هل الشيطان جميل الصورة أم قبيحها.. لماذا نختلف حول إبليس؟

الشيطان ـ صورة تعبيرية
الشيطان ـ صورة تعبيرية
كتب أحمد إبراهيم الشريف
لا ننكر أن الشيطان يشغل جزءا من تفكيرنا، وذلك لأن تربيتنا الدينية تجعل إبليس جزءا من صناعة الشر فى حياتنا، وجانب من تفكيرنا فيه هل هو جميل الملامح أم قبيحها، وكيف يملك القدرة على الإغواء؟ ذكر ابن القيم فى كتاب "الصواعق" ما معناه أن إبليس كان جميلاً لما كان مع الملائكة مشتغلاً بالطاعات، فلما عصى  جعل الله قُبْحَ صورته مثلاً يضرب لكل قبيح، كما قال الله تعالى: "طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ".
ومع ذلك لو كان الشيطان قبيحا، فكيف يضرب المثل به بقدرته على الإغواء مع أن الإغواء يحتاج إلى جمال كى يملك القدرة على اللإقناع؟

هل إبليس من الملائكة أم من الجنّ ؟

قال تعالى: " إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ.." وبقوله: "أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي.." ولا ذرية للملائكة... وبإخباره أنه خلق إبليس من نار السموم، وصح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: خلقت الملائكة من نور والنور غير النار بلا شك، فصح أن الجن غير الملائكة
إذا لم يكن إبليس من الملائكة فلما أمر معهم بالسجود لآدم عليه السّلام ؟
قال الله تعالى فى كتابه الكريم: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِى وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (الكهف:50)
ذكر ابن كثير فى التفسير أن إبليس كان يعبد الله مع الملائكة، وأنه لم يكن منهم وإنما تشبه بأفعالهم فدخل فى الخطاب معهم.

خلق إبليس من نار 

ومن قبل توقف ابن كثير فى «البداية والنهاية» عند باب خلق الجان وقصة الشيطان، وقال فيها، قال الله تعالى فى سورة الرحمن «خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ * وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ * فَبِأَى آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ» وقال ابن عباس، وعكرمة، ومجاهد، والحسن، وغير واحد «مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ» قالوا: من طرف اللهب، وفى رواية من خالصه، وأحسنه، وفيما رواه مسلم «خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من نار، وخلق آدم مما وصف لكم".

كان من الملائكة 

وقال كثير من علماء التفسير: خلقت الجن قبل آدم عليه السلام، وذكر السدى فى تفسيره: «لما فرغ الله من خلق ما أحب، استوى على العرش، فجعل إبليس على ملك الدنيا، وكان من قبيلة من الملائكة يقال لهم الجن، وإنما سموا الجن لأنهم خُزان الجنة، وكان إبليس مع ملكه خازنًا، فوقع فى صدره إنما أعطانى الله هذا لمزية لى على الملائكة».
 
وكثير من الحكايات عن إبليس فى الإسلام مردها إلى ابن عباس، الذى قال «إن الجن لما أفسدوا فى الأرض، وسفكوا الدماء، بعث الله إليهم إبليس ومعه جند من الملائكة، فقتلوهم، وأجلوهم عن الأرض، إلى جزائر البحور»، وقال أيضا: «كان اسم إبليس قبل أن يرتكب المعصية عزازيل، وكان من سكان الأرض، ومن أشد الملائكة اجتهادًا، وأكثرهم علمًا، وكان من حى يقال لهم الجن»، بينما روى ابن أبى حاتم، عن سعيد بن جبير، أن إبليس «كان من أشرف الملائكة من أولى الأجنحة الأربعة»، وكل ذلك أكده ابن جريج نقلا عن ابن عباس «كان إبليس من أشرف الملائكة، وأكرمهم قبيلة، وكان خازنًا على الجنان، وكان له سلطان سماء الدنيا، وكان له سلطان الأرض»، ومما قاله ابن عباس أيضا أن «الشيطان كان يسوس ما بين السماء والأرض».

كان من الجن 

بينما ذهب الحسن البصرى برأى مخالف لابن عباس: "لم يكن من الملائكة طرفة عين، وإنه لأصل الجن، كما أن آدم أصل البشر"، وقال آخرون: "كان إبليس من الجن الذين طردتهم الملائكة، فأسره بعضهم، وذهب به إلى السماء". بينما يقول الشيخ الشعراوى فى كتابه "معجزة القرآن" فى الجزء الثامن إجابة عن سؤال: هل كان إبليس يعيش مع الملائكة وقت أن أصدر الله سبحانه وتعالى الأمر بالسجود؟ بعض الناس قالوا إن الجن والملائكة كانت تعيش ذلك الوقت فى مكان واحد.. ولكن هذا القول يضع قيودا على قدرات الله سبحانه وتعالي، ذلك أن الله سبحانه وتعالى لا يحده زمان ولا مكان، ولذلك فإنه ليس من موجبات وصول أمر السجود إلى إبليس أن يعيش مع الملائكة فى مكان واحد وقت صدور الأمر بالسجود، ولو كان إبليس يعيش فى آخر الدنيا، والملائكة يعيشون فى السموات العليا فإن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يوصل أمر السجود إلى الملائكة، وإبليس فى نفس اللحظة رغم بعد المسافة، والله لا زمان عنده ولا مكان، لأن الزمان والمكان من خلق الله".

فى الكتاب المقدس 

هناك لفتة جميلة فى تفسير الكتاب المقدس، تقول إجابة عن سؤال: هل خلق الله الشيطان؟‏ إن الله لم يخلق الشيطان إبليس،‏ فالواقع هو أنه خلق الشخص الذى صار لاحقا الشيطان،‏ فالكتاب المقدس يقول عن الله «‏كامل صنيعه،‏ لأن جميع طرقه عدل، إله أمانة لا ظلم عنده،‏ بار ومستقيم هو‏»‏ (‏تثنية ٣٢:‏٣-‏٥‏)‏ ومن هنا نستنتج أن الشيطان إبليس كان فى وقت من الأوقات كاملا وبارا،‏ واحدا من أبناء الله الملائكيين.‏

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

صور أثار حريق شقة الفنانة نيفين مندور بالإسكندرية

ليفربول يبلغ وكيل محمد صلاح موقفه من رحيل الملك المصرى

الزمالك يكشف تطورات شكوى زيزو فى اتحاد الكرة

7 ممرات لوجستية متكاملة.. شرايين جديدة لتحويل مصر إلى مركز إقليمي للتجارة

150قناة عالمية تذيع مباريات كأس أمم أفريقيا 2025


مصطفى أبو سريع يعلن انفصاله عن زوجته ويعلق: كانت حق الأم المثالية لأولادي

الدوري الإنجليزي يخسر نجومه في أمم أفريقيا 2025.. صلاح ومرموش الأبرز

الأهلي مهتم بضم محمد توريه لتدعيم هجومه في يناير

جار نيفين مندور يكشف تفاصيل مصرعها فى حريق منزلها بالإسكندرية

مصرع الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم اللى بالى بالك فى حريق بمنزلها


بدء الاقتراع بأول أيام جولة إعادة المرحلة الثانية لانتخابات النواب

السلامى VS السكتيوى.. نهائى مغربى خارج الخطوط فى نهائى كأس العرب

الطقس اليوم الأربعاء 17-12-2025.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار

مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 17-12-2025 والقنوات الناقلة

المخرج أشرف فايق: محيى إسماعيل بخير وإصابته بغيبوبة شائعة

ليلة زفاف نجم الأهلى.. أحمد عبد القادر يحتفل وسط أسرته وأصدقائه فى الدقهلية.. عمر كمال وأحمد رمضان بيكهام أبرز الحضور.. وعصام صاصا وأورتيجا يشعلان الأجواء بالأغانى.. فيديو وصور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى