عمر بن الخطاب.. هل رفض أمير المؤمنين فتح مصر؟

تعبيرية عن فتح مصر
تعبيرية عن فتح مصر
كتب محمد عبد الرحمن
منذ 1379 عاما فتح الله على المسلمين مصر، وذلك فى عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ثانى الخلفاء الراشدين، وذلك بعد اقترح من عمرو بن العاص، بعد تمكن المسلمين من فتح الشام وبيت المقدس، وكان سقوط حصن بابليون "آخر معاقل الدولة البيزنطية" فى 16 أبريل من عام 641م، الموافق 22 هـ، إيذانا ببداية الدعوة الإسلامية فى مصر.
 
لكن ماذا دار حول فتح مصر بين ثانى الخلفاء الراشدين الفاروق عمر بن الخطاب، والقائد عمرو بن العاص؟ وهل رفض أمير المؤمنين فتح مصر؟ وما هى الأسباب التى جعلت الفاروق يتردد فى قبول الأمر؟
 
بحسب كتاب "الفاروق عمر" للمفكر والأديب الراحل محمد حسين هيكل، كانت مسيرة عمرو إلى مصر بإذن من عمر بن الخطاب، لكن عمر لم يأذن بهذا السير إلا بعد تردد طويل، فالمتواتر أن ابن العاص خاطب الخليفة فى غزو مصر حين فتحت بيت المقدس أبوابها، وبعد أن صالح أمير المؤمنين أهلها فى السنة السادسة عشرة من الهجرة، ولعل عمرًا قد ذكر فى حديثه يومئذ أن قائد الروم الأطربون انسحب بقوات الروم من فلسطين إلى وادى النيل، فمن الخير تعقبه وهو منهزم قبل أن تتاح له فرصة التحصن فى بلاد وافرة الخصب عظيمة الثروة؛ يستطيع أن يجد فى حصونها المنيعة وفى مِيرتها الوفيرة، من وسائل الدفاع وأسباب المقاومة، ما ينسى هرقل هزيمته وفراره من المدينة المقدسة، ولعل عمرًا ذكر كذلك فى حديثه ما تعج به مصر من خيرات ينال الروم أكثرها ولا يبقى للمصريين منها إلا القليل الذى يقيم أودهم ليعملوا فى أرضها المعطاء، ولعله أعاد هذه الأحاديث غير مرة على الخليفة، وعززها بأن علاقات مصر بحكامها من الروم ليست خيرًا مما كانت علاقة العراق بحكامها من الفرس؛ وأن النزاع المذهبى قد أثار على ضفاف النيل حفائظ المصريين وأضعف من حماستهم لحكامهم، إن لم يدعهم للتمرد عليهم، وهذه كلها عوامل تكفل للعرب الظفر بأعدائهم فى الوادى الخصيب، فإذا أضيف إليها ما استقر فى نفوس الناس لذلك العهد من بأس المسلمين ومن أن الله معهم فلا غالب لهم، لم يبقَ موضع للتردد فى غزو مصر ونشر لواء الإسلام فيها، ثم كان للمسلمين من ثراء مصر ومن خيراتها الوفيرة ما يضاعف حظهم من نعيم الدنيا، بقدر ما يضاعف الاستشهاد حين الجهاد حظهم من نعيم الآخرة.
 
وقد كانت أسباب متلاحقة حملت عمر على هذا التردد، وأول هذه الأسباب أن سياسته فى الفتح كانت إلى آخر السنة السابعة عشرة من الهجرة سياسة عربية بحتة؛ فهو لم يكن يريد أن يتعدى العراق والشام بعد أن ضمهما إلى شبه الجزيرة، وكان يرى أن يضمهما إليها؛ لأن القبائل العربية التى نزحت إليها طوعت للخميين والغسانيين أن يقيموا ملكًا عربيًّا خضع لنفوذ كسرى ولنفوذ قيصر، ومن الحق أن يكون هذا الملك للعرب وحدهم، يستقلون به ويكونون أصحاب السلطان فيه، حتى يجتمع العرب فى وحدة تمتد من خليج عدن والمحيط الهندى إلى أقصى الشمال من بادية السماوة، ولذلك أبى على سعد بن أبى وَقَّاصٍ أن يتخطى سهول العراق إلى جبل فارس، وود لو أن بين السواد والجبل سدًّا من نار، فلا يخلص الفرس إليه ولا يخلص هو إليهم، وقد ظل حريصًا على هذه السياسة حتى لم يكن للمسلمين من قتال الهرمزان مفر، فلما جمع الفرس لهم بعد ذلك بنَهَاوَنْد وأظفر الله المسلمين بهم، أمر عمر بالانسياح فى بلادهم ليخرج يَزْدَجِرْد منها، وليقضى على كل خارج عليه فيها.
 
وسبب آخر حمل عمر على التردد فى فتح مصر، ذلك أن الشام لم تكن خضعت كلها لسلطان المسلمين إلى آخر السنة السادسة عشرة، وقد بقى شمالها يناوئهم ولا يستقر لهم فيه أمر حتى قضى أبو عبيدة بن الجَرَّاحِ وخالد بن الوليد على مقاومتهم، وذلك حين بعث هرقل قواته تحملها السفن من الإسكندرية إلى أنطاكية، وحين خرج أهل الجزيرة يمدونه، ثم انتهى الأمر بهؤلاء وأولئك إلى الفرار، ثم إن قَيْسَارِيَّة ظلت فى موقعها الحصين على شاطئ البحر تقاوم قوات المسلمين وتهدد مراكزهم بفلسطين إلى أن افتضها معاوية بن أبى سفيان. لم يكن لعمر، وذلك كان شأن سورية وفلسطين إلى أخريات السنة السابعة عشرة من الهجرة أن يغامر بإرسال قواته من الشام لمواجهة الروم بمصر، أتراه يقدم على هذه المغامرة إذا فتح الله عليه الشام؟ كان يتردد فى هذا، وكان يجد من عثمان بن عفان ومن غيره من الصحابة المقيمين بالمدينة من يزيده دون الإقدام والمغامرة ترددًا.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جيش الاحتلال: سلاح الجو قصف 130 هدفا فى قطاع غزة خلال 24 ساعة

جلسة خلال ساعات بين الزمالك وبيراميدز للتفاوض حول صفقات الصيف

الجزيرة الإماراتي يجدد الثقة فى مدرب محمد النني

بدون أسباب.. إقالة المتحدث باسم نتنياهو وتعيين زيف أغمون

9 خطوات لتجنب حرائق التكييفات داخل العقارات السكنية


الزمالك يحصل على توقيع من 5 إلى 6 صفقات محلية بالانتقالات الصيفية

ضجة تسونامى المزعومة.. لماذا يثير البحر المتوسط قلقاً غير مبرر؟.. الموج العالى وظهور القرش ظواهر طبيعية لا علاقة لها بالكوارث.. والنشاط الزلزالى طبيعى ولا ينذر بكارثة وشيكة.. والوعى العلمى خط الدفاع ضد الشائعات

الأهلى يرفض ضغوط وسام أبو علي للتراجع عن دفع 10 ملايين دولار للرحيل

اتحاد الكرة يدرس إقامة مباريات كأس مصر قبل توقف الدورى فى ديسمبر

إدارة الزمالك تطالب جون إدوارد بتوفير 30٪؜ من ميزانية الكرة


طرح بيض المائدة بمنافذ وزارة التموين.. اعرف الأسعار

توافد طلاب الثانوية العامة بالجيزة على اللجان لأداء امتحان الرياضيات البحتة

أطول عقود كرة القدم.. تشيلسي يحتكر القائمة وويليامز في الصدارة

الطقس اليوم.. شديد الحرارة وشبورة ورطوبة والعظمى بالقاهرة 36 درجة

وداعا للبلطجة.. محافظة القاهرة تطبق منظومة جديدة لتقنين وضع السايس.. فيديو

ملخص وأهداف مباراة ريال مدريد ضد بوروسيا دورتموند 3-2 فى كأس العالم للأندية

موعد مباراة ريال مدريد ضد باريس سان جيرمان فى نصف نهائى مونديال الأندية

زى النهارده.. منتخب مصر يخسر من جنوب أفريقيا واتحاد الكرة يقيل أجيري

مواعيد مباريات اليوم الأحد 6 - 7 - 2025 والقنوات الناقلة

فرص عمل للصيادلة بمرتبات شهرية تصل إلى 9400 جنيه.. تفاصيل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى