د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: المشاعر الافتراضية

د. داليا مجدى عبد الغنى
د. داليا مجدى عبد الغنى

أكثر الأشياء التى تُضحكنى من داخلي، هؤلاء الأشخاص الذين يفترضون فيمن أمامهم أنهم يعلمون بمشاعرهم حيالهم تلقائيًا وافتراضيًا، فلا يُكلفون أنفسهم عناء البوح بمشاعرهم وأحاسيسهم من وقت لآخر، فهم على يقين من أن مَنْ أمامهم يعلم بتلك المشاعر، ولا يحتاج لتجديدها من آن لآخر.

 

والواقع أن هؤلاء موهومون، فالإنسان وخاصة المُحب، دائمًا فى حالة احتياج للاستماع لكلمات الحُب، وتبرير السلوكيات، وتفسير المشاعر، فهذا الأمر يُنعش مشاعره، ويُجدد خلايا الإحساس، ويخلق حالة من الانتعاش النفسى والداخلي.

 

فكثيرًا ما أسمع فى الأعمال الدرامية زوجة تتحدث عن زوجها، وتقول أنه لم يقل لى كلمة (بحبك) على الإطلاق؛ لأنه يعلم أننى أعرف مقدار حُبه لي، فهو ليس بحاجة لأن يقولها، والحقيقة أنا لا أتمتع بتلك المشاعر، فالاعتراف بالمشاعر، ومُحاولة تجديدها باستمرار، هى التى تجعل للحياة مذاق خاص، يُساعد  الإنسان على استكمال مسيرته بصبر رغم مشقات الحياة، فالكلمة الطيبة صدقة، ومن يبخل بها، لا يُمكن أن يُؤل سلوكه بأن يكتفى بتصرفاته، وأن العبرة بالفعل وليست بالقول، فهذا الكلام منقوص، فالفعل والقول كلاهما يُكمل الآخر، وإلا ما كان المولى عز وجل خلق اللسان والكلام.

 

فنحن فى حاجة لأن نُعبر عما بداخلنا، وفى حاجة لأن نستمع لما يُغذى نُفوسنا وأرواحنا، فكلمات المشاعر لم تُخْلَقْ من أجل الاعتراف بها فقط، أو تقريرها، ولكنها وُجدت لكى تخلق حالة من السعادة والأمل، وتُحيى الخيال، وتقتل الملل والروتين، فهى لها دور كبير فى إنعاش الذاكرة، وتقوية جهاز المناعة، وشرح الصدور؛ لأنها تنعكس على الحالة النفسية للإنسان، وبالتبعية، سيكون لها صدى على الحالة الصحية له، طالما أن معنوياته ستكون مُرتفعة.

 

وعلينا أن تنذكر أن الإنسان عندما تُطرب آذانه بحُلو الكلام، يكون أكثر رقة وحنان، وقُدرة على العطاء، ورغبة فى التسامح، فكل شيء يُمكن أن يقبل بنظرية الافتراض، إلا المشاعر، فهى تحتاج إلى تحديث مُستمر؛ حتى تعيش وتستمر.

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

توتنهام ضد مان يونايتد.. أموريم يكشف قائمة الشياطين الحمر للنهائى الأوروبى

الأهلي يهزم فاب الكاميروني 36 - 25 ويتأهل لنصف نهائى الكئوس الأفريقية لسيدات اليد

وزير الخارجية الأمريكى: الولايات المتحدة لم تبحث ترحيل الفلسطينيين إلى ليبيا

كيف دعم ماجد الكدوانى صديقه كريم عبد العزيز فى عرض المشروع x

الزمالك يواصل التصعيد ضد إعلان اتصالات ويقدم شكوى لرئيس الوزراء


جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 (إنفوجراف)

تشابي ألونسو في مواجهة التحدي الأكبر مع ريال مدريد.. البداية من مونديال الأندية

معاينة حريق الشيخ زايد: النيران التهمت وحدة مستغلة كمطعم مأكولات ومشروبات سريعة

العين جامدة.. نجاة الدكتور جمال شعبان بعد انفجار إطار سيارته

صرف بوسى شلبى من النيابة بعد التحقيق معها فى اتهام أسرة محمود عبد العزيز لها بالتزوير


موعد أول سحور فى ذى الحجة.. وقت أذان الفجر وحكم صيام العشر الأوائل

"يا بومة مش هصرف عليكى".. رسالة على فيس بوك تقود زوجًا للمحاكمة والغرامة

ثروت سويلم: الأهلى تفاجأ بموعد القمة وانسحابه بسبب الحكام غير مُبرر

محامى عمرو وأحمد الدجوى: آخرون من العائلة سرقوا وادعوا على موكلينا

إيلى كوهين ومصر.. جاسوس إسرائيلى لم يستطع خداع المصريين أبدا.. السلطات اعتقله فى العدوان الثلاثى.. كان مسئولا عن تفجيرات خطيرة فى الإسكندرية.. والمعلومات تؤكد: الأجهزة المصرية لعبت دورا كبيرا فى إسقاطه

موعد مباراة الأهلى والزمالك لحسم التأهل لنهائى دورى سوبر السلة

كولر يترقب رحيل ميشيل يانكون من الأهلي لضمّه في جهازه الجديد

الأهلى يستقر على تواجد عمرو السولية فى قائمة كأس العالم للأندية

سيارة بنتايج تكشف حقيقة الرحيل عن الزمالك

ذكرى رحيل سمير غانم.. ما لا تعرفه عن نصيحة عادل إمام التى لم ينفذها

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى