامس أيام الترشح لمجلس الشيوخ.. اعرف المستندات المطلوبة

المتهمان بسرقة الشقق: بنسرقها بأسلوب التسلق


محاولات لإنهاء أزمة سيف الجزيرى في الزمالك

طائرة الريال تهبط فى نيويورك بعد تأخرها بسبب العاصفة وإلغاء مؤتمر ألونسو

قبل ما تشغل التكييف.. 9 نصائح تحميك من كارثة حريق مفاجئة

مبابي ضد باريس سان جيرمان في قمة تصفية الحسابات بمونديال الأندية

للأزواج.. إجراء بمحكمة الأسرة لو زوجتك طالبتك بنفقات غير مستحقة


ترامب يعلن حضور نهائى كأس العالم للأندية 2025

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

الحرارة تصل 42 درجة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025

غادة عبد الرازق ترد على اتهامها بالنصب وتتخذ الإجراءت القانونية

رجال الحماية المدنية بالجيزة يشاركون فى إخماد نيران سنترال رمسيس.. صور وفيديو

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

رئيس المخابرات الفرنسية: تقييم أولي يفيد بتضرر كل مكونات البرنامج النووي الإيراني

بطل من الحماية المدنية.. مدير إدارة عمليات يصعد على السلم ليساعد في إخماد حريق سنترال رمسيس

فيفا يرد علي استفسار الاسماعيلي بشأن أزمة القيد

‌مصر تطلق أول برنامج لمكافحة نواقل الأوبئة فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى